أحصت روسيا الأحد، أكثر من 25 ألف إصابة جديدة بكورونا، في أعلى حصيلة يومية تسجّلها البلاد منذ مطلع كانون الثاني/يناير، فيما تتزايد المخاوف من المتحور "دلتا" التي يمكن أن تؤدي إلى موجة وبائية جديدة.

وهذا الأسبوع تسارعت وتيرة الجائحة في كل أنحاء العالم باستثناء أميركا اللاتينية، وقد فرضت عدة دول آسيوية إغلاقا شاملا أو جزئيا. 

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3.974.841 شخصا في العالم، بحسب مصادر رسمية.

وبخصوص الإدارة الدولية للوباء، قدرت الحائزة على جائزة نوبل في الاقتصاد إستر دوفلو الأحد، أن الدول الغنية ارتكبت عدة "أخطاء"، وهو أمر مقلق لأن الخروج من الأزمة يتطلب التعاون.

واعتبرت دوفلو أن الدول الغربية أضاعت العديد من "الفرص للتحرك" والعمل على إنهاء الوباء من العالم، ولا سيما من خلال عرقلة الدول النامية عن تلقيح سكانها على نطاق واسع. 

وأضافت "لهذا السبب أنا قلقة للغاية بشأن التعاون المستقبلي بين دول العالم، ولا سيما بشأن المشاكل التي ستطرح في كوب-26"، مؤتمر المناخ العالمي المقرر عقده في تشرين الثاني/نوفمبر في غلاسكو (اسكتلندا).

حصيلة قياسية جديدة في روسيا 

وأعلنت روسيا الأحد، تسجيل 25 ألفا و142 إصابة جديدة بكورونا، وهي أعلى حصيلة يومية تسجّل في البلاد منذ مطلع كانون الثاني/يناير في وقت تواجه تفشي المتحور "دلتا".

وسجّلت روسيا الأسبوع الحالي أعداد وفيات قياسية جرّاء فيروس كورونا على مدى خمسة أيام متتالية. وأعلنت السبت 697 وفاة فيما بلغ عدد الوفيات جرّاء الوباء الأحد 663 حالة خلال 24 ساعة، وفق الأرقام الرسمية.

والأحد أعلنت كازاخستان المجاورة تسجيل 3003 إصابات جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في حصيلة قياسية للبلاد.

وإزاء تسارع وتيرة الإصابات بالمتحور "دلتا" تشهد أوروبا جدلا محتدما حول تلقيح أفراد الطواقم الطبية.

في إيطاليا، اتخذ 300 من مقدمي الرعاية الصحية إجراءات قانونية لإلغاء إلزام العاملين في المجال الطبي والصحي بتلقي لقاح ضد كورونا، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية.

في المقابل، طلب نحو مئة طبيب من الحكومة الفرنسية فرض إلزامية تلقيح جميع العاملين في المستشفيات ودور رعاية المسنين "قبل مطلع أيلول/سبتمبر" بهدف "تجنّب موجة رابعة".

وحذّر رئيس الاستراتيجية الوطنية للتلقيح في فرنسا ألان فيشر بأن المتريثين في تلقي اللقاح "يرتكبون خطأ".

وحذر المتحدث باسم الحكومة غابرييل أتال الاحد من "انقسام حول التلقيح" ما قد يؤدي إلى "تجاذب بين الفرنسيين" الملقحين وغير الملقحين.

في لوكسمبورغ، أعلنت الحكومة وضع رئيس الوزراء كزافييه بيتيل (48 عاما) الأحد تحت المراقبة في المستشفى لمدة 24 ساعة "كإجراء احترازي" من أجل إجراء تحليلات إضافية، بعد أسبوع من إصابته بفيروس كورونا. 

"ضغوط هائلة" في بنغلادش

في آسيا دخلت قيود صارمة لأسبوعين حيز التنفيذ السبت، في إندونيسيا التي تشهد موجة غير مسبوقة من الإصابات بفيروس كورونا. وفرضت البلاد التي سجلت السبت رقما قياسيا جديدا في عدد الإصابات (27913) و493 وفاة (مقابل 539 الجمعة)، إغلاقا جزئيا في العاصمة جاكرتا وجزيرة جاوة وبالي. 

في بنغلادش، حيث تفرض الحكومة منذ الخميس إغلاقا في مواجهة ارتفاع "مقلق وخطير" في حصيلة الإصابات، تبدو المستشفيات وعائلات المصابين عاجزة عن احتواء الوتيرة المتسارعة للإصابات في مدينة خولنا (جنوب-غرب) التي أصبحت البؤرة الجديدة للإصابات بكورونا في البلاد.

وقال نياز محمود كبير الأطباء في الحكومة المحلية في خولنا "نواجه ضغوطا هائلة على مستوى استقبال (المرضى) في المستشفيات".

وأفاد شهود بأن أقرباء لهم قضوا لعدم توافر الأكسجين لهم.

تظاهرات في البرازيل 

في البرازيل، حيث أودى الفيروس بأكثر من نصف مليون شخص، تظاهر عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد السبت ضد الرئيس جاير بولسونارو الذي يخضع لتحقيق أولي بشبهة تجاهل محاولة فساد في صفقة شراء لقاحات مضادة لفيروس كورونا.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المتظاهرين في ساو باولو رفعوا لافتات كتب عليها "بولسونارو مرتكب إبادة جماعية" و"هذا فساد وليس إنكارا" لخطورة الوباء و"نعم للقاحات".

في الولايات المتحدة، أكثر الدول تسجيلا للوفيات والإصابات بكورونا مع 605 آلاف و493 وفاة و 33 مليونا و713 ألفا و912 إصابة، تحيي البلاد العيد الوطني الأحد، على الرغم من المخاوف من المتحورة دلتا.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن ألف شخص بين أفراد طواقم طبية وموظفين في قطاعات أساسية على تماس مع الفيروس وعسكريين عائلاتهم للاحتفال معه بالعيد الوطني، في حين أصبحت الولايات المتحدة مثالا يحتذى على صعيد التعافي من الجائحة صحيا واقتصاديا على الرغم من تعذّر تحقيق هدف الإدارة ببلوغ نسبة الملقّحين بجرعة واحدة على الأقل من بين البالغين 70%.

أ ف ب