فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على اثنين من قادة المتمردين الحوثيين في اليمن، لقيادتهما هجوماً للاستيلاء على مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال البلاد.

ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهة دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

ومنذ عام ونيّف يحاول المتمرّدون الحوثيون السيطرة على مدينة مأرب الغنية بالنفط والتي تعدّ آخر معاقل الحكومة في شمال اليمن.

وبغية تحقيق ذلك كثّف الحوثيون هجماتهم في شباط/فبراير وشنّوا حملة شرسة قتل فيها مئات من الجانبين.

وأعلن الموفد الأميركي المكلّف بملفّ اليمن تيم ليندركينغ فرض عقوبات على محمد عبد الكريم الغماري رئيس أركان قوات الحوثيين والذي يقود الهجوم على مأرب ويوسف المدني وهو قائد كبير آخر في الحملة.

وأفاد الصحافيون في إيجاز صحافي على الإنترنت "إذا لم يكن هناك هجوم، إذا كان هناك التزام بالسلام، إذا كانت الأطراف كافة ستتعامل في شكل بنّاء مع مبعوث الأمم المتحدة، لما أصبحت هناك حاجة لإدراج أسماء" على لائحة العقوبات.

وأعرب عن أسفه لغياب الحوثيين عن مباحثات وقف إطلاق النار الأخيرة.

وتابع أنّ "الحوثيين لا يكسبون في مأرب وعوضاً عن ذلك يقومون بممارسة ضغط كبير على وضع إنساني هشّ جداً بالفعل".

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.

وقُتل مئات من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من مدينة مأرب التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إنّ الغماري عرّض أثناء قيادته للهجوم على مأرب، حوالي مليون مدني نازح إلى خطر أكبر".

وأضاف أنّ هجوم مأرب "يهدّد بإفساد استجابة إنسانية ممتدّة، ويؤدّي إلى تصعيد أوسع".

وأدرج المدني على القائمة السوداء باعتبار "الخطر الكبير الذي يشكّله لارتكاب أعمال إرهابية" ضدّ رعايا أميركيين ومصالح أميركية.

وتابع بلينكن "ندعو الحوثيين إلى الوقّف الفوري لجميع الهجمات والأعمال العدائية العسكرية، لا سيّما هجومهم على مأرب الذي لا يؤدّي إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني".

أ ف ب