أحرجت هنغاريا المضيفة فرنسا بطلة العالم وأجبرتها على معادلتها في الشوط الثاني 1-1، السبت، في بودابست ضمن الجولة الثانية من المجموعة السادسة لكأس أوروبا في كرة القدم المقامة بنسختها الـ16 في 11 مدينة ودولة.

وفشلت فرنسا، وصيفة النسخة الأخيرة وبطلة نسختي 1984 و2000، بضمان تأهلها إلى ثمن النهائي رسميًا ولو أنها اقتربت كثيرًا منطقيًا، بعد فوزها الافتتاحي على ألمانيا 1-صفر.

ورفع "الديوك" رصيدهم إلى أربع نقاط في الصدارة مؤقتًا، فيما حصدت هنغاريا نقطتها الأولى بعد سقوطها أمام البرتغال حاملة اللقب بثلاثية، علمًا بأن الأخيرة تحلّ على ألمانيا لاحقًا في ميونيخ.

وفيما سيطرت فرنسا على كامل مجريات وفرص الشوط الأول، اختتمته هنغاريا بهدف من هجمة مرتدة وخطأ دفاعي سجله الظهير المخضرم أتيلا فيولا (45+2).

وفي الثاني، استثمرت فرنسا أفضليتها وعادلت من تمريرة كيليان مبابي إلى أنطوان غريزمان داخل المنطقة (66).

"كانت مباراة صعبة"

وقال غريزمان "كانت مباراة صعبة في ظل وجود هذه الجماهير الغفيرة. افتقدنا أسلوبنا الطبيعي، الطقس كان حاراً جداً. كنّا نعرف أن هنغاريا ستلعب على المرتدات. صنعنا فرصاَ قليلة في الشوط الاول. هذه كأس أوروبا، الجميع يشارك بعزيمة كبيرة ولا يجب ان نقلل من شأن أحد".

تابع "رأينا عثمان (ديمبيليه) يدخل لكنه لم يصنع قيمة مضافة بسبب ما حصل له (إصابة). يجب أن تكون الخطوط الثلاثة متلاحمة ونلعب بنفس طريقة مواجهة المانيا. يجب أن نتعلم الدرس".

وعن تفاهمه الهجومي مع بنزيمة، ختم "كريم قام بما يجب، وعلينا أن نؤسس لشراكة بناءة".

وفي آخر سبع مباريات لها في دور المجموعات في كأس أوروبا، فازت فرنسا أربع مرات، ولم تنجح بالتفوّق ثلاث مرات، كلها يوم 19 حزيران/يونيو على غرار مواجهة هنغاريا السبت (1-1) وأمام السويد (صفر-2) في 2012 وسويسرا (صفر-صفر) في 2016.

واستهلت فرنسا المباراة بخوضها 21 مباراة خسرت فيها مرة يتيمة في مختلف المسابقات، كانت أمام فنلندا وديًا صفر-2 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وخاض المنتخبان 8 مواجهات في بودابست، فازت فرنسا في آخرها 3-1 وديًا في 1990، بعد تعرضها لست خسارات أكبرها عام 1927 بنتيجة 13-1. وهذه أول مواجهة بينهما على صعيد البطولات، منذ الدور الأول لمونديال 1986 حين فازت فرنسا بثلاثية نظيفة.

جمهور وأجواء نارية

أمام 56 ألف متفرج على ملعب بوشكاش أرينا، بينهم خمسة آلاف فرنسي وفي ظل درجة حرارة مرتفعة تحت الشمس ناهزت 30 مئوية، احتفظ المدرب ديدييه ديشان بتشكيلته المثالية، باستثناء ظهير أيسر بايرن ميونيخ الألماني لوكاس هرنانديز الذي كان يعاني من أوجاع قبل مباراة ألمانيا وحلّ بدلا منه لاعب إيفرتون الإنكليزي لوكا دينيي.

