أكد رئيس المجلس القضائي القاضي محمد الغزو، الثلاثاء، أن تاريخ الخامس والعشرين من أيار/مايو عام 1946، شكل منعطفا تاريخيا في مسيرة الأردن الذي نال فيه استقلاله بسواعد الملوك الهاشميين الشرفاء وشعبهم الذين بايعوهم منذ تأسيس إمارة شرق الأردن في الحادي عشر من نيسان/أبريل عام 1921، فساروا جنبا إلى جنب في خطوات مسيرة الاستقلال وكتبوا أولى صفحاته.

وأضاف في كلمة فيديو بمناسبة عيد استقلال المملكة الخامس والسبعين، "لقد تقاربت في هذا العام مناسبة استقلال المملكة ونيلها الحرية مع مئوية الدولة الأردنية التي هلت علينا في الحادي عشر من نيسان/أبريل الماضي، وحملت في طياتها باقة من معاني الكفاح والشموخ، وجسدت مفاهيم الإباء لوطن علا شأنه بين البلاد رغم شح الإمكانات وضيق الموارد".

وتابع قائلا: "استعرض في غمرة مناسباتنا الوطنية لصورة بهية من نضالات الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول طيب الله ثراه مع أبناء شعبه، فكان لهم وبفضل الله سبحانه وتعالى أن وضعوا سوية حجر الأساس في تأسيس وبناء الإمارة، وواصلوا سعيهم الدؤوب لنيل الاستقلال فتشكلت لوحة وطن ناصع، عصي على كل طامع ومعتد، مرورا بتضحيات جمة وإنجازات كبيرة صنعتها الأيادي البيضاء لملوك هواشم بذلوا من أجل شعبهم كل غال ونفيس، وشعب ارتسمت في وجدانه محبة ملوكه قولا وفعلا، مما جعل الأردن دولة مؤسسات عمادها العدالة وسيادة القانون، ومثالا يحتذى في الوحدة الوطنية وقيم التسامح والديمقراطية والحرية وحماية المقدسات والدفاع عنها وداعما لقضايا الأمتين العربية والإسلامية بكل ما أوتي من إمكانات".

وقال: "لقد تماثلت خطى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله مع خطى أجداده الأشراف وأبيه وأب الأردنيين جميعا الحسين الباني طيب الله ثراهم، فصان جلالته العهد ورسخ مبادئ الثورة العربية الكبرى، واستمر في حمل رايتها، وبذل التضحيات الجسام للأردن وطنا وشعبا، وبفضل فكره النير بقي الأردن قلعة صامدة رغم كل الأنواء والظروف الصعبة التي مرت عليه، فاستمر بلدنا واحة للأمن والاستقرار، ومثالا في العزيمة والآباء".

وتابع، "لقد كان القضاء كحال باقي سلطات الدولة موضع اهتمام الهاشميين منذ بزوغ شمس الدولة الأردنية، فاستمر جلالة الملك عبد الله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية في مسيرة رعاية القضاء وتطويره، فالقضاء بفضل الرعاية الهاشمية وجهود الزملاء القضاة والكوادر الإدارية المساندة لا يزال يسير بخطى ثابتة نحو الارتقاء بإجراءات التقاضي وتقصير أمد المنازعات وتقليل عدد الدعاوى القديمة والتركيز على جودة القرار القضائي واستخدام الوسائل التكنولوجية في أعمال المحاكم وتعزيز أواصر التعاون مع كافة الشركاء في قطاع العدالة الأمر الذي عزز من مبدأ سيادة القانون وساهم في صون الحقوق وحفظ الحريات".

ودعا، الله جل وعلا أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمين والأسرة الهاشمية الطيبة وعموم الشعب الأردني الوفي وأن يزيل عن الأردن والعالم بأسره شر الوباء، وأن يبقي الأردن عزيزا شامخا، سائرا في دروب الازدهار والاستقرار والأمان في ظل القيادة الحكيمة.

المملكة + بترا