تجاوزت حصيلة وفيات كورونا عتبة 4 ملايين، وفق ما أعلنت الأربعاء منظمة الصحة العالمية في وقت يشتد تفشي الجائحة نتيجة المتحورة "دلتا". 

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي، "لقد تجاوزنا عتبة أليمة تبلغ 4 ملايين وفاة بسبب كوفيد-19، وهي بالتأكيد حصيلة أقل من الأعداد الإجمالية للوفيات".

وشدد على أن العالم "في مرحلة خطيرة من هذه الجائحة" التي تزداد حدتها مع انتشار متحوّرات جديدة أكثر فتكا، حيث إنّ "بلدان متقدمة في حملة التلقيح تخطط الآن لإعطاء جرعات اضافية في الأشهر المقبلة وتتخلى عن تدابير الصحة العامة ولا تتوخى الحذر كما لو أن الجائحة قد انتهت".

وأضاف: "مع ذلك نظرًا للتطور السريع للمتحورات والتفاوت الفظيع في التحصين، يشهد عدد كبير جدا من البلدان في العالم زيادة حادة في الحالات والاستشفاء".

واستحواذ البلدان الغنية على الجزء الأكبر من جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد، "غير مقبول أخلاقياً وغير فعال من وجهة نظر الصحة العامة ضد فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويتحور بسرعة ويتمكن من الانتقال من إنسان إلى آخر بفعالية أكبر".

كما ندد في نفس المؤتمر الصحافي "بألا يكون ملايين العاملين في مجال الرعاية الصحية تلقوا بعد في هذه المرحلة من الوباء اللقاح وهذا أمر بغيض".

توخي الحذر الشديد

حضت منظمة الصحة العالمية، الدول التي تفكر في رفع القيود المفروضة لمكافحة وباء كوفيد-19، على "توخي الحذر الشديد" قائلة إن انتقال الفيروس سيزداد بغض النظر عن معدلات التحصين المرتفعة.

وردا على سؤال حول خطط إنكلترا رفع معظم القيود المفروضة في البلاد اعتبارا من 19 تموز/يوليو، قال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، "أطلب توخي الحذر الشديد في الرفع الكامل للتدابير الصحية والاجتماعية في هذا الوقت، لأنه ستكون هناك عواقب لذلك".

وقال: "هذه الفكرة السائدة بأن الجميع محميون وأن كل شيء سيعود إلى طبيعته فرضية خطيرة للغاية في أي مكان من العالم".

وأوضح أنه يرفض تسمية دول لكنه يعتقد أن "هذه الفرضية خطيرة حتى في أوروبا".

وتابع: "أطلب من الحكومات أن تكون حذرة جدا لكي لا تمحو التقدم الذي أحرزناه وفتح الدول بحذر" مذكرا بأحلك الفترات عندما كانت المستشفيات مكتظة والطواقم الطبية مرهقة.

وقال الطبيب الإيرلندي "افتراض أن معدل الإصابات لن يرتفع بسبب اللقاحات خطأ"، في إشارة إلى نسبة التطعيم غير الكافية أو عدم اليقين بعد عما إذا كان كل شخص تم تطعيمه قادرا على نقل الفيروس.

ويزداد الإحباط العلني لقادة منظمة الصحة العالمية مع كل موجة جديدة والانطباع بتكرار نفس التوصيات لضرورة اتباع التدابير الصحية وتحمّل المسؤوليات الفردية.

واقرت ماريا فان كيرخوف المسؤولة عن تنسيق مكافحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، مؤخرًا بأنها "تشعر وكأنها تكرر نفسها باستمرار" والتأكيد على أنه يمكن التغلب على الفيروس من خلال استخلاص دروس الماضي واستخدام الأدوات الوبائية المتوفرة.

وقالت، إن هناك "أكثر من 24 دولة لديها منحنيات وبائية عمودية تقريبا".

في آسيا المتضررة بشدة من الوباء، تجاوزت حصيلة الوفيات الألف لأول مرة في إندونيسيا التي قررت توسيع القيود الصحية لتشمل كامل البلاد. 

