يعتبر المها العربي أيقونة الصحراء العربية، وهو أحد أهم وأندر الأنواع البرية التي تعيش في المملكة، وشكلت عملية إكثاره والحفاظ عليه قصة نجاح تجاوزت حدود الوطن، ويتواجد المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية، حيث تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بإدارة القطيع والحفاظ عليه، باعتباره أحد أهم الكنوز الطبيعية في المملكة.

وبهدف التعرف على الخارطة والتنوع الجيني لقطيع المها العربي في محمية الشومري، ولتحسين إدارة القطيع، نفذت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في العام 2011 دراسة جينية حول القطيع، بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا وحديقة حيوان فينيكس.

وأظهرت الدراسة في ذلك الوقت ضرورة تعديل أدارة القطيع اليومية، بالإضافة لضرورة إدخال أفراد جدد لقطيع المها، لتحسين التنوع الجيني للقطيع من خلال التزاوج الخلطي بين المها العربي من داخل المحمية وحيوانات تختلف جينيا عنها من الخارج.

وقال مدير محمية الشومري أشرف الحلح، إن الجمعية قامت باستقدام أفراد من المها من المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، ووضع خطة لعملية تزاوج خلطي لمدة 5 سنوات مع أفراد القطيع داخل المحمية.

وبين الحلح، أنه وبعد انقضاء 10 سنوات على عملية التزاوج الخلطي، أبرمت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة اتفاقية تعاون مع الإمارات العربية المتحدة ممثلة بهيئة البيئة في أبو ظبي ومدتها عامين، وتَنُص على تحسين البنية الجينية لقطيع المها العربي ودراسة نتائج التزاوج الخلطي السابق.

وتم سحب عينات من المها العربي في الشومري، لتظهر النتائج تحسن ملحوظ في الخارطة الجينية وخلو القطيع من وجود أي اختلالات وراثية، وأن هذه النتائج تشير إلى نجاح التزاوج الخلطي، بحسب ما قال الحلح.

وبين الحلح، أن نتائج الدراسة الأخيرة تشير إلى نجاح وفعالية الإدارة اليومية للقطيع، كما تشير إلى أن الجمعية نجحت في تطبيق أفضل المعايير الدولية لإدارة الأنواع المهددة بالانقراض.

يذكر أنه وفي العام ،2011 وقبل إجراء الدراسة الأولى كان عدد روؤس القطيع في محمية الشومري قرابة 20 رأسا وتم استقدام 15 رأسا من المملكة العربية السعودية، في حين أصبح عدد القطيع اليوم بين 85 – 90 فرداً.

وبحسب الاتفاقية الموقعة مع هيئة البيئة في أبو ظبي، سيتم استقدام 50 رأسا من المها العربي وعلى دفعتين حيث يتم تسلم الدفعة الأولى في شهر تشرين أول القادم، ومن ثم الدفعة الثانية في شهر تشرين ثاني القادم من العام الحالي.

وبين الحلح أنه وعند استقدام الأفراد الجديدة من المها سيتم إجراء فحص وتحليل للجينات، ووضع خطة لعملية التزاوج الخلطي وهو ما يشكل رافداً إضافياً للتنوع الجيني لقطيع المها العربي، مضيفا، "هذه الدراسة الجديدة واستقدام الأفراد الجدد سيعطينا فرصة للبحث عن أماكن وموائل جديد لتأسيس مجموعات حيوية من المها العربي مستقبلاً".

وتسعى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إلى تنفيذ مجموعة من المشاريع، تزامنا مع بداية المئوية الثانية لتأسيس المملكة، للاستمرار في ذات النهج الناجح لتحقيق أهدافها، ولتطوير هذا النهج بما يتناسب ومستجدات العصر للحفاظ على الطبيعة والبيئة بكل مكوناتها، وحماية الحياة البرية في الأردن، وللمساهمة في تمكين المجتمعات المحلية على مختلف المستويات.

أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الشومري في عام 1975، كمركز لإعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت محليا، وبعد برامج التوطين مع بعض من أبرز محميات الأحياء البرية في العالم وحدائق الحيوان، أصبحت محمية الشومري والتي تبلغ مساحتها 22 كم2 بيئة آمنة مزدهرة ببعض من أكثر الحيوانات ندرة في الشرق الأوسط.

تحوي المحمية حيوانات المها العربي والنعام والحمر البرية (الحمار البري الفارسي) والغزلان، والتي تم وصفها على العديد من اللوحات الفسيفسائية المحلية من القرن السادس البيزنطي. وفي المحمية يتم إعادة نسلهم والحفاظ على وجودهم من خلال هذا الملاذ الآمن عن طريق حمايتهم من الصيد الجائر والعوامل التي تدمر بيئتهم والتي كادت أن تقضي عليهم تقريبا.

ويمكن للزائر من خلال جولة السفاري في المحمية رؤية المها والحمر البرية تتجول بحرية في مراعيها الخضراء الواسعة، ويمكن أيضا رؤية الغزلان في حظائر مخصصة لها.

المملكة