سيّر الأردن الأربعاء، قافلة مساعدات طبية إلى الأراضي الفلسطينية التي تشهد عدوانا إسرائيليا، وفق الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي، الذي أشار إلى تجهيز قافلة أخرى سترسل خلال الأيام المقبلة.

وقال الشبلي لـ "المملكة"، "اليوم (الأربعاء) سيرنا قافلة مجهزة بحوالي 35 طنا من المواد الطبية والمستلزمات الأخرى والمواد الإغاثية، والعمل جارٍ على تجهيز قافلة جديدة خلال الأيام المقبلة تفي بكثير من الاحتياجات الطبية هناك".

"جزء كبير مما تقوم به الهيئة ومنذ تأسيسها عام 1990 موجه للفلسطينيين والضفة الغربية وقطاع غزة لدعم صمودهم وهو مبني على توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني لمساعدة الفلسطينيين بكل ما يحتاجون إليه"، وفق الشبلي.

وأشار إلى أنه "منذ بدء الأزمة بدأنا بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية أو الهلال الأحمر الفلسطيني أو المستشفيات الفلسطينية، حتى نتعرف على الاحتياجات الضرورية لهم سواء علاجات أو مستلزمات طبية"، مضيفا "بدأنا العمل على تجهيز المساعدات على ضوء هذه الاحتياجات".

"تم تسيير القافلة الأولى بداية في 13 أيار/مايو الحالي، وتبعها تعزيز المستشفيات الميدانية التي أمر بها جلالة الملك سواء من خلال الكوادر الطبية أو المواد الطبية والعلاجات"، على ما أكد الشبلي.

وقال إن "المستشفيات الميدانية الأردنية في الضفة الغربية وقطاع غزة تتعامل مع الحالات الجراحية والإصابات التي وصلت لهم بكل احترافية"، لافتا النظر إلى أن "الكوادر الطبية الأردنية خففت كثيرا من العبء الذي كنا نتوقعه".

"حجم التعاون بيننا وبين الكوادر الطبية كبير، وعمل على تسهيل كافة الأمور هناك"، وفق الشبلي، الذي ذكّر بدور القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في تسهيل عملية الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، وكذلك "الجهد الدبلوماسي الذي يبذله السفراء في الداخل وتسهيل وصول القوافل إلى الأماكن التي تتطلب الحاجة الوصول إليها".

ويعطي الأردن حاليا المستلزمات الطبية والعلاجات أولوية بعد ارتفاع عدد الإصابات في الأراضي الفلسطينية نتيجة العدوان الإسرائيلي، حسبما ذكر الشبلي. 

"نتعامل مع الأولويات التي تقدم لنا. نتيجة الظروف الصعبة بسبب ارتفاع أعداد الإصابات ما يعني أن هناك حاجة لعمليات جراحية ومستلزمات طبية ولعلاجات مختلفة، فجعلنا الأولوية الأولى لدينا العلاجات الطبية التي يحتاجها الفلسطينيون"، وفق الشبلي، الذي ذكر: "يصلنا يوميا كشوفات تتضمن الاحتياجات التفصيلية من هناك حتى نرتب أولوياتنا". 

واستشهد 255 فلسطينيا، بينهم 67 طفلا إضافة إلى 7802 إصابة بجروح مختلفة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وقطاع غزة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. 

وتحدث الشبلي عن إعطاء أولوية للعلاج النفسي خلال الدعم المقبل، قائلا: "الدعم النفسي ضرورة في مثل هذه الظروف، حيث إن الكثير من العائلات فقدت أفرادها وخاصة الأطفال الذي أصبح كثير منهم بلا عائلات".

قائد المستشفى الميداني الأردني 66 في قطاع غزة، العقيد الركن فارس الحنيطي، قال إن "التعزيزات وصلت (الثلاثاء) بالتوجيهات الملكية السامية، حيث تحتوي على إمدادات طبية ومواد طبية شاملة وكاملة، وعلى خبرات طبية على مستوى عالٍ".

"بحسب التوجيهات، تم إدخالها إلى العمل فورا من صباح اليوم (الأربعاء)، وتم التنسيق مع المستشفيات المحيطة بنا لاستقبال الحالات وإجراء العمليات المتوسطة والكبرى واستقبال الحالات المرضية بغض النظر عن نوع الإصابة، إضافة إلى تقديم الخبرات والاستشارات التي يحتاجونها وإجراء العمليات في مواقعهم إن احتاج ذلك"، وفق الحنيطي لـ "المملكة".

وأشار إلى أن "التعزيزات الطبية التي وصلت، تحتوي على مواد طبية تساعد وتمكن من إجراء جميع العمليات داخل المستشفى أو المستشفيات المحيطة، وتمكن الأطباء من إجراء أي عملية أو إجراء اللازم لأي إصابة".

و"بدأنا باستقبال الحالات منذ الصباح، وهناك حالات تم إجراء عمليات لها وتم إجراء عمليات في المستشفى المحيط لدينا، وتم إدخال حالات في المستشفى"، بحسب الحنيطي.

أما مدير المستشفى الميداني الأردني 66، المقدم هيثم اربيحات، فقال لـ "المملكة"، إن "الفريق الطبي يضم نخبة من الاستشاريين (أطباء الخدمات الطبية الملكية) ومختلف الخدمات التمريضية نصرة لأهلنا في قطاع غزة".

"التخصصات الموجودة حاليا هي استشاريو جراحة عامة وجراحة الصدر والقولون والكلى والمسالك البولية والدماغ والأعصاب وجراحة الفم والوجه والفكين وجراحة الترميم والحروق وجراحة الأطفال وجراحة العظام"، على ما أكد اربيحات.

"وأضفنا إلى هذا الطاقم متخصصين بالعلاج النفسي اللازم في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة"، وفق اربيحات.

وتحدث عن عقد اجتماع في مستشفى الشفاء، واتفق على "تقديم إمكانياتنا كافة لتكون تحت تصرفهم"، مشيرا إلى إجراء "عملية تصحيح عمود الفقري عنقي لأحد الأطفال جراء الإصابة من القصف".

"قمنا بعمل جولة على الإصابات في مستشفى الشفاء، وتم التنسيق بإجراء عمليات الخميس، في مجمع الشفاء"، وفق اربيحات الذي قال: "تركيزنا على أن يكون الإجراء الجراحي والعلاجي كاملا في المستشفى الميداني الأردني، ولكن بطبيعة الحال قد تكون بعض الإصابات عالية الخطورة ويصعب نقلها من مستشفى إلى آخر، مما يستلزم ذهابنا نحن إلى المستشفى الآخر".

المملكة