نظمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، المجلس العلمي الهاشمي المئة، والأول لهذا العام الجمعة، بعنوان (السور الطوال) فضلها وأسرارها ومعانيها، تحدث خلاله وزير الأوقاف محمد الخلايلة وأستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية جهاد النصيرات.

وتناول المجلس الذي أداره محمد العايدي فضل السور الطوال من خلال الأحاديث والآثار الواردة في فضلها، ودلالة كونها أعطيت مكان التوراة، وأسرار معاني هذه السور، ومناسبات هذه السور وقوة إحكامها، بالإضافة إلى أسرار معاني السور في مشابهة التوراة في الأحكام.

وقال الخلايلة خلال الجلسة، إن وزارة الأوقاف ارتأت هذا العام أن تختار هذا الموضوع لأهميته ولنبين للناس فضل هذه السور، مشيرا إلى أن القرآن الكريم نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان المبارك، وسوره بشهادة من سمعه موزونة وعذبة ولها دلالات ومعان كبيرة.

وأضاف، أن القرآن في حياة المسلم حجة للمسلم وعليه، وعلى كل مسلم أن يقرأ القرآن الكريم ويعتبر بما جاء به ليكون شفيعا له يوم القيامة، مبينا أن فضل القرآن كبير وللسبع الطوال تحديدا فضل مثل سورة البقرة وسورة آل عمران وهي مليئة بالمعاني والفضل على الإنسان المسلم .

وأكد أن تقسيم القرآن الكريم وتفسيره له ميزات كبيرة في أخذ المعاني والدروس والعبر، والسور الطوال تحديدا غالبا اشتملت على الأحكام الشرعية من أحكام عبادات ومواريث.

وأوضح الخلايلة أن القرآن الكريم جامع لكل الكتب السماوية التي نزلت قبله، فهو خاتم الرسالات، واشتمل كل ما جاء من الكتب السماوية التي سبقت نزوله والرسول - عليه الصلاة والسلام - خاتم الأنبياء والمرسلين.

وقال إن هناك اختلافا بين العلماء على تسمية السور الطوال على أنها الأطول بعدد الآيات، مبينا أن القرآن الكريم بدأ بسورة الفاتحة وهي المقدمة للقرآن الكريم ثم شملت تلك السور الأحكام الشرعية، لافتا إلى أن فضائل السور السبع الطوال عظيمة لأنها تأتي شفيعة لأصحابها يوم القيامة.

وقال النصيرات إن المجالس العلمية الهاشمية تحظى بالرعاية والاهتمام الهاشمي وتتميز وزارة الأوقاف بتنظيمها سنويا، وتهتم بالعناية بالقرآن الكريم، وخلال شهر رمضان المبارك وهذا له ميزة كبيرة.

وأضاف أن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان المبارك واستمر نزوله 23 سنة واقتضت حكمة الله أن يأتي الترتيب الموجود خلاف الترتيب النزولي الذي بدأ بسورة العلق لأن الله أعلم بأن الخير كله والإعجاز كله يظهره في هذا الترتيب وأن التوزيع يأتي توزيعا ربانيا توقيفيا وهي تخاطب الإنسان بروحه ونفسه وعقله وقلبه وتجمع بين خطاب العقل وخطاب العاطفة.

وتابع أن القرآن يغذي حاجات الإنسان وكل تفاصيل حياته فالقرآن الكريم مليء، ويعالج جميع المواضيع ويرطب القلب ويزيد من الشوق إليه، فكل سورة كالنسيج تعالج قضية وهدفا رئيسا ولها رونق خاص.

وأضاف أن في كل سورة في القرآن الكريم موضوعا، فكانت الفاتحة إيجازا للمقاصد الكلية للقرآن الكريم، وفيها المنهج القويم لديننا الإسلامي الحنيف.

وأوضح أن السور قسمت إلى مكية ومدنية بحسب مكان نزولها وكل منها له دلالات وعبر وتتناول التوحيد وثمراته في السلم والحرب والحوار مع أهل الكتاب وحثهم على الإسلام إضافة إلى قصص الأنبياء وصبرهم .

وقال النصيرات إن سور القرآن الكريم تسلسلت بالمواضيع وأهدافها ومقاصدها وركزت وثبتت قواعد التعاملات بين الإنسان وربه وما بينه وبين أهله وما بينه وبين نفسه .

وأشار إلى أن سور القرآن مليئة بالإعجاز بالربط بين الآيات وتسلسل السور، حيث كشفت الدراسات سر العلاقة بين القرآن الكريم وما سبقه من كتب سماوية وما بين آياته.

وأكد أن العقيدة واحدة بين كل الأنبياء، ولكن تتطور بين رسالة وأخرى وكان آخرها وأشملها رسالة الإسلام التي وردت بالقرآن الكريم.

المملكة