قلّلت وزارة الدفاع الأميركيّة الاثنين، من أهمّية القتال الذي دار في نهاية الأسبوع الماضي بين القوّات الحكوميّة الأفغانيّة وطالبان، مؤكّدةً أنّه لن يكون له أيّ تأثير على انسحاب القوّات الأجنبيّة من أفغانستان. 

وقال جون كيربي المتحدّث باسم الوزارة للصحفيّين إنّ "ما شهدناه كان مضايقات صغيرة لم يكُن لها تأثير كبير على رجالنا ومعدّاتنا وقواعدنا". وأضاف "لم نرَ حتّى الآن أيّ شيء يمكن أن يؤثّر في الانسحاب".

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانيّة الأحد أنّ معارك بين القوّات الحكوميّة وطالبان أدّت إلى مقتل أكثر من 100 مقاتل من الحركة .

وجرت مواجهات بين طالبان والقوّات الحكوميّة في ولايات عدّة، بينها معقل طالبان السابق قندهار، حيث نفّذ الجيش الأميركي "ضربة دقيقة" السبت مع بدء الانسحاب الرسمي لجنوده.

وغداة بدئه رسميّاً الانسحاب من أفغانستان، سلّم الجيش الأميركي الأحد، إلى الجيش الأفغاني قاعدة كامب أنتونيك الواقعة في هلمند، الولاية الجنوبيّة التي تعتبر أحد معاقل طالبان.

وتابع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركيّة "أعتقد أنّكم رأيتم خلال عطلة نهاية الأسبوع أنّ الجنرال (أوستن) ميلر لديه بالتأكيد خيارات في تصرّفه للدفاع عن قوّاتنا ومواطنينا"، في إشارة منه إلى قائد القوّات الأميركيّة في أفغانستان.

من جهة أخرى، قال كيربي إنّ الولايات المتحدة تدرس منح تأشيرات للمترجمين الأفغان الذين ساعدوا الجيش الأميركي والذين يخشون أن يتمّ استهدافهم بمجرّد مغادرة القوات الأجنبيّة البلاد.

وبينما ينتظر الآلاف من المترجمين الأفغان السابقين ردًا على طلباتهم للحصول على تأشيرة للولايات المتحدة، قال المتحدث إنّ البنتاغون يجري مناقشات مع وزارة الخارجيّة، المسؤولة عن القضيّة، من أجل إحراز تقدّم في هذا الملفّ.

وأشار إلى أنّ وزير الدفاع لويد أوستن "يدرك جيّدًا الدعم الذي تلقّيناه على مدى السنوات العشرين الماضية من جانب أفغان في مختلف الأدوار". وأضاف "كما أنهُ يدرك تمامًا المخاطر التي تعرّض لها هؤلاء الأشخاص وما زالوا يتعرّضون لها، وكذلك عائلاتهم، من خلال دعمهم الولايات المتحدة وشركائنا في حلف شمال الأطلسي والتحالف أيضًا".

ولفت إلى أنّ الوزير "يجري مناقشات مع وزير الخارجيّة (الأميركي أنتوني) بلينكن حول سبل الوفاء بالتزاماتنا تجاههم".

وشهدت الأشهر الأخيرة استمرارًا للمعارك في أفغانستان، مع تعثّر جهود السلام الرامية إلى إنهاء الصراع المستمرّ هناك منذ 20 عامًا.

وبدأ الجيش الأميركي رسميًا سحب ما تبقّى من جنوده البالغ عددهم 2.500 جندي على الأراضي الأفغانيّة السبت، بناء على أوامر الرئيس جو بايدن الشهر الماضي.

وقال مسؤولون أميركيّون في الميدان إنّ الانسحاب بدأ قبل أيّام قليلة من بداية أيار/مايو، الموعد النهائي المتّفق عليه بين واشنطن وطالبان العام الماضي لاستكمال الانسحاب.

وسينتهي انسحاب جميع القوّات الأميركيّة مع حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، وفق ما أعلن بايدن.

 وقال الجيش الأميركي السبت إنّه نفّذ "ضربة دقيقة" بعد تعرّض مطار في قندهار فيه قاعدة أميركيّة لنيران غير مباشرة لم تسبّب أضرارًا.

وجاء الهجوم على القاعدة، مع تحذير طالبان من أنّ عدم إنهاء الجيش الأميركي سحب قوّاته في الأوّل من أيّار/مايو يعني أنّه انتهك الاتّفاق الموقّع بينهما العام الماضي.

أ ف ب