تجري عملية فرز الأصوات في إثيوبيا الثلاثاء بعد يوم من انتخابات حاسمة تعذّر إجراؤها في 20 % من الدوائر، فيما تعاني ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان من العنف والمجاعة، لا سيما في منطقة تيغراي التي لم تنتهِ الحرب فيها بعد.

وعلى الرغم من تعذر إجراء هذه الانتخابات التشريعية والمحلية لأسباب أمنية أو لوجستية في خُمس دوائر البلاد، تحدث رئيس الوزراء أبيي أحمد صباح الثلاثاء عن يوم "تاريخي".

وكتب على تويتر، أن "كل طبقات المجتمع خرجت لإسماع صوتها خلال أول انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا"، مشددًا على "الجدية والالتزام بالسلام والعملية الديمقراطية الشعبية".

كما دعا في بيان صدر عن مكتبه "جميع الأحزاب السياسية إلى مواصلة العملية السلمية... والحرص على عدم حدوث أي مشكلة في الأيام المقبلة حتى اكتمال فرز الأصوات وإعلان النتائج".

والثلاثاء أعلنت المتحدّثة باسم اللجنة الانتخابية سوليانا شيميليسن أن "نسبة المشاركة كانت مرتفعة جدا في المدن والمناطق الريفية"، من دون إعطاء أي أرقام.

 عندما عُين رئيسًا للوزراء في عام 2018، وعد أبيي أحمد بإجراء أكثر انتخابات ديمقراطية في تاريخ بلاده.

ويأمل أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام 2019 في أن يحصل على الشرعية الشعبية التي يفتقد إليها من خلال هذه الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها مبدئيًا في آب/أغسطس 2020، ولكنها تأجلت مرتين بسبب الوباء ثم لصعوبات لوجستية.

تأتي هذه الانتخابات في وقت تدهور رصيد أبيي كإصلاحي وصانع للسلام بسبب أعمال العنف السياسية القبلية والحملة العسكرية التي شنها على إقليم تيغراي.

لكن حزب الازدهار الذي يتزعمه والذي رسخ قواعده هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بغالبية مقاعد البرلمان الفيدرالي الإثيوبي الذي ينتخب نوابه رئيس الوزراء.

 "نمارس الديمقراطية" 

جرت انتخابات الاثنين بهدوء بشكل عام، وفقا للجنة الانتخابات التي تحدثت مع ذلك عن أعمال "ترهيب لممثلي الأحزاب" في مناطق أمهرة وفي الجنوب وفي عفر.

أما في العاصمة أديس أبابا فاصطفت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، ولأن الناخبين اضطروا أحيانا إلى الانتظار عدة ساعات ليتمكنوا من التصويت، مددت السلطات فتح مراكز الاقتراع ثلاث ساعات. 

وبدأت عمليات الفرز الاثنين بعد الساعة التاسعة مساءً.

في بحر دار، عاصمة منطقة أمهرة وهي ثاني أكبر منطقة في البلاد من حيث عدد السكان، أنهت عدة مراكز اقتراع زارتها وكالة فرانس برس فرز الأصوات صباح الثلاثاء، وبعضها عرض النتائج على ملصقات كبيرة؛ باللون الأرجواني للانتخابات التشريعية وبالأخضر لانتخابات المناطق.

وفي مركز اقتراع في حي جيشباي حلت حركة أمهرة الوطنية المعارضة في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية وحزب الازدهار في انتخابات المناطق.

وقال إيشيتي اليمنيو، وهو حرفي له من العمر 34 عامًا، "إننا نتعلم الديمقراطية وعلى الأحزاب أن تقبل النتيجة أيا كان الفائز". 

 اقتراع غير مكتمل  

يتنافس أكثر من 40 حزبًا و9500 مرشح في هذه الانتخابات الوطنية والمحلية. لكن في بعض المناطق، قاطعت تشكيلات معارضة الاقتراع لا سيما في أوروميا، المنطقة الأكثر تعداداً بالسكان في البلاد والتي يتحدر منها أبيي. ويعتزم حزبان من المنطقة الاحتجاج على سجن قادتهما والتنديد بعدم الإنصاف.

لم يُجر الاقتراع في 20% من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547 دائرة وتم إرجاؤه إلى 6 أيلول/سبتمبر؛ بسبب أعمال العنف والتمرد المسلح في بعضها أو لمشكلات لوجستية في البعض الآخر. 

ولم يُحدد موعد للانتخابات في دوائر إقليم تيغراي الثماني والثلاثين حيث تحولت إلى نزاع مدمر عملية "فرض النظام العام" التي أطلقها أبيي في تشرين الثاني/نوفمبر؛ لإزاحة السلطات الإقليمية التي عارضته وكان ينبغي أن تنتهي بسرعة.

ويستمر القتال في هذه المنطقة الشمالية وتتزايد الروايات التي تتحدث عن فظائع ضد المدنيين، من مذابح وعمليات اغتصاب. فيما تقول الأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 350 ألف شخص في تيغراي يعانون حاليًا من المجاعة وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية. 

وعليه، يتابع المجتمع الدولي نتائج الانتخابات بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعربت عن قلقها إزاء استبعاد هذا العدد الكبير من الناخبين من العملية واحتجاز قادة معارضين.

أ ف ب