دعت الولايات المتّحدة إلى "وقف العنف" في القدس الشرقية المحتلّة حيث أصيب ليل الجمعة 205 فلسطينيين خلال اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في أعنف مواجهات تشهدها المدينة المقدّسة منذ سنوات.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّ "الولايات المتّحدة قلقة للغاية إزاء المواجهات الجارية في القدس ... والتي أفادت تقارير أنّها أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى".

وأضاف أنّ "العنف لا عذر له، لكنّ إراقة الدماء التي تحصل الآن مقلقة بشكل خاص" لا سيّما وأنها تحصل في الأيام الأخيرة من رمضان.

ولفت المتحدّث إلى أنّ واشنطن دعت المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "العمل بحزم لتهدئة التوتّرات ووقف العنف".

وشدّد برايس على "الأهمية البالغة" لتجنّب أيّ خطوات قد تؤدّي إلى تفاقم الوضع - مثل "عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية".

وفجر السبت خيّم هدوء حذر على القدس الشرقية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، بعد أن قال الهلال الأحمر الفلسطيني لـ "المملكة"، إن كوادره سجلت "205 إصابات خلال اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وجميع الإصابات في منطقة الرأس، معظمها إصابات بليغة بالعيون"، موضحا أنه "جرى نقل 88 إصابة إلى مستشفيات في القدس والباقي تم علاجها ميدانيا".

وكانت الخارجية الأميركية أصدرت الجمعة، قبل وقوع هذه الصدامات، بياناً أول أعربت فيه عن "القلق العميق إزاء تصاعد التوتر في القدس" و"القلق بشأن عمليات الإخلاء المحتملة لعائلات فلسطينية" من أحياء في القدس الشرقية و"كثير منهم، بالطبع، يعيشون في منازلهم منذ أجيال".

وشدّدت الخارجية في بيانها الذي أصدرته المتحدّثة باسمها جالينا بورتر على أنّه "مع دخولنا فترة حسّاسة"، "سيكون من الضروري (...) التشجيع على تهدئة التوتر وتجنّب حصول مواجهة عنيفة".

وأضافت "قلنا مراراً وتكراراً إنّه من الضروري تجنّب اجراءات أحادية قد تفاقم التوتر أو تبعدنا أكثر عن السلام، وهذا يشمل عمليات الإخلاء والأنشطة المتعلّقة بالاستيطان".

وتأتي الاشتباكات وسط تصاعد التوتر في القدس الشرقية والضفة الغربية اللّتين تحتلّهما إسرائيل منذ 1967، حيث استشهد في شمال الضفة الجمعة فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتشهد منطقة الشيخ جرّاح مواجهات يومية بين فلسطينيين مقدسيين ومستوطنين يحاولون الاستيلاء على أربع منازل تعود لفلسطينيين.

واستشهد الخميس فتى فلسطيني خلال مواجهات في قرية بالقرب من مدينة نابلس، خلال عمليات بحث لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطيني أصاب ثلاثة مستوطنين وتوفي أحدهم لاحقاً.

أ ف ب + المملكة