استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي نقل رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى عباس تمحورت حول الجهود المشتركة لإيجاد أفق سياسي لإطلاق مفاوضات جادة لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعث الرئيس عباس تحياته إلى جلالة الملك مؤكداً تثمينه والشعب والقيادة الفلسطينية مواقف المملكة الثابتة في الوقوف إلى جانبهم وتكريس كل الجهود لتلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأكد وحدة الموقف وتكاملية الجهود واستمرار التنسيق والتشاور لتحقيق ذلك.

وأكد الصفدي خلال اللقاء، أهمية قرار القيادة الفلسطينية إجراء الانتخابات الفلسطينية وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني تقديم كل الدعم الذي يحتاجه الأشقاء لتنظيم الانتخابات والعمل معا من أجل إزالة أية عقبات تواجهها.

وفي تصريحات صحافية مشتركة مع رئيس هيئة الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ بعد اللقاء، قال الصفدي إن اللقاء جاء استكمالاً لمسيرة التواصل والتشاور التي لا تنقطع بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس.

وزاد الصفدي "وصلت اليوم إلى رام الله حاملاً رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة الرئيس محمود عباس، تتمحور حول الجهود المشتركة التي تقوم بها المملكة وأشقاؤنا من أجل اتخاذ الخطوات العملية القادرة على كسر الجمود وإيجاد أفق سياسي يسمح باستعادة مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق الهدف المشترك والرئيس، والمصلحة الاستراتيجية للمنطقة والعالم، وهي تحقيق السلام العادل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة كاملة، وفي مقدمها حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وفق المرجعيات المتفق عليها".

وقال الصفدي "جلالة الملك أراد أن أنقل هذه الرسالة إلى فخامة الرئيس الآن وأن نستكمل عملنا في التنسيق والتشاور لأن هنالك ظروفاً مختلفة إقليمياً ودولياً، وخصوصاً الإدارة الأميركية الجديدة وما بدر عنها من بوادر ومؤشرات إيجابية، نحتاج أن نتفاعل معها إيجابياً ونحتاج أن نضغط لإيجاد الزخم المطلوب من أجل إنجاز " التقدم المطلوب نحو استئناف المفاوضات.

وأضاف الصفدي أنه بالإضافة للتحرك نحو إيجاد الأفق السياسي، يجري العمل على بلورة تحرك دولي قادر على وقف الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وتحديداً بناء المستوطنات وتوسعتها، ومصادرة البيوت، وترحيل السكان من بيوتهم كما نرى في حي الشيخ جراح الذي تقوم المملكة بجهود مكثفة بالتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين والمجتمع الدولي من أجل الحفاظ على حق هؤلاء المواطنين الفلسطينيين في البقاء في بيوتهم.

وزاد أنه "وبالتنسيق مع أشقائنا، قمنا بتسليم كل الوثائق المتوفرة لدينا التي يمكن أن تساعد المواطنين الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم كاملةً".

وبيّن الصفدي أن المحادثات تطرقت إلى موضوع الانتخابات، مشيراً إلى أن "الرسالة التي حملها من جلالة الملك تؤكد وقوف الأردن مع أشقائنا الفلسطينيين بكل إمكاناتنا للمساعدة في إنجاز هذه الانتخابات ودعم العملية الانتخابية".

وأضاف "نرى أن الانتخابات خطوةً ضروريةً ومهمة، اتخذت القيادة الفلسطينية قرارها، ونعمل أيضاً معا من أجل إزالة كل المعيقات التي تواجه هذه العملية الانتخابية".

وأكد الصفدي "القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في المملكة كانت وستبقى القضية الأساس"، مشدداً على أن "الأردن كان وسيبقى السند والأقرب إلى الأشقاء الفلسطينيين، وكل إمكانات المملكة مكرسة من أجل الوقوف إلى جانب أهلنا وأشقائنا في فلسطين وتلبية حقوقهم المشروعة".

وأكد الصفدي "القدس تحديداً هي خط أحمر لجلالة الملك، هي خط أحمر للأردن، كما هي خط أحمر لدولة فلسطين الشقيقة وللشعب الفلسطيني ولفخامة الرئيس محمود عباس".

وأضاف "نرفض كل الإجراءات ونتصدى لكل المحاولات التي تحاول أن تغير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس المحتلة، ونتصدى أيضاً لأي جهد يحاول المساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

وذكر الصفدي "نحن منطلقنا واحد، نحن رؤانا مشتركة، الأردن وفلسطين دائماً كانتا وستبقيان الأقرب إلى بعضهما البعض، والجهد الأردني سيكون دوماً منصباً بكليته باتجاه إسناد الأشقاء ودعمهم وضمان وصولهم إلى حقوقهم المشروعة، لأن وصول الأشقاء الفلسطينيين إلى حقوقهم المشروعة وخصوصاً الحق في الحرية والدولة هو شرط لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي الذي نطلبه جميعاً".

من جانبه، أكد الوزير حسين الشيخ أن الرسالة التي حملها الصفدي "تؤكد على عمق العلاقة التاريخية والتنسيق المشترك على أعلى مستوى بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين"، مشيراً إلى أن الرسالة تناولت آخر التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة، وبعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية الأردنية - الفلسطينية.

وقال الشيخ "هناك انسجام عالٍ جداً بيننا وبين أشقائنا الأردنيين في كل الملفات، سواء كانت التطورات السياسية الأخيرة الحاصلة في المنطقة أو فيما يتعلق بدعم الأردن الكامل والثابت للحقوق السياسية الفلسطينية في إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية والتي تشكل خط أحمر لفلسطين وللأردن".

وثمن الشيخ "دعم جلالة الملك والمملكة الأردنية الهاشمية للانتخابات الفلسطينية وخيار القيادة الفلسطينية في الاستمرار إلى الذهاب للخيار الديمقراطي باتجاه المجلس التشريعي والرئاسة الفلسطينية"، مضيفاً أن "الأردن يؤكد أيضاً دعمه وإسناده لهذا الخيار ويطالب، كما نطالب نحن، المجتمع الدولي بتسهيل هذه العملية الانتخابية وتذليل كل الصعوبات من أجل إنجاز هذه العملية الانتخابية الفلسطينية".

المملكة