حقق المنتخب السويسري "المعجزة" وتأهل إلى ربع نهائي كأس أوروبا 2020 لكرة القدم الاثنين، عندما أقصى فرنسا بطلة العالم بركلات الترجيح 5-4، ليلاقي في الدور المقبل إسبانيا التي حجزت بطاقتها بفوز على وصيفة مونديال روسيا 2018 كرواتيا 5-3 بعد التمديد.

على ملعب  "أرينا ناتسيونالا" في العاصمة الرومانية بوخارست، منح الحارس السويسري يان سومر منتخب بلاده بطاقة العبور إلى ربع النهائي بتصديه لركلة ترجيح حاسمة لنجم باريس سان جرمان كيليان مبابي في مباراة مثيرة احتكم فيها المنتخبان إلى ركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وسجل أهداف بطلة مونديال روسيا 2018، كريم بنزيمة (57 و59) وبول بوغبا (75)، فيما أحرز أهداف سويسرا هاريس سيفيروفيتش (15 و81) وماريو غافرانوفيتش (90).

وكان الحارس الفرنسي هوغو لوريس تصدى لركلة جزاء نفذها ريكاردو رودريغيز (55).

وفي ظل كثرة الإصابات والإرهاق، دخلت فرنسا المباراة بعد إنهاء "مجموعة الموت" في الصدارة أمام ألمانيا والبرتغال، لتواجه خصماً سويسرياً تعرفه جيداً ولم تخسر أمامه منذ 29 عاماً.

لكن سويسرا، التي غالباً ما تخرج من الدور ثمن النهائي في البطولات الكبرى، ما عدا بلوغها ربع نهائي مونديال 1954 الذي استضافته على أرضها، لم تكن لقمة سائغة.

وبدأ الضغط فرنسياً مبكراً في الدقيقة الثانية، حينما ارتقى رافايل فاران برأسية ليلاقي ركنية من أنطوان غريزمان، لكن ضربته اعتلت مرمى الحارس سومر.

وفي حين لم تتلق شباك فرنسا أي هدف في أول 15 دقيقة من أي مباراة في بطولة كبرى منذ حزيران/يونيو 2016 ضد إيرلندا في ثمن نهائي كأس أوروبا (فازت 2-1)، جاء الرد السويسري صاعقاً في الدقيقة 15 تحديداً، عندما ارتقى سيفيروفيتش لعرضية من ستيفن زوبر وحولها برأسه في الشباك إلى يمين هوغو لوريس، مستغلاً خطأ في التغطية من كليمان لانغليه.

وبهذا الهدف، بات سيفيروفيتش ثاني لاعب سويسري يسجل في مباراتين متتاليتين في بطولات أوروبية، بعد هاكان ياكين عام 2008.

وفي ما تبقى من الشوط الأول، لم يسدد منتخب الفرنسي على مرمى منافسه، وهي المرة الثانية يحصل ذلك لـ "الديوك" في مباراة إقصائية منذ مواجهتها أمام تشيكيا في نصف نهائي كأس أوروبا 1996.

"خيبة أمل كبيرة" 

وفي الشوط الثاني تبدّل سيناريو المباراة، ففي الدقيقة 52، احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لسويسرا بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) التي أظهرت تدخلاً من بنجامان بافار على زوبر، لكن لوريس كان بالمرصاد وتصدى للركلة التي نفذها ريكاردو رودريغيز (55).

بعد دقيقتين، أدرك "الأزرق" التعادل عن طريق بنزيمة الذي تسلم تمريرة من كيليان مبابي، وروضها بشكل رائع داخل منطقة الجزاء، قبل أن يسكنها شباك سومر (57)، ليضيف الثاني له ولمنتخب بلاده، عندما أكمل برأسه الكرة التي أنقذها سومر بعد تسديدة من غريزمان (59).

وعادل بنزيمة (33 عاماً) رقم زين الدين زيدان بعدد الأهداف مع المنتخب الفرنسي (31)، ومتخطياً جوست فونتين وجان بيار بابان.

وتقدم بنزيمة للمركز السادس في قائمة هدافي "الديوك" التاريخيين التي يتصدرها تييري هنري مع 51 هدفاً، بفارق خمسة أهداف عن أوليفييه جيرو الثاني.

قبل ربع ساعة من نهاية المباراة، جاءت تسديدة صاروخية رائعة من بوغبا من خارج منطقة الجزاء في الزاوية العليا إلى يسار سومر، لتعلن عن ثالث أهداف الفرنسيين (75).

