مدد وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان، الثلاثاء، لساعات المفاوضات في كينشاسا حول السد الإثيوبي الضخم على نهر النيل المتمثل ببناء محطة كهرومائية تعتبرها أديس أبابا حيوية، فيما تنظر إليها القاهرة والخرطوم على أنها تهديد.

والمفاوضات التي كان يفترض أن تستمر أصلا يومي الأحد والاثنين، استمرت حتى الثلاثاء بدون إيجاد تسوية بين الدول الثلاث المجتمعة برعاية رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي منذ شباط/فبراير.

وأعلن مفاوض كونغولي طلب عدم كشف اسمه "وافقت إثيوبيا ومصر على الشروط المدرجة في مسودة البيان الختامي. لكن السودان اعتبر أن مصالحه على نهر النيل مهددة".

وفي ساعة متأخرة الليلة الماضية، اجتمع رؤساء وفود الدول الثلاث مع السفير الأميركي في كينشاسا مايك هامر. واستمر الاجتماع لثلاث ساعات في غرفة من الفندق الذي تجرى فيه المفاوضات.

وصباح الثلاثاء، استأنف الخبراء المباحثات حول مسودة البيان الختامي.

وأضاف المفاوض الكونغولي "سيحدد هذا البيان ما إذا كان اجتماع كينشاسا ناجحا أم فاشلا. لهذا السبب يريد رؤساء الوفود المصادقة مسبقا على مضمونه الذي سيلزم حكوماتهم في المستقبل".

ويشكل المشروع مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس فيه قبل عشر سنوات في نيسان/أبريل 2011.

ويبنى المشروع على النيل في شمال غرب إثيوبيا قرب الحدود مع السودان. وقد يصبح أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا مع قدرة معلنة من حوالي 6500 ميغاوات.

وتؤكد إثيوبيا أن الطاقة الكهرومائية الناجمة عن السد ستكون حيوية لتلبية حاجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين.

أما مصر التي تعتمد على النيل لتوفير نحو 97% من مياه الري والشرب، فترى في السد تهديدا لوجودها.

في المقابل، يخشى السودان من تضرر سدوده في حال عمدت إثيوبيا إلى ملء كامل للسد قبل التوصل إلى اتفاق.

ويمثل نهر النيل شريان حياة ويوفر الماء والكهرباء للدول العشر التي يعبرها.

أ ف ب