أكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية، هالة زواتي، أهمية مضي شركة البوتاس قدماً في مشاريع التوسع ذات القيمة المضافة لرفع تنافسية قطاع التعدين في المملكة ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

وأشادت زواتي خلال زيارتها أخيرا، مصانع الشركة في منطقة غور الصافي التي رافقها فيها رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس شحادة أبو هديب، والرئيس التنفيذي للشركة معن النسور، بالدور المميز الذي تقوم به الشركة على صعيدي دعم الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمعات المحلية وتشغيل الأيدي العاملة.

وقالت زواتي، إن الوزارة ماضية في تشجيع إنشاء صناعات استخراجية وتحويلية تقوم على الخامات الوطنية لتكون إضافة نوعية لصناعة التعدين الأردنية.

وأضافت أن قطاع التعدين في المملكة يسير نحو التطور الإيجابي وتعد مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي رئيسية وهامة وتبلغ نحو 7.7%، فيما تبلغ مساهمته في الصادرات الأردنية نحو 20%.

وأشارت إلى أن الوزارة أطلقت في شهر آب/أغسطس الماضي، مجموعة من الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين وأعدت نشرة خاصة تتضمن أهم الخامات المعدنية المتاحة للاستغلال في القطاع الاستثماري وضمنتها 12 خاماً من المعادن الاستراتيجية المفتوحة للاستثمار، وأن هنالك العديد من المستثمرين المهتمين باستغلال هذه الثروات.

وأوضحت أن العمل جارٍ على إعداد استراتيجية وطنية لقطاع التعدين والثروات المعدنية وتضمينها خارطة طريق واضحة بهدف زيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي آخذين بالاعتبار مراجعة وتعديل التشريعات الخاصة بذلك بما يضمن تشجيع المستثمرين في هذا المجال.

من جهته، بين رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، شحادة أبو هديب، أن التعاون بين "البوتاس العربية" ووزارة الطاقة، اكتسب أهمية كبيرة في السنوات الماضية وانعكست أثاره إيجابياً على مشروعات الشركة.

وعرض أبو هديب خلال اللقاء، إنجازات شركة البوتاس، التي تُعد ثامن أكبر المنتجين لمادة البوتاس العربية على مستوى العالم والوحيد عربياً، وسطرت العديد من قصص النجاح المتميزة التي جعلتها في طليعة الشركات الأردنية ومن ضمن أقوى 100 شركة في منطقة الشرق الأوسط للعام الحالي، ما مكنها من تحقيق أهداف مساهميها ومستثمريها وموظفيها.

وقال إن شركة وضعت خططاً محكمة للتعامل مع تحديات أسواق البوتاس العالمية سواء من حيث الضغوط على أسعار البيع، أو من حيث احتمالية تأثر حصة الشركة في الأسواق العالمية جراء زيادة التنافسية بين منتجي البوتاس العالميين بسبب نمو حجم العرض العالمي لمادة البوتاس بشكل أكبر من النمو في حجم الطلب.

وأكد أن الشركة قامت بتطوير وتنويع منتجاتها لتحقق عوائد ربحية أعلى مثل إنتاج البوتاس الحُبيبي الأحمر والدخول بفضل هذا المنتج لأسواق جديدة مثل البرازيل وأستراليا وفيتنام والولايات المتحدة، ما أسهم في تخفيف أثر الانخفاض الحاد في أسعار بيع البوتاس العالمية في العام الماضي.

وشدد أبو هديب، على أهمية استغلال المزايا التنافسية التي تتمتع بها صناعات الأسمدة الأردنية، لإقامة مشروعات استثمارية تتوافق والرؤى الملكية الاستشرافية الساعية لإيجاد حلول للحد من نسب الفقر والبطالة في الأردن.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، معن النسور، أن المؤسسات الحكومية المختصة بالبيئة الاستثمارية في البلاد تقدم الدعم اللازم للشركة لإدراكها أن رفع مستوى تنافسيتها وقدراتها الإنتاجية والاستثمارية من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد الكلي وعلى الشركة ومستثمريها والعاملين فيها والمجتمعات المحيطة بها.

وأشار النسور، إلى أبرز إنجازات الشركة على كافة أصعدتها التشغيلية، حيث حققت خلال العام الماضي والشهور الستة الأولى من العام الحالي نتائج مالية استثنائية ومتميزة، رغم الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تمر بها دول العالم.

وأكد أهمية المشاريع التوسعية المستقبلية للشركة والتي سيكون لها انعكاسات إيجابية عديدة على الاقتصاد الوطني ككل و"البوتاس العربية" وشركاتها التابعة والحليفة على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن العلاقة التشاركية طويلة الأمد بين الشركة والوزارة تدعم تنفيذ هذه المشاريع من خلال التسهيلات المقدمة من قبل الوزارة.

ولفت إلى الآثار الاقتصادية لمشاريع التوسع على الاقتصاد الكلي من حيث زيادة الحصة السوقية للبوتاس العربية في الأسواق العالمية وما يرافق ذلك من تحسين الوضع التنافسي للشركة في الأسواق المختلفة وما يترتب عليها من تحسن في العوائد والأرباح المتحققة.

وأشار إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس سيؤدي إلى تحسين العوائد المختلفة المدفوعة من قبل الشركة لخزينة الدولة على شكل رسوم تعدين وضريبة دخل وتوزيعات أرباح بلغت خلال الفترة (2018- 2020) ما معدله 65% من أرباح الشركة.

وأضاف أن التوسع في إنتاج مادة البوتاس سيزيد من استخداماتها في الصناعات المتخصصة ذات القيم المضافة والعوائد المالية العالية الأمر الذي سيسهم في زيادة القدرات الإنتاجية للشركات التابعة والحليفة مثل برومين الأردن وكيمابكو، كما ستعمل هذه المشاريع التوسعية على زيادة فرص عمل نوعية وتخفيض نسب البطالة، وزيادة احتياطي العملات الأجنبية وتعظيم الربحية وتحسين كفاءة العمليات الإنتاجية.

وقال النسور، إنه سيكون لمشاريع التوسعة انعكاسات إيجابية على تعزيز وتنمية الاقتصاد الكلي حيث شكلت صادراتها 9% من قيمة الصادرات الوطنية، مبيناً أن توسعاً مستهدفاً في منطقة اللسان من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة حصة صادرات مادة البوتاس لتصبح 11% من قيمة الصادرات الوطنية.

وفيما يتعلق بخطط الشركة في مجال الطاقة في ضوء مشاريع التوسع المستقبلية، ذكر النسور، أن الشركة تعمل على زيادة القدرة التوليدية من البخار لتلبية احتياجاتها المستقبلية في ضوء مشاريع التوسع المنوي تنفيذها، إلى جانب الاستفادة من البخار لتوليد الكهرباء، وزيادة نسبة الطاقة المولدة من خلال المصادر المتجددة (شمسي ورياح).

بترا