قاد البديل العائد من الإصابة كيفن دي بروين منتخب بلاده بلجيكا إلى الدور ثمن النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم بعد أن صنع التعادل وسجل هدف الفوز على مضيفته الدنمارك 2-1 الخميس في كوبنهاغن، في أمسية التحية لنجم الأخيرة كريستيان إريكسن، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثانية.

وتقدم منتخب الدنمارك عبر يوسف بولسن بعد 99 ثانية من صافرة البداية، قبل أن تقلب بلجيكا الطاولة في الشوط الثاني بفضل دي بروين الذي دخل مطلعه مكان دريس ميرتنز فصنع هدف التعادل لثورغان هازارد (55) ثم سجل هدف الفوز في الدقيقة 70.

وكان دي بروين غاب عن المباراة الأولى لتعافيه من كسرين في الأنف ومحجر العين اليسرى تعرض لهما في الخسارة أمام تشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود بأفضل طريقة.

ودخلت الدنمارك بطلة نسخة 1992 المباراة بعد الحادثة الصادمة لإريكسن الذي سقط أرضًا في الخسارة أمام فنلندا السبت إثر سكتة قلبية، قبل أن ينجح الأطباء في إنقاذه، وتوقفت مباراة اليوم في الدقيقة العاشرة تيمنًا برقم قميصه تحية له في ملعب "باركن" بحضور 25 ألف مشجع.

"لم أحتفل احترامًا للدنماركيين"

وقال دي بروين "أدخلني (المدرب الإسباني) روبرتو مارتينيس إلى المباراة وطلب مني أن أخلق المساحات، وسجلت. لكني لم أرد الاحتفال بهذا الهدف، لديّ احترام كبير للجماهير الدنماركية".

وتابع "بإمكاننا أن نكون سعداء. كنا ندرك أننا سنواجه أوقاتا صعبة ضد الدنمارك وأمام جماهير مثل هذه وبعد كل ما حصل".

وباتت بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، ثاني المنتخبات المتأهلة إلى ثمن النهائي بعد إيطاليا التي حجزت بطاقتها الأربعاء. ورفع منتخب "الشياطين الحمر" رصيده إلى ست نقاط في صدارة المجموعة بعد فوزه الافتتاحي على روسيا، مقابل ثلاث للأخيرة الفائزة على فنلندا (1-صفر) الأربعاء، فيما بقيت الدنمارك من دون رصيد.

وتلتقي بلجيكا في المباراة الثالثة مع فنلندا في سان بطرسبورغ الاثنين فيما تلاقي روسيا الدنمارك في كوبنهاغن.

وكانت الدنمارك سقطت في المباراة الأولى أمام فنلندا بعد الاستئناف وأضاع بيار-إميل هويبرغ ركلة جزاء. وندم العديد من اللاعبين أمثال الحارس كاسبر شمايكل والمهاجم مارتن برايثوايت والمدرب كاسبر هيولماند على الاستئناف حيث قال "صراحة أعتقد انه ما كان يجب ان نعود الى ارض الملعب" عندما كان الخيار إما الاستئناف بعد حوالي ساعة او اليوم التالي في الظهيرة.

وبات إريكسن في حال أفضل وأعلن الاتحاد الدنماركي الخميس إنه سيتم تثبيت جهاز تنظيم دقات القلب في جسمه بعد الوعكة التي تعرض لها.

وشهدت تشكيلة "السياطين الحمر" تغييرين عن تلك التي بدأت امام روسيا، هما توما مونييه الذي دخل بديلا لثيموتي كاستاني وسجل هدفًا وصنع آخر، اضافة الى المدافع جايسون ديناير بدلا من ديدريك بوياتا.

وسيغيب كاستاني عن باقي البطولة بعد العملية الجراحية التي خضع لها الاربعاء واستغرقت ست ساعات بعد تعرضه لستة كسور في وجهه خلال المباراة ضد روسيا عند اصطدامه بظهير ليستر سيتي الانجليزي دالر كوزاييف.

