أمرت الولايات المتحدة الأربعاء، جميع دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة بورما، في ظل ارتفاع مستوى العنف بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي. 

وقوبلت الاحتجاجات اليومية المطالبة بإعادة الحكومة المنتخبة بحملة أمنية نفّذها الجيش، وأودت بأكثر من 520 مدنيا في الأسابيع التي تلت انقلاب الأول من شباط/فبراير.

وأثار الرد العنيف للمجموعة العسكرية إدانات دولية ، وتهديدات بالرد لمجموعات عرقية مسلحة في بورما.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّها تأمر بمغادرة "موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين وأفراد أسرهم".

ويهدف القرار إلى حماية سلامة وأمن الموظفين وأفراد عائلاتهم، بحسب الوزارة.

ونددت قوى العالم مرارا بالحملة الأمنية العنيفة ضد المعارضة، وفرضت عقوبات على شخصيات بارزة في الجيش البورمي.

لكن لا يبدو أن الضغوط تؤثر على الجنرالات ؛ إذ سجّلت السبت أعلى حصيلة للقتلى في الاحتجاجات حتى الآن بلغت 107 على الأقل.

وأثار تزايد استخدام الجيش للقوة القاتلة حفيظة مجموعات بورما العرقية البالغ عددها نحو 20، والتي تسيطر على مناطق واسعة خصوصا عند الحدود. 

وهددت ثلاث من هذه المجموعات -- "جيش  التحرير الوطني في تانغ" و"جيش التحالف الديمقراطي في ميانمار" و"جيش أراكان" الثلاثاء بالانضمام إلى صفوف المحتجين ما لم تخفف المؤسسة العسكرية من حدة حملتها الأمنية. 

وبينما لم تتحرّك المجموعات الثلاث ميدانيا بعد، إلا أن مجموعتين أخريين -- "اتحاد كارين الوطني" و"جيش استقلال كاشين" -- كثّفتا هجماتهما على قوات الجيش والشرطة في الأيام الأخيرة.

وذكرت تقارير أن مركزا للشرطة في باغو تعرّض لهجوم صاروخي أدى إلى إصابة خمسة عناصر بجروح الثلاثاء، رغم أن هوية الجهة المنفّذة للهجوم لم تكشف بعد. 

وسيطر "اتحاد كارن الوطني"، الذي يعد بين أكبر المجموعات المتمردة، على قاعدة عسكرية في شرق ولاية كايين في عطلة نهاية الأسبوع، مما دفع الجيش للرد عبر شن ضربات جوية. 

كما نُفّذت المزيد من الضربات الثلاثاء، إلا أن المسؤول عن الشؤون الخارجية لـ"اتحاد كارن الوطني" بادو ساو تاو ني قال، إن المجموعة ستتمسك بموقفها "الداعم بقوة لحراك الشعب ضد الانقلاب العسكري". 

وأصدرت الكتيبة الخامسة في "اتحاد كارن الوطني" بيانا الثلاثاء أدانت فيه الضربات الجوية ، وحذّرت من أنه لا خيار لديها سوى "مواجهة هذه التهديدات الخطيرة" من الجيش.

مصابون يعبرون الحدود 

وفر نحو 3000 شخص عبر الأدغال للاحتماء في تايلاند المجاورة بعد الضربات الجوية التي شهدتها عطلة نهاية الأسبوع. 

وأعلنت وزارة الخارجية التايلاندية في وقت متأخر الثلاثاء، أن نحو 2300 شخص عادوا إلى بورما، في حين لا يزال نحو 550 في تايلاند. 

واتّهم ناشطون من إثنية كارن السلطات التايلاندية بدفع الناس للعودة، ومنع مسؤولين في الأمم المتحدة يتولون شؤون اللاجئين من دخول المنطقة.

بدوره، شدد رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان-أو-تشا على عدم وجود "تدفّق" للاجئين، ونفى بأن تكون سلطات المملكة "استخدمت الأسلحة النارية والعصي لإخافتهم". 

وسعى بعض سكان كارن الذين أصيبوا بجروح جرّاء ضربات عطلة نهاية الأسبوع إلى تلقي العلاج الطبي الثلاثاء في الجانب التايلاندي من الحدود. 

وأفادت الشرطة التايلاندية أنها اعترضت عشر شحنات تحتوي على 112 قنبلة يدوية ، و6000 قطعة ذخيرة في ولاية تشيانغ راي الشمالية كانت موجّهة إلى بلدة تاشيليك الحدودية في بورما. 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأربعاء لمناقشة الأزمة في بورما، بطلب من بريطانيا -- القوة المستعمرة السابقة.

وسيجتمع أعضاء المجلس الـ15 في جلسة مغلقة ستقدم مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى  بورما كريستين شرانر بورغنر إيجازا في مستهلها.

أ ف ب