أعلنت المملكة العربية السعودية الجمعة تعليق استيراد الفواكه والخضار من لبنان، أو السماح بمرورها على أراضيها، بعد ضبط الجمارك أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

وأشارت وزارة الداخلية في بيان نشرته على تويتر إلى أنّ "الجهات المعنية في المملكة لاحظت تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات"، تحديداً "الخضروات والفواكه". 

وأضافت "نظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، وعلى الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد" المقبل.

وسيستمر قرار المنع وفق البيان، "إلى حين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة".

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الجمارك أحبطت في ميناء جدة "محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر من 5,3 ملايين حبة" تم إخفاؤها داخل ثمار الرمان.

وفي أول تعليق رسمي في بيروت، أعلنت وزارة الخارجية في بيان تبلّغها من السفارة السعودية مضمون القرار. ودعت الأجهزة المعنية "للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب (..) لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني".

وفي موازاة ذلك، نقلت إذاعة صوت كل لبنان المحلية عن رئيس نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضار نعيم خليل تاكيده أن لا موسم رمان في لبنان حالياً. وأكّد أن الشحنة المضبوطة في السعودية "ليست لبنانية بل مرّت بالترانزيت من سوريا عبر لبنان الى السعودية"، مناشداً السلطات التحرك مع السعودية لإعادة حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين قبل موسم الصيف.

وتشكل السوق الخليجية خصوصاً السعودية وجهة أساسية للفواكه والخضار اللبنانية. ويعدّ التصدير حالياً متنفساً للمزارعين في ظل الانهيار الاقتصادي المتمادي في البلاد منذ العام 2109.

وتشهد العلاقة السياسية بين البلدين فتورا، على خلفية تعاظم دور حزب الله، الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ السياسة الإيرانية، خصمها الإقليمي الأبرز.

وتنشط في لبنان وسوريا المجاورة صناعة مخدّر الكبتاغون الذي يصنّفه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأنّه "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة"، وهو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

وباتت الصناعة أكثر رواجاً، استخداماً وتصديراً، مع توسّع دائرة النزاعات وعلى رأسها النزاع السوري العام 2011.

 ونجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية مراراً في إحباط عمليات تهريب ضخمة باتجاه الأسواق الخليجية خصوصاً السعودية. وضبطت الجمارك في 3 شباط/فبراير خمسة ملايين حبة كبتاغون في مرفأ بيروت، كان من المفترض إرسالها إلى اليونان ثم السعودية.

أ ف ب