تكرّم الأمم المتحدة، الخميس، أكثر من 4 آلاف من حفظة السلام الذين فقدوا أرواحهم، بينهم أردنيان، تزامنا مع "اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة"، الذي يصادف 29 أيار/مايو من كل عام.

ويضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إكليلا من الزهور تكريما لأكثر من 4 آلاف من حفظة السلام الذين فقدوا أرواحهم منذ 1948، حيث يرأس احتفالية لمنح جائزة داغ همرشولد إلى 129 من حفظة السلام من العسكريين والشرطيين والمدنيين بعد وفاتهم، والذين فقدوا أرواحهم أثناء خدمتهم تحت علم الأمم المتحدة العام الماضي وفي مستهل هذا العام.

ومن بين الحاصلين على وسام داغ همرشولد بعد وفاتهم، الأردنيان شاكر الخيمي وزياد أبو سكران اللذان خدما كمدنيين في العملية المتعددة الأبعاد للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد).

وتحتل الأردن المرتبة 35 في قائمة أكبر المساهمين بالأفراد النظاميين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنشر حاليا أكثر من 600 فرد من أفراد القوات المسلحة والأمن العام في عمليات الأمم المتحدة للسلام في أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وقبرص ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، وجنوب السودان، والصحراء الغربية.

وقال الأمين العام في هذه المناسبة، عن حفظة السلام الذين قضوا: "إن خدمتهم وتضحياتهم لن تُنسى أبدا.. أتقدم بعميق الامتنان إلى 85 ألفا من الأفراد المدنيين والشرطيين والعسكريين، المنتشرين حاليًا في بعض من أكثر من بقاع العالم صعوبة، من أجل حماية المستضعفين والمساعدة في بناء السلام".

"رغم القيود التي فرضتها الجائحة، وكذلك خطر العدوى، فإن أولئك الرجال والنساء واصلوا مهمتهم فيما كانوا يدعمون أيضًا السلطات المحلية في المعركة ضد كوفيد-19. أتقدم بخالص المواساة إلى أسر حفظة السلام الذين سقطوا ضحايا لهذا المرض المروع"، بحسب غوتيريش.

ويناقش احتفالية العام موضوع "الطريق إلى سلام دائم: الاستفادة من قوة الشباب من أجل السلام والأمن"، حيث لعب عشرات الآلاف من حفظة السلام من الشباب دورًا أساسيًا في مساعدة مهمات الأمم المتحدة في تنفيذ الأنشطة ضمن ولايتهم، مع مشاركة فعالة للشباب من المجتمعات المُضيفة، وكذلك التعاون من أجل خفض العنف والمحافظة على استمرار السلام، بما في ذلك من خلال عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج وبرامج خفض العنف المجتمعي.

وقال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا: نُحيي تفاني وشجاعة حفظة سلامنا، الذين يخدمون ويؤدون بصورة مثيرة للإعجاب في بيئات صعبة، تفاقمها الجائحة المستمرة. كما وأحيي شبابنا من حفظة السلام الذين يجلبون الحيوية والابتكار ويخدمون كنماذج يُحتذى بها للسكان من الشباب، إذ يعملون من دون كلل لضمان تمثيل ومشاركة ذوي معنى في العمليات السياسية".

أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الدولي لحفظة السلام في 2002، للإشادة بجميع الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، ولتكريم ذكرى الذين جادوا بأرواحهم في سبيل قضية السلام، وخصص يوم 29 مايو يومًا دوليًا لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، إحياءً لذكرى تدشين أول مهمة لحفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة، لمراقبة الهدنة "يونتسو" وعملياتها في فلسطين عام 1948.

يذكر أن ما يزيد على مليون من الرجال والنساء شاركوا في 72 من عمليات حفظ السلام الأممية، فأثروا بشكل مباشر على حياة ملايين الأشخاص، وأنقذوا عددا لا يُحصى من الأرواح، وتنشر حاليًا عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام أكثر من 89 ألفًا من الأفراد العسكريين والشرطيين والمدنيين في 12 عملية لحفظ السلام.

المملكة