قالت وزارة المياه والري، الأحد، إن العجز المائي قد يصل في هذا الصيف "الصعب" إلى 15 مليون متر مكعب، متحدثة عن واقع مائي "حرج جدا".

الناطق باسم وزارة المياه، عمر سلامة، قال لـ "المملكة"، إن "الواقع المائي حرج جدا والموسم المطري لم يسجل سوى كميات متواضعة لم تتجاوز 60%".

وأشار إلى أن "مخزون السدود منخفض بأقل من 80 مليون متر مكعب وبالأخص في السدود التي نستخدمها لغايات الشرب، سد الوحدة وسد الموجب، وبذلك سيكون هناك ضغط شديد علينا في تأمين مصادر المياه للمناطق وسيكون هناك عجز في بعض هذه المناطق نتيجة الحصص المتواضعة".

وفي وقت سابق، وافقت إسرائيل على طلب الأردن الحصول على 8 ملايين متر مكعب من المياه استنادا إلى اتفاقية السلام بين البلدين، وفق ما أفاد مصدر مطلع .

"نحن طلبنا من الجانب الإسرائيلي 8 مليون متر مكعب ونحن نحصل بموجب اتفاقية السلام على حقوقنا المائية التي أقرتها اتفاقية السلام، لكن نتيجة تراجع الموسم المطري أيضا لم نخزن كميات كافية في بحيرة طبريا هذا العام لذا كمية المياه التي خزناها قليلة فاضطررنا لطلب حصة إضافية لتعويض بعض النقص"، وفق سلامة.

لكنه قال إن "هذه الكميات التي طلبناها لن تسد جزءا من العجز الذي قد يصل أكثر من 15 مليون متر مكعب خلال هذا الصيف وفي العاصمة وحدها نحتاج حوالي 110 ملايين متر مكعب خلال أشهر الصيف منذ بداية أيار/مايو حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر، مما سيشكل عبئا كبيرا علينا في تأمين مصادر المياه".

ولفت إلى إمكانية "عبور هذا الصيف بالتعاون مع المواطنين".

"نأمل من المواطنين تفهم هذا الواقع وأن تستخدم كميات المياه التي تصل للمنازل لغايات الاستخدام المنزلي فقط وليست لغايات ري الحديقة أو غسيل السيارات أو شطف الأرصفة والمحافظة على هذه المياه وتخزينها وضرورة أن يكون هناك خزانات أرضية لأنه في ظل الضغط الشديد سيكون وصول المياه للبيوت المرتفعة والعمارات على أسطح العمارات سيكون بنسب ليست كافية"، بحسب سلامة.

تحديث شبكات المياه

وتحدث سلامة عن إنفاق وزارة المياه أكثر من نصف مليار دينار خلال الـ 10 سنوات الماضية في عمان لغايات "تنفيذ خطط متتالية حول هدر المياه وتحديث الشبكات".

وأنفقت الحكومة 4 مليارات على قطاع المياه خلال السنوات القليلة الماضية، وفق سلامة الذي أشار إلى أن "كميات المياه تتراجع ومخازن المياه الجوفية تتراجع، والأمطار والتغيرات المناخية تؤثر عاما بعد عام بشكل كبير على واقعنا المائي".

"نحن نجحنا بخفض الفاقد المائي في عمان إلى حوالي 38% وفي العقبة أيضا إلى حوالي 27% حيث نحقق تحديثا للشبكات، لكن في ظل عدم توفر مصادر مائية كافية لتأمين الضخ المستمر ستبقى الشبكات بحاجة كل بضعة سنوات للاستبدال والتغيير لأن الضخ مرة واحدة خلال الأسبوع يؤثر على أعمار هذه الشبكات وتقادمها بشكل سريع أكثر من المعتاد"، بحسب سلامة.

ولفت النظر إلى "طلب متزايد نتيجة النمو السكاني وازدياد الطلب على المياه، إضافة إلى الجائحة التي رفعت نسبة الطلب على المياه أكثر من 10% على معظم مناطق المملكة".

وأشار إلى "عدم ارتياح" المصادر المائية "نتيجة الاستنزاف والضخ الجائر المستمر" لفترات طويلة منذ سنوات "مما أدى لتراجع مستوى وسطح المياه الجوفية في هذه الأحواض المائية وشكل ضغطا عليها".

وأفاد سلامة بأن غرفة العمليات في وزارة المياه "ستضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع هذا الصيف، ونأمل ألا يكون الواقع صعبا جدا لكنه سيكون صعبا".

المملكة