ما زال وقف إطلاق النار صامدا صباح السبت، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بعد دخوله حيز التنفيذ الجمعة، بينما تنتظم المساعدات الإنسانية الطارئة والمناقشات الدبلوماسية الأولى حول إعادة إعمار القطاع الفلسطيني الذي دمره 11 يوماً من العدوان.

وانتهز السكان القطاع الذي تفرض إسرائيل عليه حصارا منذ أكثر من عقد، فرصة توقف عمليات القصف للخروج الجمعة، من أجل التزود بالوقود وتفقد الأضرار التي لحقت بغزة، حيث دمر عدد كبير من المنازل وسويت مبان بأكملها بالأرض في العدوان الإسرائيلي.

وما زال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في الأنقاض، بعدما انتشلوا الجمعة جثث 9 شهداء و10 ناجين من حطام أنفاق تحت الأرض قصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الرابع منذ 2008، إلى استشهاد 248 فلسطينيا بما في ذلك 66 طفلا، بحسب وزارة الصحة في غزة.

من جهتها، قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، إن رشقات الصواريخ التي أطلقت من غزة أسفرت عن مقتل 12 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.

وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تماماً، أعلن كل من الطرفين انتصاره، وأكد أنه حقق أهدافه من الحرب.

وأشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية بـ "الانتصار الاستراتيجي" على إسرائيل. وقال إنه "وجه ضربة قاسية ومؤلمة ستترك آثاراً عميقة على الكيان".

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حققنا أهدافنا من العملية"، مؤكداً أنه "نجاح استثنائي".

لكن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الطرفان مساء الخميس يبقى هشا.

قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، إن "أعداءنا لا يملكون حصانة" بينما قال المتحدث باسم الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة في مؤتمر صحفي "رسالتنا للعدو واضحة: إن عدتم عدنا".

مساعدة مالية

وذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن وفدين مصريين وصلا إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية "لمراقبة" احترام وقف إطلاق النار.

وبينما تمكنت قوافل من المساعدات الإنسانية الطارئة من دخول غزة الجمعة، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه تلقى اتصالا من نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي تباحثا خلاله الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة.

ويشكل موضوع إعادة الإعمار في القطاع الذي تسيطر عليه حماس - تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية - محوراً في الجهود الدبلوماسية لواشنطن.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الجمعة، إنه يعتزم تأمين مساعدة مالية "كبيرة" بالتعاون مع الأسرة الدولية "لإعادة إعمار غزة"، لكن "من دون إعطاء حماس الفرصة لإعادة بناء نظام أسلحتها". كما أطلق مجددا الحل الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، أو حل الدولتين.

وأكد بايدن أنه "الحل الوحيد الممكن"، بينما يتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط "خلال الأيام المقبلة".

والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية معلقة منذ 2014، وتتعثر أساسا حول العديد من القضايا من بينها وضع القدس الشرقية والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غير الشرعي وفق القانون الدولي.

من جهة أخرى، وفي مؤشر إلى الوضع الهش بين الجانبين، اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

أ ف ب + المملكة