شجّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء مواطنيه على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مبديا معارضته للتطعيم الإجباري، في وقت تشهد فيه روسيا موجة وبائية قاتلة ناجمة عن تفشي النسخة المتحوّرة دلتا.

تأتي هذه الدعوة الجديدة من جانب الرئيس الروسي الذي تلقى اللقاح بنفسه بعيدا عن عدسات الكاميرات، في وقت لا تزال فيه حملة التلقيح بطيئة في روسيا على خلفية شعور بالريبة يبديه السكان.

وسجّلت روسيا الأربعاء حصيلة وفيات يومية قياسية جراء فيروس كورونا لليوم الثاني على التوالي، مع 669 وفاة. وتُعتبر العاصمة موسكو وثاني مدن البلاد سان بطرسبرغ متضررتين إلى حدّ بعيد بالمرض.

خلال حلقة تلفزيونية سنوية يقيمها للإجابة على أسئلة مواطنيه، أقرّ بوتين بأن "لطالما كان هناك أشخاص بشكل عام يعتبرون أنه لا ينبغي تلقي اللقاحات" مضيفا "هؤلاء الأشخاص كثرٌ ... ليس فقط في بلدنا إنما أيضا في الخارج".

وتابع "يجب عدم الإصغاء إلى الناس الذين لا يفهمون شيئا في هذه الأمور ويستندون إلى شائعات، إنما إلى الخبراء"، مشجّعا الروس على تلقي اللقاح فروى تجربته الخاصة وتجربة ابنته.

وقال "لا يمكن تجنّب تفشي الوباء إلا من خلال التلقيح".

إلا أنه أبدى معارضته للتلقيح الإجباري للسكان مشيرا إلى أن من أجل تجنّب إغلاق صارم، "تلجأ بعض المناطق إلى التلقيح الإلزامي لبعض الفئات من المواطنين"، على غرار ما فعلت موسكو وسان بطرسبرغ للموظفين في قطاع الخدمات.

أعلن بوتين للمرة الأولى أن اللقاح الذي تلقاه في آذار/مارس هو اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" الرائد الذي وقعت موسكو عقودا مع دول في مختلف أنحاء العالم لتسليمها ملايين الجرعات منه.

واعتبر أن اللقاحات الروسية كافة أفضل من لقاحي أسترازينيكا وفايزر اللذين كانت لهما عواقب "مأساوية" بحسب قوله.

وروسيا هي الدولة الأوروبية الأكثر تضررا جراء كورونا مع 134,545 وفاة بحسب أرقام الحكومة. لكن بناء على تعريف أوسع للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، أفادت وكالة الإحصاءات "روسستات" في نهاية نيسان/أبريل بأن روسيا سجّلت 270 ألف وفاة على الأقل.

وتشهد البلاد منذ أسابيع موجة وبائية قاتلة ناجمة عن تفشي المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى والتي تقلق العالم بأسره.

ولم يتلق سوى 23 مليون روسي من أصل 146 مليون نسمة جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لكورونا.

أ ف ب