عبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جيمس كليفرلي، عن "تقديره لدور الأردن كحام وراع للأماكن المقدسة في القدس المحتلة ودوره المهم في استضافة لاجئين فلسطينيين وغيرهم".

ودعا، خلال مقابلة خاصة عبر قناة "المملكة"، إلى "تعزيز الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نحو رؤية حل الدولتين، حيث يسير الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنبا ويعيشون معا بسلام".

وأضاف كليفرلي "المملكة المتحدة لديها صداقة وثيقة مع الإسرائيليين، ولكن نعتقد أنهم يتخذون قرارات وإجراءات لا تدعم عملية السلام الدائم وعبرنا لهم عن عدم ارتياحنا لهذه الإجراءات". 

"رغم خروجنا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن المملكة المتحدة تلعب دورا قويا وفعالا على المستوى الدولي خاصة في الشرق الأوسط، ولديها علاقات طويلة وقوية عالميا ورغبة لضمان عيش الإسرائيليين والفلسطينيين بسلام في المستقبل، وستعمل مع أي طرف لتحقيق السلام".

"لدينا علاقات جيدة وممتازة مع الولايات المتحدة، وعدة فرص مع الرئيس الأميركي جود بايدن وإدارته، ونعتقد أنه يركز على السلام في الشرق الأوسط، وهو سيظهر ويثبت رغبته والتزامه لمتابعة السلام في هذه المنطقة". 

- تعزيز العلاقات مع الأردن -

وتزامنا مع احتفالات الأردن بمئويته الأولى، قال كليفرلي، إن "هذه فرصة لتعزيز العلاقات القوية الموجودة مع الأردن، والتركيز على الاستمرار بمبادرة لندن لتعزيز اقتصاد الأردن".

وأضاف أن "المملكة المتحدة حريصة على دعم الأردن في مبادرة لندن، التي انطلقت في 2019، لدعم اقتصاد الأردن والمساعدة في البناء وتقديم 1.3 مليار جنيه أسترليني، بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي".

"لدى الأردن موقع جغرافي مميز وفريد، ونتفهم جيدا أن الأردن يستضيف الكثير من اللاجئين رغم الظروف الصعبة، إضافة إلى ضغوطات إضافية على الأردن جراء جائحة فيروس كورونا"، بحسب كليفرلي، داعيا إلى التأكيد على "العمل السريع والمشترك للخروج من جائحة كورونا وضمان بقاء الأردن مكانا مستقرا في هذه المنطقة من العالم". 

وتابع الوزير البريطاني "جميعا نريد أن تكون اقتصاداتنا أكثر فعالية وإنتاجا، لذا، يجب العمل المشترك لمكافحة كورونا وهناك فرص كثيرة يمكن استثمارها في قمة المناخ المقبلة، عبر تعزيز إنتاج الطاقة البلدية في الأردن وتوفير تكنولوجيا إضافية لاستغلال هذه الفرص".

"سنبحث مع الفريق الحكومي في الأردن مراحل مقبلة في تطوير العلاقات الثنائية، وسعيدون جدا للرغبة والإرادة الكبيرة لدى الحكومة الأردنية للعمل مع المملكة المتحدة"، أضاف كليفرلي، داعيا إلى "العمل مع الأصدقاء في المجتمع الدولي للتركيز على الخطوات المقبلة للتطور الاقتصادي في الأردن كجزء مهم من الحوارات والنقاشات المستقبلية". 

- الأردن حاضنة أنشطة اقتصادية -

"لدى الأردن والمملكة المتحدة علاقات طويلة من التعاون في العديد من القطاعات والتعاون العسكري والدفاعي، وحريصون على التعاون في القطاع الصحي والتربية والتعليم، وتوفير المهارات اللازمة لدى الشباب الأردنيين ليكونوا فعالين في الاقتصاد الأردني".

وأضاف أن "موقع الأردن الجغرافي وقربه من دول التعاون الخليجي وتوسطه قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا، يجعله حاضنة ونقطة تركيز للأنشطة الاقتصادية والتجارية في عدة دول".

وأعرب عن سعادته لتوجّه الكثير من الأردنيين للدراسة في بريطانيا، والحصول على برامج منح دراسية للتركيز على توفير فرص حقيقية للأردنيين ولدعم النمو الاقتصادي.

وأوضح أن "أزمة كورونا دفعت الدول للتعاون أكثر معا من أجل مواجهة التحديات الصحية، لذا، نحرص على دعم قطاعات اقتصادية وصحية في الأردن، ونتطلع بإيجابية لإعادة إطلاق الأعمال والاقتصاد والاستثمارات البريطانية في الأردن". 

وأضاف أن "لدى الأردن الكثير من الإجراءات كغيره من دول المنطقة والعالم لمواجهة وتجاوز أزمة كورونا، والمملكة المتحدة أحد الأصدقاء الأقوياء للأردن ومستمرة في العمل معه لتجاوز هذه التحديات الصحية وتجاوز الأثر الاقتصادي. 

وعن الوضع الوبائي العالمي، أعرب كليفرلي، عن فخره بعملية التطعيم ضد كورونا في المملكة المتحدة، عن أمله في رفع المزيد من القيود المفروضة وتخفيف الإغلاقات وتقليل أعداد الوفيات في الأيام والأسابيع المقبلة.

وقال إن "المملكة المتحدة من أكبر المانحين لمرفق كوفاكس لتوفير مطاعيم ضد كورونا حول العالم، والدول تعمل معا وتتعاون في نشر المطاعيم من أجل استعادة الاقتصاد لإعادة بناء العلاقات المستقبلية بشكل أفضل".

وتابع كليفرلي "لا أستطيع أن أقول بالتحديد متى ممكن أن نعود للسفر والانتقال كما كنا في السابق، لكن الكثير من البريطانيين يحبون زيارة الأردن وزيارة الأماكن التاريخية والمشهورة، ونأمل بأن تعود السياحة للأردن قريبا لأهميتها في دعم اقتصاد الأردن".

المملكة