تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهداف وإصابة صحفيين وتدمير مكاتب إعلامية في غزة، وكذلك منع دخول الصحفيين الأجانب للقطاع لحجب حقيقة الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين.

وقصفت طائرات الاحتلال عصر السبت، برج الجلاء الذي يأوي مكتب وكالة الأنباء الأميركية "الأسوشييتد برس" ومكتب قناة "الجزيرة" بشقيها العربي والإنجليزي.

وكان صحفيون عرب وأجانب، في سنوات سابقة، يلجأون لمكتب الأسوشييتد برس (أ.ب) لتقديم خدمات البث الفضائي لقنوات أوروبية وأميركية وعربية.

وقال الصحفي سامي أبو سالم، الذي يعمل مع طواقم أجنبية، إنه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014 كان مكتب (أ.ب) يزود الصحفيين الأوروبيين بخدمة البث الفضائي.

وأضاف أبو سالم أن قوات الاحتلال تحاول إخفاء جرائمها في غزة بمنع دخول الصحفيين الأجانب واستهداف المباني التي تحوي مؤسسات صحفية.

في حين قال مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، إن قصف البرج سيؤثر بشكل سلبي وكبير على نقل الحقيقة.

وفي لقاء على الهواء مباشرة عبر "الجزيرة" لحظة انهيار البرج، قال إن المكتب ليس فقط جدران بل معدات ضخمة جدا وأرشيف لا يمكن استرجاعه.

وتأسس برج الجلاء، 13 طابقا، أحد أشهر مباني غزة، أواسط التسعينيات بعد قيام السلطة الفلسطينية ومباشرة عملها في غزة.

وكانت قوات الاحتلال قد قصفت برجين آخرين "الشروق" و"الجوهرة" وكل منهما يحوي مؤسسات صحفية وشركات خدمات إعلامية على رأسها البث الفضائي ونقل الصور ببث حي.

ودُمرت 40 مؤسسة صحفية على الأقل جراء القصف، وفقا لمصادر في نقابة الصحفيين.

ولم يقتصر عدوان الاحتلال ضد الصحافة على المؤسسات الصحفية بل أيضا على الصحفيين أنفسهم.

واستهدفت قوات الاحتلال طاقم وكالة الأناضول التركية الخميس، ما أدى إلى إصابة الزملاء مصطفى حسونة ومحمد العالول وداوود أبو الكاس.

وقال حسونة لوكالة "وفا" إن الطاقم كان بصدد تغطية القصف المدفعي العشوائي لقرية أم النصر شمال غزة لكن لشدة وعشوائية القصف لم يتمكن من الدخول.

"قررنا التوجه للمستشفى المجاور ونحن في الطريق ضربتنا قذيفة أدت لإصابة مصور الفيديو العالول في ساقيه إصابة تحتاج 6 شهور علاج على الأقل وإصابتي برضوض."

وأشار حسونة إلى أنه وجميع الطاقم كانوا يرتدون شارات الصحافة إضافة للمركبة التي كانوا يستقلونها عليها إشارات واضحة أنها تعود لصحفيين.

"اهتزت السيارة وملأت الغبار المكان وكاد أن يفقد السائق السيطرة على السيارة... أصيب الدرع الواقي والخوذة بشظايا."

وينقسم البرج إلى قسمين، جزء للسكان وجزء للمكاتب والشركات، أبرزها مكاتب محامين لقربه من مجمع المحاكم.

وقال أحد السكان، زهدي اللبابيدي، الذي يعمل موظفا، إنه فقد كل ما يملك في رمشة عين. "ضاع شقاء عمري، أنا أول من سكنت هذا البرج أواسط التسعينيات."

وأشار اللبابيدي، والد الخمسة أطفال، إلى أن استهداف منشآت مدنية ليس له أي تفسير غير الإفلاس.

وأكد أن برج الجلاء: "لا تشوبه شائبة، مؤسسات صحفية وسكان ومحامين ومكاتب فقط، ولو هناك أي ذرة إزعاج وقلق فيه لغيرت مكان سكني".

وانقطعت خدمة الإنترنت عن عشرات الصحفيين وعشرات آلاف المواطنين بسبب تدمير محطات الاستقبال والتوزيع على البرج.

وقال نائب نقيب الصحفيين، تحسين الأسطل، 10 صحفيين على الأقل أصيبوا بجروح و40 مؤسسة إعلامية على الأقل تم تدميرها في "جريمة مكتملة الأركان".

ولفت الأسطل إلى أن استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية هي سياسة يعتمدها الاحتلال للتغطية على الانتهاكات اليومية التي يرتكبها بحق الأبرياء في غزة.

"في كل عدوان يتم استهداف الصحفيين، ففي العدوان على غزة عام 2014 استشهد 17 صحفيا وتدمرت وتضررت 23 مؤسسة،" قال الأسطل.

وأشار نائب النقيب إلى أن النقابة تتواصل مع الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الإعلامية والحقوقية للمساعدة في الضغط على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل من أجل حماية الصحفيين الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي.

وفا