تصرّ مريم الغاوي على الجلوس أمام بيتها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة والذي استولى عليه مستوطنون عام 2009، وتقول إنها لن تيأس لأن المستوطنين استولوا عليه بالقوة وبتزوير الأوراق في المحاكم.

أما نبيل الكرد وهو أحد سكان الحي والذي يواجه تهديدا بالإخلاء، يقول عبر برنامج "جلسة علنية "منذ عام 1972 موقفنا مع الحكومة الإسرائيلية صعب جدا لأنهم يدّعون ملكية الأرض بالرغم أن ليس لديهم إثبات بذلك لكن لديهم القوة السياسية والقوة الأميركية التي تدعمهم".

"وصلنا إلى هذه المرحلة وحاولوا إقناعنا أن الأرض (ملك لهم ونكون نحن مستأجرين محميين، لكننا رفضنا ذلك رفضا قاطعا لأنه ليس لديهم ملكية ونحن لدينا إثبات من الحكومة الأردنية".

وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة رفضت إسرائيل الأوراق الموجودة بحوزتهم وقالت إنهم مستأجرون محميون، وفق الكرد.

وطالب الكرد بقرار من دائرة الأراضي الأردنية وموجه للحكومة الإسرائيلية يؤكد ملكية 28 عائلة منذ عام 1959.

مصادقة أردنية

قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، إنها صادقت الخميس على 14 اتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية سابقا وأهالي حي الشيخ جراح، زوّدها بها الأهالي، وسلمتها إلى وزارة الخارجية الفلسطينية والأهالي ومحاميهم.

وسلمت الوزارة شهادة تبيّن أن وزارة الإنشاء والتعمير عقدت اتفاقية مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإنشاء 28 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح، وعقدت اتفاقيات فردية مع الأهالي لإقامة مساكن لهم في الحي، وأنها تعهدت بموجب الاتفاقيات أن يتم تفويض وتسجيل ملكية الوحدات السكنية بأسمائهم، لكن نتيجة لحرب 67 فإن عملية التفويض وتسجيل الملكية لم تتم.

وتحدثت كرمل القاسم الناشطة وهي إحدى سكان الحي ومهددة بالإخلاء من منزلها عن أهمية حي الشيخ جراح كونه يمثل المدخل الشمالي لمدينة القدس ويبعد 2 كم عن باب العامود والمسجد الأقصى، مضيفة أن "المسجد الأقصى يمثل مكانا استراتيجيا لمكانة الحي ونحن على الجهة المجاورة لنا القدس الغربية والتي يسكنها الآن المستوطنون".

واعتبرت القاسم أن هدف الاحتلال هو توحيد المدخل الشمالي للقدس والهدف الآخر أن هناك مخططا استيطانيا في حي الشيخ جراح (في الحي الشرقي والغربي للشيخ جراح) وبناء وحدات استيطانية وكنيس ومدرسة ومحاولة ربط الحي الاستيطاني الذين يحالون بناءه بالجامعة العبرية الموجودة شرق الحي.

"يهدفون إلى توحيد مداخل مدينة القدس بحيث يسكنها المستوطنون ويهدفون إلى محاصرة السكان الفلسطينيين".

وأشارت إلى وجود "مخطط كبير في القدس وهو تفريق سكان بيت المقدس من الأحياء الفلسطينية الموجودة فيها وعمل ما يسمى (الحوض المقدس) حول البلدة القديمة ... وحي الشيخ جراح بجميع أنحائه الشرقي والغربي جزء من هذا المخطط".

وتحدثت القاسم عن وجود حملة على حي سلوان وهو المخرج الغربي للقدس لتفريغ السكان ومحاولة السيطرة عليه أيضا، وكذلك مخطط لإفراغ منطقة وادي الجوز بهدف خلق ديموغرافية سكانية أعلى لليهود والصهاينة".

لكنها رأت أن البعد سياسي أكثر مما هو سكني أو قضائي والبعد هو تفريغ السكان الفلسطينيين من أحيائهم.

