قالت وزارة التربية والتعليم، الاثنين، إن قرار عودة طلبة من ذوي الإعاقة في مدارس الصم ومدرسة المكفوفين ومراكز خاصة إلى التعليم الوجاهي، جاء "بناءً على رغبة أولياء أمور طلبة لصعوبة تلقي ابنائهم التعليم عن بعد"، ردا على احتجاج موظفين ومعلمين أمام مدرسة المكفوفين رافضين لقرار العودة.

وقال رامي المرايطة، متحدث باسم المحتجين لـ "المملكة"، إن "عشرات الموظفين والمعلمين نفذوا وقفة احتجاجية أمام مدرسة المكفوفين في عمّان، رفضا لقرار وزارة التربية والتعليم استئناف التدريس وجاهيا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد".

والأحد، قررت وزارة التربية استئناف دوام الطلبة من ذوي الإعاقة في مدارس الصم ومدرسة المكفوفين ومراكز خاصة تقدم خدمات التعليم للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية، بعد أن علق الدوام في 10 آذار/مارس الحالي.

المرايطة الذي شارك في الاحتجاج، تحدث عن استحالة تطبيق البروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا في مدرسة المكفوفين في عمّان، "نظرا لطبيعة تدريس الطلبة التي تتطلب تلامسا دائما"، بينما تؤكد وزارة التربية "ضرورة الالتزام باشتراطات السلامة العامة المتبعة من ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافات التباعد". 

ودعا المرايطة إلى تطبيق شكل التعليم الذي يطبق على مدارس وزارة التربية والتعليم الأخرى، حيث يستمر فيها التعليم عن بُعد.

الناطق باسم وزراة التربية والتعليم، عبد الغفور القرعان قال لـ "المملكة" إن "قرار عودة طلبة من ذوي الإعاقة في مدارس الصم ومدرسة المكفوفين والمراكز الخاصة، يأتي بعد مطالب أولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة ولصعوبة تلقي هذه الفئة التعليم عن بعد، مقارنة بأقرانهم بسبب ظروفهم الصحية التي تتطلب وجود معلمين ومساندين لهم في التعلم". 

المجلس الأعلي لذوي الإعاقة، أكد في وقت سابق، أن القرار يأتي "استجابةً لضرورات تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التمتع الكامل بحقهم في التعليم، حيث يواجه هؤلاء الأشخاص تحديات وصعوبات كبيرة في التعليم عن بعد، نظراً لعدم كفاية التهيئة في منصات التعليم الإلكتروني".

وأضاف القرعان، أن الوزارة درست "مبرِّرات وردت إليها من المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم رفعها إلى وزير الداخلية / وزير الصحة المكلف مازن الفراية باستثناء هذه الفئة والعودة إلى التعليم الوجاهي، على أن تكون عودة المعلمين بنسبة 50%"، حيث وافقت وزارة الصحة على طلب الوزارة".

بيد أن المرايطة، قال إن "طريقة القراءة والكتابة للمكفوفين لا يمكن من خلالها تطبيق التباعد الجسدي"، مشيرا إلى أن "الصحة في هذا الظرف أهم من التعليم". 

وأكد مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم سامي المحاسيس لـ "المملكة"، أن "الوزارة ستحصر عدد المعلمين والإداريين في مدارس الطلبة ذوي الإعاقة التي يبلغ عددها 11 مدرسة، لتخاطب وزارة الصحة بشأن إعطائهم الأولوية في تلقي لقاح كورونا".

- تعليم عن بعد اختياري -

القرعان، قال إن "وليَّ الأمر مخيَّر بعودة ابنه أو ابنته للتعليم الوجاهي، على أن يُوقِّع أولياء الأمور الذين يختارون التعلم عن بُعد لأبنائهم، على إقرارٍ بذلك، متضمِّنًا الإقرار تعهُّدًا من ولي الأمر بمتابعة ابنه أو ابنته في التعلم عن بُعد". 

"التعهُّد الذي سيوقِّعه وليُّ الأمر، سيكون لدى إدارات المدارس والمراكز الخاصة المعنيَّة"، وفق القرعان. 

ويلجأ المدرسون في مدرسة المكفوفين إلى استخدام تطبيق واتساب لتعليم الطلبة، مع الأخذ بعين الاعتبار منصة درسك الإلكترونية لوزارة التربية كـ "محتوى إثرائي"، بحسب المرايطة. 

وبحسب المرايطة، سجلت 20 إصابة بالفيروس في مدرسة المكفوفين خلال آذار/مارس الحالي.

وتحدث عن سكن داخلي في المدرسة لاستقبال طلبة يأتون من محافظات بعيدة عن العاصمة، متسائلا: "من يتحمل مسؤولية ما سيجري لهم؟". 

ويبلغ عدد مدارس الصم التابعة لوزارة التربية في المملكة 10 مدارس تضم 640 طالبا وطالبة، إضافة إلى مدرسة واحدة للمكفوفين تضم 304 طلاب ومركز واحد لذوي الإعاقة الذهنية يضم 120 طالبًا وطالبة، وفق أرقام وزارة التربية.

المملكة