أما من ناحية الدنمارك، فدفع هيولماند بتشكيلة أكثر دفاعية 5-2-3 حيث استعان بالمدافع يانيك فيستيرغارد اضافة الى لاعب الوسط ميكيل دامسغارد بدلا من المهاجم يوناس ويند.

وقال مارتينيس "لقد مر وقت منذ أن خضنا اختبارًا مشابهًا. في الشوط الاول بدا اللاعبون وكأنهم مصدومون ولكنهم يملكون الخبرة لقب المباريات".

ثاني أسرع هدف في النهائيات

وقبل بداية المباراة قدّم يان فيرتونغن قائد بلجيكا قميص منتخب بلاده مع اسم اريكسن والرقم 10 موقّع عليها من زملائه إلى قائد الدنمارك سيمون كاير.

ولسخرية القدر، كان ديناير من مرر كرة خاطئة قريبة من منطقته اقتنصها هويبرغ الذي مررها الى بولسن داخل المنطقة فسددها قوية زاحفة على يمين الحارس العملاق تيبو كورتوا بعد 99 ثانية من صافرة البداية، مسجلا ثاني أسرع هدف في النهائيات القارية بعد الروسي ديميتري كيريتشنكو ضد اليونان في يورو 2004 (65 ثانية).

وواصل أصحاب الارض هيمنتهم وكادوا أن يسجلوا الثاني عندما توغل يواكيم ميهلي بين دفاع الضيوف وسدد كرة قوية تصدى لها كورتوا برجليه (5)، قبل أن يبعد رأسية لدانيال فاس (6).

وتوقفت المباراة في الدقيقة العاشرة ووقف اللاعبون والجماهير والجميع تصفيقًا تحية لإريكسن وظهرت يافطات داعمة في المدرجات منها "كل الدنمارك معك كريستيان"، وأخرى من الجماهير الزائرة "كريستيان، بلجيكا تحبك".

وقد تكون وصلت أصداء الهتافات والتصفيق الى إريكسن المتواجد في المستشفى على بعد قرابة كيلومتر فقط من الملعب ولديه نافدة تُطل عليه، وفق ما كشف مدربه.

وأتيحت فرصة محققة لدامسغراد لمضاعفة النتيجة عندما سدد كرة زاحفة بيسراه من داخل المنطقة مرت على بعد سنتمترات من القائم الايمن (35).

وكانت هذه المباراة الثانية فقط التي تجمع المنتخبين في النهائيات القارية بعد دور المجوعات عام 1984 التي انتهت بفوز الدنمارك 3-2 ما أهّلها الى نصف النهائي.

وعادل "الشياطين الحمر" النتيجة عندما انطلق روميلو لوكاكو عن الجهة اليمنى ومرر الى دي بروين داخل المنطقة الذي راوغ ومرر كرة خالصة رائعة الى ثورغان هازار تابعها على باب المرمى (55).

وسجل دي بروين الثاني بعد تبادل مميز للكرة بين اللاعبين قبل أن تصله على مشارف المنطقة من إدين هازار، بديل يانيك كاراسكو، فسددها بيسراه قوية على يمين الحارس كاسبر شمايكل (71).

وكاد برايثوايت يعادل النتيجة بعد أربع دقائق بتسديدة قوية من داخل المنطقة تصدى لها كورتوا (75)، قبل ان تتاح الفرصة في المقلب الاخر بعد ثوانٍ لدي بروين لتعزيز التقدم كانت سهلة بين يدي شمايكل (75).

ووقفت العارضة سدّا منعيًا لرأسية برايثوايت الجميلة إثر عرضية من البديل أندرياس سفوك أولسن (87).

وفي مبارياتها الـ25 الأخيرة منيت بلجيكا بخسارة واحدة فقط، ولم تتجرع طعم الهزيمة في آخر 11 (تسعة انتصارات وتعادلان). اما الدنمارك، فمنيت بأربع هزائم في آخر 30 مباراة، ثلاث منها كانت امام بلجيكا (اثنتان في دوري الامم).

وهذا الفوز السابع لبلجيكا على الدنمارك في تاريخ مواجهاتهما مقابل ثلاثة تعادلات وست هزائم.

أ ف ب