قالت إسرائيل الأربعاء، إنها لم تحدد إطارا زمنيا لإنهاء القتال مع غزة، في الوقت الذي شنت فيه ضربات جوية على قطاع غزة وواصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ عبر الحدود كرد على العدوان.

ومع ذلك، قال مصدر أمني مصري، في إشارة لتحرك دبلوماسي، إن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف لإطلاق النار بعد مساعدة وسطاء وإن كان التفاوض ما زال يجري سرا حول التفاصيل وسط نفي علني بخصوص الاتفاق لمنع انهياره.

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 219 استشهدوا خلال 10 أيام من القصف الجوي الذي دمر طرقا وبنايات ومرافق أخرى خاصة بالبنية التحتية وفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة.

وذكرت إسرائيل أن قتلاها بلغوا 12 وأن الهجمات الصاروخية المتكررة أثارت الذعر وجعلت الناس يهرعون إلى الملاجئ. وجرى تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لكنها أخفقت حتى الآن.

ولم يشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أي وقف للقتال في تصريحات علنية خلال إفادة لسفراء أجانب لدى إسرائيل، قائلا إن بلاده تواصل عملية "ردع قوي" لمنع حدوث صراع مستقبلي مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، قال نتنياهو: "نحن لا نقف بساعة توقيت. نرغب في تحقيق أهداف العملية. العمليات السابقة استغرقت فترة طويلة، لذلك من غير الممكن تحديد إطار زمني".

وشنت إسرائيل هجوما خلال الليل استمر 25 دقيقة قصفت خلاله أهدافا من بينها ما وصفه جيش الاحتلال بأنفاق في جنوب قطاع غزة تستخدمها حماس.

وقال جيش الاحتلال إن نحو 50 صاروخا أُطلقت من القطاع الليلة الماضية، ودوت أصوات صفارات الإنذار في مدينة أسدود الساحلية، إلى الجنوب من تل أبيب، وفي مناطق أقرب إلى حدود غزة. ولم ترد أنباء عن أضرار مادية أو إصابات بشرية، وإن كان إطلاق الصواريخ على مدى أيام سبب الهلع لكثير من الإسرائيليين.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن نحو 450 مبنى في قطاع غزة، منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، دُمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة منذ بدء الصراع الذي تسبب أيضا في نزوح أكثر من 52 ألف فلسطيني.

وخلف الدمار حفرا كبيرة وأكواما من الأنقاض في أنحاء مختلفة من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، وزاد من مخاوف قائمة منذ وقت طويل إزاء ظروف المعيشة في غزة.

وقال الدكتور الجامعي أحمد الأسطل وهو يقف بجوار أنقاض منزله في مدينة خان يونس بجنوب غزة "من أراد أن يتعرف على إنسانية اليهود فليأت إلى قطاع غزة ولينظر إلى حال البيوت التي تُدمر دون سابق إنذار على رؤوس ساكنيها".

وأضاف أنه لم يكن هناك تحذير مسبق قبل تدمير منزله في ضربة جوية قبل الفجر.

وتقول إسرائيل، إنها تصدر تحذيرات لإخلاء المباني التي ستقصفها وإنها لا تهاجم إلا ما تعتبره أهدافا عسكرية.

وقال نتنياهو للسفراء الأجانب: "نحاول استهداف أولئك الذين يستهدفوننا. بدقة بالغة".

وأضاف "بالضبط مثل عملية جراحية، حتى في غرفة العمليات بالمستشفى لا تستطيع منع الأضرار الجانبية حول الأنسجة المصابة. حتى عندها لا يمكنك ذلك. ويقينا لا يمكنك ذلك في عملية عسكرية".

دبلوماسية

وبدأت حماس في إطلاق الصواريخ قبل حوالي تسعة أيام، ردا على ما قالت إنها انتهاكات لحقوق الفلسطينيين مارستها إسرائيل في القدس المحتلة خلال شهر رمضان.

وتأتي الهجمات الصاروخية بعد اشتباكات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلية والمصلين بالمسجد الأقصى ودعوى قضائية رفعها مستوطنون إسرائيليون لطرد سكان فلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل.

وهذا أعنف صراع بين إسرائيل وحماس منذ سنوات، ويختلف عن صراعات غزة السابقة في أنه ساعد في تأجيج العنف في مدن إسرائيلية بين العرب واليهود.

ودعت فرنسا الثلاثاء، إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن العنف. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة أبلغت المجلس بأن "بيانا عاما في هذا الوقت" لن يساعد في تهدئة الأزمة.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين الثلاثاء: "هدفنا هو الوصول إلى نهاية هذا الصراع. سنعكف على تقييم النهج الصحيح يوما بيوم. لا يزال نهجنا في الوقت الحالي هو المناقشات الهادئة والمكثفة وراء الكواليس".

وكثف وسطاء من مصر والأمم المتحدة كذلك الجهود الدبلوماسية وستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا لبحث العنف الخميس.

وذكرت القناة الثانية عشرة بالتلفزيون الإسرائيلي نقلا عن مصادر فلسطينية لم تسمها أن مصر اقترحت عبر "قنوات سرية" وقف القتال بين إسرائيل وغزة صباح الخميس.

وأصدر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، المقيم في قطر، بيانا الثلاثاء، يقول إن التقارير عن موافقة الحركة على وقف إطلاق النار الخميس غير صحيحة.

والليلية الماضية، استشهد ثلاثة فلسطينيين في ضربات جوية إسرائيلية، بينهم صحفي في محطة الأقصى الإذاعية.

رويترز + المملكة