ورد سيفيروفيتش بتقليص الفارق في الدقيقة 81 برأسية قوية في شباك لوريس، ليصدم غافرانوفيتش الفرنسيين بإدراك التعادل في الوقت القاتل (90)، بتسديدة إلى يسار لوريس، ليحكتم الفريقان إلى شوطين إضافيين.

لم تغير الدقائق الثلاثون الإضافية من نتيجة المباراة، فالتجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح، وكان الحظ إلى جانب السويسريين، ومعانداً لمبابي الذي لم يسجّل أي هدف في البطولة، حتى ركلة ترجيح حاسمة.

واعتبر فاران بعد الإقصاء أنها "خيبة أمل كبيرة. (...) كان بإمكاننا حتى التسجيل في الوقت الإضافي، سنحت لنا الفرص. للأسف إنها لحظة صعبة".

كرواتيا تخضع في التمديد 

على ملعب "باركن ستاديوم" في كوبنهاغن، احتاج المنتخب الإسباني إلى شوطين إضافيين للفوز على وصيف بطل مونديال روسيا 2018 كرواتيا بنتيجة 5-3 في مباراة "مجنونة".

افتتحت كرواتيا التسجيل عبر النيران الصديقة بعدما فشل الحارس الإسباني أوناي سيمون في السيطرة على كرة استقرت في شباكه (20).

قال مدرب إسبانيا لويس إنريكي عن الهدف الذي سجله الحارس سيمون في مرماه "كرة القدم هي لعبة أخطاء"، مضيفاً "في مسيرتي لم أشاهد أي لاعب لا يرتكب الأخطاء، وفي حال أوناي سيمون قدم درساً لجميع المحترفين.. أظهر كيف يمكن أن يقف على قدميه مجدداً وقام بصدات لا تصدق...".

وعادل بابلو سارابيا بتسديدة من داخل المنطقة (38)، ليضيف زميلاه سيزار أسبيليكويتا من رأسية (57) وفيران توريس (77) الهدفين الثاني والثالث لإسبانيا.

غير أن الرد الكرواتي لم يتأخر فسجل البديل ميسلاف أورسيتش هدف تقليص الفارق (85)، قبل أن يدرك البديل الآخر ماريو باساليتش التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني.

وصعق "لا روخا" منافسه بهدفين في غضون أربع دقائق في الشوط الأوّل الإضافي عبر الهداف ألفارو موراتا (100) والبديل ميكيل أويارسابال (103).

وبهذه النتيجة، باتت إسبانيا أوّل منتخب يسجّل خمسة أهداف في مباراتين في النسخة نفسها من بطولة كبرى (فازت في ختام دور المجموعات على سلوفاكيا بخماسية أيضاً)، منذ كأس العالم 1958 في البرازيل حينما فازت 5-2 على فرنسا في نصف النهائي، وبالنتيجة ذاتها على حساب السويد في المباراة النهائية، بحسب "أوبتا" للإحصاءات.

وبحسب "أوبتا" للإحصاءات بات بدري غونزاليس في سن الـ18 عاماً و215 يوماً أصغر لاعب يشارك في مباراة في الإدوار الإقصائية للبطولة القارية، محطماً الرقم السابق بحوزة المهاجم الإنكليزي واين روني الذي حقق هذا الانجاز في سن الـ 18 عاماً و244 يوماً في "يورو 2004" في البرتغال.

ولم يخسر منتخب "لا روخا" سوى مباراة واحدة من مبارياته الـ 28 الأخيرة، حيث فاز في 18 وتعادل في 10، محققاً سلسلة من 12 مباراة متتالية من دون خسارة.

في المقابل، خاضت كرواتيا المباراة من دون هدافها إيفان بريشيتش لإصابته بفيروس كورونا.

أقرّ مدرب كرواتيا زالاتكو داليتش بالأخطاء التي ارتكبها فريقه، وقال "أنا حزين. لقد خسرنا. أنا حزين لأننا تمكنا من إدراك التعادل بعد تأخرنا 1-3".

وتابع "ارتكبنا الأخطاء ولكننا دافعنا بشكل جيد أمام فرص خطيرة... في النهاية لم نتمكن من الحفاظ على هذه الطاقة أو الوقوف مجدداً بعد الشوط الأوّل الإضافي..".

أ ف ب