فاز فيلم "أرض الرُحل" (نومادلاند) بجائزة أوسكار أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 93 الذي أُقيم في محطة "يونيون ستيشن" الشهيرة للقطارات في وسط مدينة لوس أنجليس.

فيلم "نومادلاند" هو نوع هجين بين "رود موفي" والدراما الاجتماعية والوثائقي يتتبع مجموعة من الأميركيين المسنين يعيشون حياة ترحال بعدما خسروا كل شيء خلال أزمة الرهن العقاري، الأحد بجائزة أوسكار أفضل فيلم أعرق المكافآت الهوليوودية.

وكان فيلم كلويه جاو التي فازت بجائزة أفضل مخرج أيضا، الأوفر حظا منذ أشهر في هوليوود حيث سبق أن حصد الكثير من المكافآت بعدما برز في مهرجانات عريقة في الخارج. وتقدّم في هذه الفئة على  "ميناري"و"بروميسينغ يونغ وومان" وساوند أو ميتال" و"ذي فاذر" و"جوداس اند ذي بلاك ميسايا" و "مانك" و"ذي ترايل اوف ذي شيكاغو سفن".

وحصدت الأميركية فرانسيس مكدورماند جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "أرض الرحل" (نومادلاند)، حيث تؤدي شخصية أرملة تجوب طرق الولايات المتحدة لاكتشاف الجانب غير الظاهر منها. 

وجائزة الأوسكار هذه هي الثالثة التي تنالها الممثلة البالغة 63 عاماً، ولم يسبقها إلى هذا الإنجاز إلا سبتة آخرين.

فيما فاز أنتوني هوبكينز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الأب" (ذا فاذر).

وأصبح هوبكينز البالغ 83 عاما أكبر الممثلين سنا يفوز بجائزة أوسكار تنافسية. وتغلب على الممثل الراحل تشادويك بوزمان الذي فاز بجائزة غولدن غلوب عن دوره في "ما رينيز بلاك بوتوم" بعد وفاته من السرطان في عمر الثالثة والأربعين . ونافسه على الجائزة أيضا غاري اولدمان (مانك) وريز أحمد (ساوند اوف ميتال) وستيفن يون (ميناري).  

أصبحت المخرجة الصينية المولد كلوي تشاو، الأحد، أول امرأة آسيوية وثاني امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلمها "أرض الرحل" (نومادلاند).

يحكي الفيلم قصة مجموعة من قاطني الشاحنات في الولايات المتحدة إبان فترة الركود يتنقلون من عمل إلى آخر في مساع صعبة لكسب العيش.

ولدت تشاو في الصين وعاشت في بكين حتى سن الرابعة عشرة عندما انتقلت للدارسة في لندن ثم انتقلت للدراسة في لوس أنجليس.

 وقبل تشاو، سبق لامرأة واحدة أن فازت بهذه الجائزة المهمة هي كاثرين بيغيلو عن "ذي هورت لوكر" العام 2010. 

كالويا أفضل ممثل في دور مساعد

وفاز البريطاني دانيال كالويا بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في "جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، وتقدّم كالويا على ساشا بارون كوهين ("ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن")وليزلي أودوم جونيور ("وان نايت إن ميامي") وبول رايسي ("ساوند أو ميتل") ولاكيث ستانفيلد ("جوداس أند ذي بلاك ميسايا").

وتقدّم كالويا على ساشا بارون كوهين ("ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن") وليزلي أودوم جونيور ("وان نايت إن ميامي") وبول رايسي ("ساوند أو ميتل") ولاكيث ستانفيلد ("جوداس أند ذي بلاك ميسايا").

ويؤدي الممثل البالغ 32 عاما دور فريد هامبتون زعيم "بلانك بانثرز" وأحد قادة النضال من أجل الحقوق المدنية، في وقت لم تختف بعد بعض مكامن الظلم التي كان يناضل لمواجهتها في الستينات.

وقال الممثل لدى تسلمه جائزته "من الصعب جدا تقديم دور رجل كهذا لكنهم أقدموا على ذلك".

وسبق وقال تعليقا على ترشيحه للفوز بالجائزة "فريد هامبتون كان نورا مضيئا ومنارة تنير كل ما كان يتناوله بفضل رسالته الرائعة".

