يصادف العشرون من أيار/مايو من كل عام "اليوم العالمي للنحل"، والذي يهدف إلى التعرف على دور النحل والملقّحات الأخرى في النظام البيئي بشكل أكبر.

ويواجه العاملون في قطاع تربية النحل في الأردن، مشاكل عدة أهمها التسويق وقلة الإقبال على شراء العسل خلال هذه الفترة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد. 

وفي اليوم العالمي للنحل، تبرز أهمية سبل النهوض بقطاع تربية النحل والعسل في الأردن لتسليط الضوء على تحديات تواجه هذا المجال، الذي يعد أبرزها مشاكل تسويقية وأخرى متعلقة باستخدام المبيدات الزراعية.

وبحسب نقابة النحالين الأردنيين، "يبلغ حجم إنتاج الأردن من النحل والعسل قرابة الألف طن سنويا وسط طموحات للوصول إلى الاكتفاء الذاتي المحلي وعدم الاستيراد من الخارج ليكون مصدر دخل للعديد من الأسر".

"ويبلغ عدد العاملين في قطاع تربية النحل والعسل في الأردن يصل إلى أربعة آلاف عامل، والبعض منهم أكد على أن  العسل البلدي الطبيعي الأردني يضاهي أجود أنواع العسل في العالم ويتمتع بشهرة وجودة عاليتين إذا تم الاهتمام بهذا المجال بالشكل  المطلوب"، بحسب نقابة النحالين.

"الوعي بأهمية الملقحات"

وحددت الأمم المتحدة يوم 20 أيار/مايو يوما عالميا للنحل، لإذكاء الوعي بأهمية الملقحات ولإبراز مساهمتها في التنمية المستدامة والتهديدات التي تواجهها.

والهدف من ذلك هو تعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقحات الأخرى، مما سيسهم بشكل كبير في حل المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمية والقضاء على الجوع في البلدان النامية.

والتلقيح عملية أساسية لبقاء أنظمتنا البيئية، حيث ما يقرب من 90% من أنواع النباتات المزهرة البرية في العالم تعتمد اعتمادا كليًا أو جزئيًا على تلقيح حيواني، فضلا عن اعتماد أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية في العالم و35% من الأراضي الزراعية العالمية عليه. وبالتالي فالملقحات تسهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي، فضلا عن أنها هي مفتاح الحفاظ على التنوع البيولوجي كذلك.

ويتعرض النحل والملقحات الأخرى، مثل الفراشات والخفافيش وطيور الطنان، إلى تهديد متزايد بسبب أنشطة البشر، فالملقحات تساعد عديد من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية على التكاثر.

ولا يقتصر دور الملقحات على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل تعتبر عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي هو ركيزة أخرى من ركائز أهداف التنمية المستدامة.

"تزايد في معدلات الانقراض"

يواجه النحل تهديدا وجوديا. فهناك تزايد في معدلات انقراض الأنواع الموجودة من 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الطبيعي بسبب الآثار البشرية. ويواجه زهاء 35% من الملقحات اللافقارية، وبخاصة النحل والفراشات، وزهاء 17% من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تهديد الانقراض على مستوى العالم.

وإذا تواصل هذا السياق، ستستبدل محاصيل أساسية مثل الأرز والذرة والبطاطس بالمحاصيل المغذية من مثل الفواكه والمكسرات وعديد محاصيل الخضروات، مما يؤدي في النهاية إلى نظام غذائي مختل.

كما أن ممارسات الزراعة المكثفة، وتغيير استخدام الأراضي، وزراعة المحاصيل الأحادية، واستخدام المبيدات الحشرية وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، تشكل في مجملها تحديات لمستعمرات النحل، مما يؤثر بالتالي في جودة الأغذية التي نزرعها.

المملكة