وطالبت القاسم الحكومة الأردنية بإعطاء السكان الأوراق اللازمة التي تثبت ملكية الأهالي للحي.

عضو لجنة أهالي حي الشيخ جراح عارف حماد، قال إن المجموعات الاستيطانية استطاعت أن تخلي 4 عائلات من حي الشيخ جراح عام 2009، واستراتيجية إسرائيل كانت تفريق وتفتيت جهود السكان.

"بعد عام 2009 قام المستوطنون برفع دعاوى ضد 8 عائلات فلسطينية بحجة أنه هناك بناء مخالفا بدون رخص"، وفق حماد الذي أضاف "حاليا بالمحاكم وصدر قرار بالإخلاء من محكمة الصلح وتبعيتها المحكمة المركزية وأكدت على قرار محكمة الصلح وحاليا هناك محاولة مع المحكمة العليا الإسرائيلية لمحاولة إثبات الحق بالأرض.

وقال إن هذه البيوت كانت بدل كرت المؤمن المقدم من أونروا، مضيفا "فقدنا جميع امتيازاتنا وأصبحنا مواطنين أردنيين وفعليا نحن دفعنا ثمن البيوت أكثر من 4 أو 5 مرات".

وطالب حماد وكالة أونروا والحكومة الأردنية والوقوف بجانب الأهالي لإحقاق الحق.

"على الحكومة الأردنية والدول العربية التي لديها علاقات سياسية ودبلوماسية مع الاحتلال أن تضغط عليهم لكف يدها عن هذه البيوت لأننا هُجرنا للمرة الاولى ولا نريد الهجرة للمرة الثانية"، وفق حماد.

عادل البديري قال إن جميع العائلات لاجئة وخسروا بيوتهم وأملاكهم عام 1948، وحاولت الحكومة الأردنية أن تؤمن لهم سكنا مؤقتا بديلا عن سكنهم الذي خسروه عام 1948.

"نحن لا نستغني عن الدعم العربي ونعتبر الأردن توأم فلسطين/ وفق البديري.

أما محمد الصباغ وهو أحد سكان حي الشيخ جراح، فذكر أن المحامي الذي وكله سكان الحي عمل اتفاقية من غير علم السكان تفيد بأن الأهالي تستأجر المنازل ويتوجب على السكان دفع أجرة للطرف الآخر (المستوطنين).

"بعد توقيع الاتفاقية مع محامي المستوطنين أخبرنا بأننا مستأجرون محميون وسنبقى في بيوتنا 3 أجيال أي بعد 90 سنة"، وفق الصباغ الذي قال إن الفكرة مرفوضة من قبل السكان و"قمنا بتنحية هذا المحامي وتكليف محام آخر من عرب الداخل".

وذكر الصباغ أن المحامي الحالي يقوم بالطعن في الاتفاقية التي وقعها المحامي السابق مع محامي المستوطنين كونها لا تمثل الأهالي الذين يرفضون أن يكونوا مستأجرين محميين.

"إذا اعترفنا بالاتفاقية فإننا نعترف بأنهم هم أصحاب الأرض ونحن نرفض ذلك ولا نزال نحارب سلميا بالقرار الإسرائيلي ونرفض ادعاءاتهم بالملكية"، وفق الصباغ.

وأكد الصباغ استناد المستوطنين على وثيقة مزورة كشفها المحامون الموكلون بالقضية وعدم وجود أصل لهذه الوثيقة، ومحامي المستوطنين يستند على الاتفاقية التي وقعها محامي الأهالي السابق.

الناشطة في حي الشيخ جراح ومن سكان الحي آلاء السلايمة تقول إنها توثق ما يحدث يوميا في حي الشيخ جراح والانتهاكات لأن المنتصر هو الذي يكتب التاريخ، مشيرة إلى وجود تفاعل كبير مع ما توثقه.

"صوتنا يصل إلى كل العالم وذلك من خلال جيش إلكتروني ضخم لديه 17 لغة يكتبون بالمحتوى قضية حي الشيخ جراح"، وفق السلايمة.

المملكة