رأى سياسيون ومختصون أن المواطنة مفهوم ينظم حقوق وواجبات الأفراد والمواطنين، ويقتضي المشاركة في صنع القرار وإدارة شؤون الدولة.
المحامية والوزير السابقة ريم أبو حسان، قالت عبر برنامج "جلسة علنية"، إن المواطنة مصطلح يربط علاقة المواطن بالدولة التي يحمل جنسيتها، وهو مصطلح له دلالات سياسية عديدة من أجل الوصول للمشاركة في صنع القرار وإدارة شؤون الدولة.
وتحدثت أبو حسان عن ضرورة الإشارة لمفهوم المواطنة من جانب ومفهوم حقوق الإنسان من جانب آخر.
"هذان المصطلحان مرتبطان ببعضهما ... في الدستور الأردني الفصل السادس هو فصل متعلق بحقوق الأردنيين وواجباتهم، وهو أكبر مؤشر على موضوع المواطنة التي هي متلازمة الحقوق والواجبات"، وفق أبو حسان التي قالت إن "المواطن له حقوق وعليه واجبات والدولة أيضا عليها دور الرعاية والحماية لمواطنيها وإنفاذ الحقوق المنصوص عليها في الدستور".
المواطنة المتساوية
النائب السابق قيس زيادين رأى أن المواطنة مصطلح لا يأتي وحده.
"نحن نتكلم عن المواطنة المتساوية أي أن المواطن له ما له من حقوق وعليه ما عليه من واجبات"، وفق زيادين الذي قال "هذه هي المواطنة ومفهومها فالمواطنة تعني أن العلاقة بين الفرد والدولة هي علاقة قانونية تحكمها الأنظمة والقوانين والدستور.
واعتبر النائب السابق أن المواطنة مفهوم يأتي ضمن صلب المفهوم الأساسي وهو الهوية الوطنية الأردنية الجامعة أي أن يحس كل مواطن بأنه مواطن أردني يمتلك نفس الفرص التي يمتلكها غيره ويستطيع أن يصل بنفس الطريقة الي يصل بها غيره.
وذكر أن المواطنة تقتضي عدم وجود تمييز على أساس عرق أو على أساس دين أو على أساس نوع اجتماعي، وتعني "أننا أفضل من غيرنا بما نقدمه للوطن ... وجلالة الملك لخص هذا المفهوم عندما قال ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز".
ورأى أن المواطنة مصطلح أساس لكل شيء وأساس التحول من الاقتصاد الريعي للاقتصاد المنتج وأساس بناء هوية وطنية أردنية جامعة في ظل كل الظروف وكل المؤامرات لخارجية على هذا الوطن.
وتحدث النائب السابق عن ضرورة تعديل المناهج وتطويرها ومنحها ما يغذي هذا المفهوم بعقل كل أردني.
"حجر زاوية"
أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء التطبيقية خالد الشنيكات، رأى أن المواطنة عبارة عن عقد بين المواطن والدولة يشير إلى التزامات متبادلة وهذه الالتزامات المبادلة ينظمها الدستور والقوانين.
"المواطنة ترسخ قيمة المساواة والعدالة، والمواطنة تعني تكافؤ الفرص، المواطنة تعني ببساطة حقوق يجب أن يحصل عيها المواطن دون منة أو هدية أو إعطاء من أحد وعليه أيضا واجبات يقوم فيها"، وفق الشنيكات.
وتحدثت عن إشارة الملك في الأوراق النقاشية للمواطنة وربطها بفكرة الالتزام بالمساءلة للنواب والحكومة معا والمحاسبة وربطها أيضا بالمشاركة بعملية صناعة القرار.
وأكد أستاذ العلوم السياسية على أن المواطنة "رابطة قانونية وصيغة قانونية وسياسية تتجاوز الانتماءات الضيقة سواء كانت للعرق أو للغة أو للدين أو للجهة أو لأي شيء آخر وتضع الجميع على قدم المساواة في المشاركة السياسية وتكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وفي تحقيق الإرادة العامة للمجتمع ولهذا كانت هي حجر الزاوية في المواطنة في كل النظم الديمقراطية.
"جزء فاعل وعنصر أساسي"
الناشط في التنمية السياسية رامي عدوان رأى أن تعريفات المواطنة ينشأ عنها الانتساب لوطن والانتساب لمجموعة، والحديث عنا عن المجتمع الأردني لينشأ عن المواطنة إدراك لحقوق المواطن ولمسؤولياته وواجباته تجاه هذا المجتمع والدولة لينعكس هذا الفهم والإدراك لحقوق والمسؤوليات في عدة مظاهر.
"من مظاهر الانتماء لهذا المجتمع، الإحساس بأنه جزء فاعل وعنصر أساسي في صناعة قرار هذه المجموعة التشاركية والتفاعلية السياسية، والإحساس بأنه عضو منتج ويقدم للمجتمع الذي ينتسب له وللدولة التي ينتسب لها".
المملكة