وأتى فوز دانيال كالويا الذي سبق وحصد جائزتي غولدن غلوب وبافتا البريطانية عن الدور نفسه، بعد سنة على موجة الاحتجاجات الواسعة لحركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمة) في وقت أخذ على الأكاديمية الأميركية لفنون السينما ولعلومها المانحة للأوسكار طويلا غياب الفنانين السود في ترشيحاتها.

ويعتبر كالويا نجما صاعدا في السينما الأميركية وسبق أن رشح العام 2018 للفوز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم الرعب ذي الميزانية الصغيرة "غيت آوت".

ولد كالويا في لندن وترعرع في مسكن شعبي في العاصمة البريطانية وتولت والدته وهي مهاجرة أوغندية تربيته بمفردها بعدما بقي والده في بلاده.

البريطاني دانيال كالويا الفائز بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد. (رويترز)


يو-جونغ أفضل ممثلة في دور مساعد

وحصلت الكورية الجنوبية يون يو-جونغ على أوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم "ميناري".

ويشكّل فوز يون يو-جونغ (73 عاماً) تتويجاً لمسيرتها الممتدة خمسة عقود، علماً أنها ابتعدت فترة عن الشاشة، ثم عادت من خلال التلفزيون وبعده السينما. 

وسكار أفضل فيلم أجنبي لـ "أناذر راوند"

وفاز فيلم "أناذر راوند" للمخرج الدنماركي توماس فينتبربرغ الأحد بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وخلال تسلمه الجائزة تحدث المخرج وهو يبكي عن ابنته التي توفيت في بداية التصوير وكاد موتها يضع حدا لهذا المشروع.

وقال "إن أردتم أن تصدقوا أنها معنا في هذا المساء يمكنكم أن تروها تصفق وتصرخ معنا. لقد قررنا أن ننجز هذا الفيلم من أجلها، تكريما لها".

ويتابع الفيلم أربعة أصدقاء يعلمون في المدرسة نفسها ولهم حياة روتينية قرب كوبنهاغن من بينهم مارتن أستاذ التاريخ الذي يعاني الاكتئاب ويمر بأزمة سن الأربعين ويؤدي دوره النجم الدنماركي مادس ميكلسن.

وتقرر المجموعة الصغيرة أن تستند إلى نظرية منسوبة إلى الطبيب النفسي النرويجي فين سكارديرود إلا أن هذا الأخير ينفي أن تكون له، مفادها أن الانسان ولد مع نقص طفيف في نسبة  الكحول في جسمه، فراحوا يشربون باستمرار ليكون هذا المستوى 0.5 غرام منذ استيقاظهم وصولا إلى موعد العشاء فيما يدونون بعناية تأثيرات هذه التجربة.

وبعد نتائج أولى مشجعة يتدهور الوضع مع أن الفيلم يرفض الغوص في الحكم الأخلاقي أو أي تمجيد للكحول بل يحمل جانبا فكاهيا حتى.

ولخص المخرج الفيلم لدى بدء عرضه العام الماضي على أنه "تكريم  للحياة واكتشاف جديد للحكمة غير العقلانية المتحررة من أي منطق قلق مع سعي إلى الرغبة حتى بالحياة مع عواقب مأسوية أحيانا".

لكن هذا الفيلم الذي يتغنى بالحياة مرتبط بشكل وثيق بموت ابنته إيدا التي توفيت في 4 أيار/مايو 2019 بعد أربعة أيام على بداية التصوير في حادث سير مع والدتها على طريق سريع في بلجيكا بعدما صدمت سيارتهما المتوقفة في اختناق مروري سيارة اخرى من الخلف لتصطدم بدورها بشاحنة أمامها.

وأدى ذلك إلى توقف التصوير إلا أن المخرج قرر انجاز الفيلم رغم المأساة لكن مع تغيير هدف المشروع.

واوضح خلال مقابلة مكرسة لوفاة ابنته في حزيران/يونيو مع صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية "الفيلم لم يعد يتناول فقط شرب الكحول بل العودة إلى الحياة". 

وحقق الفيلم نجاحا في الدول التي عرض فيها واستفاد خصوصا من براعة الممثل مادس ميكلسن الذي سبق أن عمل مع فينتنبرغ في العام 2012. 

وهي المرة الرابعة التي يفوز بها فيلم دانماركي بأوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد "ريفانج" لسوزان بيير في 2011 و"بيله ذي كونكيرور" في 1989 و"بابيتس فيست " لغابريال اكسل في 1988.

المخرج الدنماركي توماس فينتبربرغ. (رويترز)


رويترز + أ ف ب