يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الاثنين، ليدخل يومه الثامن مؤديا إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة العدوان، قائلاً "سنواصل العمل طالما دعت الحاجة لذلك, من أجل استعادة الهدوء والأمان لجميع المواطنين الإسرائيليين".

وكان طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي أغار ليل الأحد الاثنين عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ، وهددت بشن ضربات على تل أبيب في حال لم يتوقف قصف المناطق السكنية في القطاع.

ومع غروب شمس الاثنين، قالت ربى أبو العوف (20 عاما) إنها تتوقع أن تكون هذه الليلة عصيبة.

واضافت "بدأت الضربات اليوم في وقت مبكر (...) ليس لدينا ما نفعله سوى الجلوس في المنزل".

وبحسب الفتاة العشرينية "القصف مجنون وعشوائي، الموت قد يأتي في أي لحظة".

وأفاد مراسل "المملكة" في قطاع غزة، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت، منذ فجر الاثنين، منزلا في رفح، وآخر في منطقة السودانية غرب مدينة غزة صباح الاثنين، مشيرا إلى "ارتفاع ضحايا استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لسيارة غربي غزة إلى 3 شهداء".

وأضاف أن "القصف المدفعي للاحتلال الإسرائيلي استهدف مصنعا للإسفنج شرقي جباليا، ومنزلا بمنطقة الفالوجة في مخيم جباليا شمال القطاع".

مساء الاثنين استُشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الرمال في مدينة غزة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة في محيط مجمع السرايا وسط مدينة غزة، ومنزلا منطقة الزيتون شرق مدينة غزة.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين أيضا، غارات عنيفة استهدفت مبانيَ وعدة منازل ومواقع وطرقات على طول المنطقة الغربية لمدينة غزة من الشمال حتى الجنوب.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات استهدفت منازل ومصانع وأراضيَ زراعية في مناطق متفرقة من غزة وجباليا، وبيت لاهيا شمال القطاع، وكذلك في مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، ومحافظة خان يونس جنوبه.

الوكالة، أشارت إلى أن طائرات الاحتلال شنت أكثر من 100 غارة عنيفة على مناطق عدة، تركزت على المنطقة الغربية لمجمع الشفاء الطبي.

واستهدف القصف مجمع أنصار، ومواقع قرب أبراح المقوسي، ومنزلا مكونا من 4 طوابق قرب مستشفى الشفاء، ومبنى آخر، وطرقا رئيسية وفرعية في أحياء الرمال وتل الهوا والشيخ عجلين والمنطقة الغربية من حي الزيتون.

وقالت، إن عددا من المواطنين بينهم نساء وأطفال أصيبوا، مضيفا أن مركبات الإسعاف والطواقم الطبية تواجه صعوبة في الوصول والحركة لنقل الجرحى بفعل تدمير الطيران الحربي الإسرائيلي للطرق الرئيسية المؤدية إلى المستشفيات.

كما خلف القصف أضرارا جسيمة في خطوط الناقل للكهرباء من محطة التوليد باتجاه مدينة غزة؛ مما أدى إلى انقطاع التيار عن مناطق واسعة منها.

وأججت الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة الوضع ودفعت بالفصائل ومن بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي إلى إطلاق أكثر من 3100 صاروخ منذ بدء العدوان الإسرائيلي يوم 10 أيار/مايو. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تواجهها إسرائيل في تاريخها على ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد.

وارتفعت سحب الغبار التي خلفتها الانفجارات بالقرب من ميناء غزة المطل على البحر المتوسط إذ أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه "سلاح حماس البحري".

وأكد مصدر في حركة الجهاد الإسلامي وجيش الاحتلال الإسرائيلي استشهاد قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة الاثنين.

نزوح عشرات الآلاف

ومنذ العاشر من أيار/مايو استشهد أكثر من 200 فلسطيني، 42 منهم قضوا الأحد في أعلى حصيلة يومية، ومن بين الشهداء طبيبين وأكثر من 60 طفلا، بالإضافة إلى 1400 جريح على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.

أما في الجانب الإسرائيلي فقتل 10 أشخاص وأصيب 309 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق مزيد من الصواريخ في اتجاه تل أبيب إذ أطلقت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل الاثنين وعلى الحدود مع قطاع غزة على وجه الخصوص.

وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن مسعفيها قدموا العلاج الطبي الإثنين لعشرة جرحى في مدينة عسقلان بينهم ثلاثة أصيبوا بشظايا الزجاج المحطم.

من جهتها، أكدت الامم المتحدة أن القصف الإسرائيلي على غزة أدى إلى نزوح 38 ألف شخص وتشريد 2500.

وقالت شركة الكهرباء في القطاع الفقير والمحاصر منذ نحو 14 عاما إن كميات الوقود المتوافرة كافية "ليومين أو ثلاثة كأقصى حد.

وقال الدفاع المدني في غزة إن مصنعا للإسفنج استهدف "بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية".

من جانبها، أكدت وزارة الأشغال أن 800 وحدة سكينة دمرت كليا من أصل عشرة آلاف تم استهدافها حتى الاثنين. في حين أعلنت وزارة الزراعة عن خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار".

ولم يتبن مجلس الأمن الدولي خلال جلسته الافتراضية الطارئة والمفتوحة التي عقدت الأحد أي إعلان أو مقترحات للتوصل سريعا إلى وقف للتصعيد في قطاع غزة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش "يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا". محذرا من "أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن أنه سيتحدث مجددا إلى نتنياهو الاثنين حول النزاع مع الفلسطينيين، علما بان الولايات المتحدة رفضت الاثنين، للمرة الثالثة في سبعة أيام، أن يتبنى مجلس الامن الدولي بيانا حول النزاع يدعو الى "وقف اعمال العنف" و"حماية المدنيين وخصوصا الاطفال"، وفق ما افاد دبلوماسيون.

أ ف ب + المملكة