في المقابل، أجرى الإيطالي ماركو روسي تغييراً وحيداً على التشكيلة التي خسرت بثلاثية متأخرة ضد البرتغال بدءا من الدقيقة 84، فحلّ الفرنسي المولد لويك نيغو الذي كان زميل غرفة غريزمان عندما أحرزا كأس أوروبا تحت 19 سنة عام 2010، على الجناح الأيمن بدلا من غيرغو لورفنتشيش.

وكانت فرنسا الطرف الأفضل في الشوط الأول، وبكّرت في صناعة الفرص من عرضية لوكا ديني إلى مبابي، لعبها رأسية جميلة إلى جانب القائم الأيمن (17).

ومُنيت هنغاريا بنكسة منتصف الشوط الأوّل، بعد تعرّض قائد هجومها وملهمها آدم سالاي لعارض أدى إلى خروجه ودخول نيمانيا نيكوليتش (25).

أهدر المهاجم كريم بنزيمة، العائد بعد غياب خمس سنوات وسبعة أشهر إلى المنتخب، فرصة خطيرة بعد تسلمه كرة مقشرة من مبابي داخل المنطقة، أساء تسديدها مرت بجانب القائم الأيسر (31).

في المحاولة التالية، فضّل مبابي الصناعة والتنفيذ بنفسه، فتلاعب بالدفاع وسدد إلى يمين الحارس، متابعاً تشكيل خطورة مستمرة على مرمى حارس لايبزيغ الألماني بيتر غولاتشي (33).

وفيما كانت المباراة تتجه لتعادل سلبي بين الشوطين، انطلق الهنغاريون بهجمة مرتدة عبر الظهير الأيسر المخضرم أتيلا فيولا الذي تفوّق بسرعته على بنجامان بافار ورافايل فاران مسجلاً من مسافة قريبة إلى يمين الحارس هوغو لوريس (45+2).

وهو الهدف الأول يهز الشابك الفرنسية في آخر ست مباريات. كما هي أول مرة منذ كأس أوروبا 2016 ضد إيرلندا في دور الـ16، تتخلّف فرنسا بين الشوطين في بطولة كبرى.

صمدت هنغاريا مطلع الثاني، وفور دخوله بدلاً من لاعب الوسط أدريان رابيو، صنع المهاجم عثمان ديمبيليه خطراً محدقاً بتسديده كرة قوية في القائم الأيمن الهنغاري (59).

وفي المحاولة التالية، اخترق مبابي المنطقة ولعب عرضية مستغلاً هشاشة الدفاع، ترجمها غريزمان بيسراه قوية وسهلة من داخل المنطقة في الشباك (66)، رافعاً رصيده إلى 9 أهداف في كأسي أوروبا والعالم و38 هدفاً في 93 مباراة دولية.

عزز ديشان هجومه بادخال أوليفييه جيرو بدلاً من بنزيمة الذي لم يسجل في آخر ثماني مباريات في كأس أوروبا، فجاء الخطر مجدداً من مبابي صدها القائد غولاتشي ببراعة (81).

وبعد نصف ساعة من دخوله، خرج ديمبيليه لاعب برشلونة الإسباني، مصابا بفخذه وترك مكانه لتوما ليمار، لتنتهي المباراة بالتعادل.

وأقيمت المباراة على ملعب بوشكاش الذي يجسد تاريخ هنغاريا والذي قادها في عام 1954 صحبة هداف البطولة ساندور كوتشيش إلى نهائي الكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها قبل السقوط أمام ألمانيا الغربية 2-3.

لكن رغم نيلها المركز الثالث في كأس أوروبا عام 1964 ثم المركز الرابع عام 1972 عندما أزاحت فرنسا في طريقها إلى الأدوار النهائية، عجزت هنغاريا حتى الآن عن إيجاد خليفة لبوشكاش أو كوتشيش، ما جعلها تنتظر حتى عام 2016 للعودة الى البطولة القارية، فيما غابت عن كأس العالم منذ 1986.

أ ف ب