قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس، الثلاثاء، إنّ ملء إثيوبيا لخزان سد النهضة سيزيد التوتر على الأرجح، وحث جميع الأطراف على الإحجام عن التحركات الأحادية إزاء السد.

وأضاف برايس، أن وقف إطلاق النار من جانب واحد في إقليم تيجراي الإثيوبي لا بد وأن تتبعه تغيرات ملموسة على الأرض لإنهاء الصراع ووقف الفظائع والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

الأمم المتحدة، دعت إثيوبيا والسودان ومصر اليوم إلى تجديد التزامها بالمحادثات في قضية سد النهضة وحثت الدول الثلاث على تجنب أي عمل أحادي، وذلك بعد يوم من بدء إثيوبيا في ملء خزان السد.

ومن المرجح أن يناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الحالي قضية سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا بعد أن طلبت مصر والسودان من المجلس بحث القضية.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين في نيويورك، إنّ غوتيريش يؤيد دور الاتحاد الأفريقي في الوساطة بين الدول الثلاث.

وقال دوجاريك: "المهم أيضا هو عدم القيام بأي عمل أحادي يمكن أن يقوض البحث عن حلول. لذا من المهم أن يجدد الناس التزامهم بالحوار بنية حسنة في عملية (تفاوض) حقيقية".

وتقول إثيوبيا إن السد، الذي تقيمه على النيل الأزرق، أساسي لتنميتها الاقتصادية وتزويد شعبها بالكهرباء.

وترى مصر أن السد تهديد خطير لحصتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بالكامل تقريبا. وعبر السودان، وهو دولة مصب أيضا، عن قلقه إزاء السلامة الإنشائية للسد وأثره على السدود ومحطات المياه السودانية.

وقال دوجاريك "الحلول للقضية تحتاج إلى الاسترشاد بأمثلة ونماذج... بحلول توصل إليها آخرون يتقاسمون ممرات مائية وأنهارا، ويستند إلى مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول والالتزام بعدم التسبب في ضرر ذي شأن".

وقال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، الاثنين إنه تلقى خطابا رسميا من نظيره الإثيوبي يفيد بأن إثيوبيا بدأت الملء الثاني لخزان سد النهضة.

وقالت مصر إنها ترفض هذا الإجراء وتعتبره "خرقا صريحا وخطيرا لاتفاق إعلان المبادئ... وسيؤدي إلى خلق وضع خطير يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".

ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

وتؤكد إثيوبيا باستمرار عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد.

وتعتبر مصر التي يمثل نهر النيل 97% من مصادرها في المياه، السد تهديدا وجوديا لها، فيما تخشى الخرطوم أن يؤثر السد الإثيوبي على عمل سدودها.

رويترز