سجلت البلاد 1040 وفاة الأربعاء، وهو رقم قياسي وطني أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل شهر، بينما بلغ عدد الإصابات الجديدة 34379. 

ويعاني نظام الرعاية الصحية في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان (نحو 270 مليون نسمة) من تدفق كبير للمرضى.

بعد إقرار تدابير صارمة منذ السبت في جزيرتي جاوة وبالي، فرضت قيود جديدة تسري حتى 20 تموز/يوليو بدرجات متفاوتة في عشرات المدن بينها سومطرة (غرب) وبابوا الغربية (شرق). 

وقالت وزيرة الشؤون الاقتصادية إيرلانجا هارتارتو إن "لإصابات آخذة في الزيادة في مناطق أخرى ونحن بحاجة إلى توخي الحذر بسبب ضعف المستشفيات"، وأضافت أن "المؤسسات الصحية في تلك المناطق محدودة ومرهقة بالفعل".   

حال طوارئ في طوكيو

قبل أسبوعين من افتتاح الألعاب الأولمبية، تستعد الحكومة اليابانية لإعلان حال طوارئ جديدة في طوكيو من المفترض أن تمتد كامل فترة الألعاب المقررة بين 23 تموز/يوليو و8 آب/أغسطس، وفق ما أفادت العديد من وسائل الإعلام المحلية.

وستكون هذه المرة الرابعة التي تعلن فيها حال الطوارئ منذ ظهور الوباء. 

وأعلنت السلطات المحلية الأربعاء "إلغاء" مسيرة الشعلة الأولمبية "في الطريق العام" في العاصمة. 

في آسيا أيضا، أقرت فيتنام إغلاقا في مدينة هو تشي منه التي تقطنها تسعة ملايين نسمة، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية. 

وسيكون على السكان اعتبارا من الجمعة التزام بيوتهم لأسبوعين، وذلك بعد تسجيل ثمانية آلاف إصابة في المدينة. 

من جهتها، أعلنت الصين الخالية تقريبا من فيروس كوفيد منذ عام 2020، الأربعاء عن تفشي متزايد في بلدة صغيرة على الحدود مع بورما غير المستقرة سياسيا وينتشر فيها الوباء بشكل كبير.

بعد حملة فحص واسعة النطاق في بلدة رويلي الحدودية، سجلت السلطات الصحية 15 إصابة محلية جديدة الأربعاء، 12 منها لدى مواطنين بورميين.

"ضربة مزدوجة مدمرة"

في أستراليا، أعلنت السلطات أن الإغلاق الساري منذ نهاية حزيران/يونيو في سيدني (جنوب شرق) سيتم تمديده لمدة أسبوع على الأقل في ظل تجدد تفشي الوباء، وقد أبلغت عن 27 إصابة جديدة.

أما في فرنسا، فقد جدد المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال الدعوة الأربعاء للإقبال" الكثيف" على التلقيح ضد كوفيد معتبرا أن ذلك يمثل "ورقة الربح" في ظل "تهديد موجة رابعة سريعة" مع بروز متحورة "دلتا" التي "تمثل أكثر من 40 بالمئة من الإصابات" في البلاد. 

في ظل الوضع العالمي، حضّت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا دول مجموعة العشرين إلى التحرك بسرعة أكبر لدعم الدول النامية والفقيرة على تحمّل "الضربة المزدوجة المدمّرة" التي سددها الوباء والأضرار الاقتصادية الناجمة عنه.

وحذّرت من "تعمّق الهوة" بين الأغنياء والفقراء داعية دول مجموعة العشرين للقيام بخطوات عاجلة لمنع تخلّف الدول النامية أكثر عن الركب في ما يتعلّق بالوصول إلى اللقاحات وإعادة بناء ثرواتها. 

وأفادت "تواجه الدولة الأفقر ضربة مزدوجة مدمّرة" إذ تخسر في المعركة ضد الفيروس وتضيّع فرصا استثمارية مهمة من شأنها أن تؤسس لنموها اقتصاديا.

أ ف ب