قام مسلّحون باستعراض قوة ليل الجمعة السبت أمام فندق في طرابلس يُستخدم كمقرّ عام للمجلس الرئاسي الليبي، في وقت تظهر من جديد انقسامات عميقة في البلاد بعد تحسّن نسبي على الصعيد السياسي.

وتُظهر مشاهد نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الرجال المسلحين متجمّعين أمام مدخل فندق كورنثيا، قدّمتهم وسائل إعلام محلية على أنهم ميليشيات.

وأكدت الناطقة باسم المجلس الرئاسي نجوي وهيبة وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء الليبية، حصول ما سمّته بـ"اقتحام" لـ"مقر من مقرات اجتماعات المجلس".

ولفتت إلى أن "اليوم هو يوم عطلة أسبوعية" في إشارة إلى أن أعضاء المجلس الرئاسي لم يكونوا في الفندق.

ويهدف ما يبدو أنه استعراض قوة لميليشيات طرابلس، بحسب الصحافة المحلية، إلى الاحتجاج على الدعوة التي وجّهتها مؤخراً وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب المتمركزين في البلاد، بمن فيهم القوات التركية.

وسمحت أنقرة المقربة من دوائر السلطة في غرب البلاد، في حزيران/يونيو 2020 بإفشال هجوم أطلقته قوات المشير خليفة حفتر رجل الشرق القوي في نيسان/أبريل 2019 في محاولة للسيطرة على طرابلس.

وكان البلد الواقع في شمال إفريقيا والغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي العام 2011، منقسماً بين سلطتين متنافستين واحدة في طرابلس (غرب) والأخرى في برقة (شرق).

وأرسلت تركيا طائرات مسيّرة ومدربين ومستشارين عسكريين باتوا يدرّبون تلاميذ ضباط في إطار تعاون مكثّف بين الطرفين.

وكان حفتر يحظى بدعم روسيا والإمارات خصوصاً.

ووُقع اتفاق لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر وشُكلت حكومة موحدة يرأسها عبد الحميد الدبيبة، في ختام عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة وصادق عليها البرلمان في آذار/مارس.

ووفق خارطة طريق الأمم المتحدة التي سمحت بتعيين الدبيبة ومجلس رئاسي مؤلف من ثلاثة أعضاء، ينبغي على الحكومة الجديدة توحيد المؤسسات لإخراج البلاد من النزاع الذي تمّ تدويله وقيادة فترة انتقالية حتى إجراء انتخابات في كانون الأول/ديسمبر.

وواجهت وزيرة الخارجية الليبية وهي متحدّرة من بنغازي (شرق)، سيلاً من الانتقادات في طرابلس ودعوات كثيرة لتقديم استقالتها، بعدما دعت مطلع أيار/مايو تركيا إلى "التعاون في إنهاء تواجد كافة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا".

ورغم توقف المعارك وتشكيل سلطة موحّدة إلا أن انقسامات عميقة لا تزال قائمة بين الغرب والشرق الذي ما زال بحكم الأمر المواقع خاضعاً لسيطرة حفتر، في وقت يُسجّل تواجد نحو عشرين ألف مرتزقة ومقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة في ليبيا.

أ ف ب