سيطرت فرق الإطفاء في دبي على حريق اندلع ليل الأربعاء – الخميس على متن سفينة في ميناء جبل علي، المرفأ الرئيسي في جنوب الإمارة، من دون أن يسفر عن إصابات، بحسب ما أفادت حكومة الإمارة الخليجية، وذلك بعد تسبّبه بانفجار قويّ دوّى في معظم أرجاء المدينة.

وأفاد 4 سكان على الأقلّ في محيط منطقة جبل علي بسماع دوي الانفجار واهتزاز أبواب وزجاج شققهم ومنازلهم في جنوب الإمارة التي نادراً ما تشهد حوادث كبرى.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي في تغريدة على تويتر فجر الخميس إنّ "فرق الدفاع المدني في دبي تتعامل حالياً مع حريق ناجم عن انفجار إحدى الحاويات على متن سفينة بميناء جبل علي".

وأعلن المكتب في بيان ثان أنّ "الحريق تحت السيطرة ولا توجد أي وفيات أو إصابات جرّاء الحادث في ميناء جبل علي"، مشيراً إلى "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سير حركة السفن بصورة طبيعية في الميناء".

ولفت البيان إلى أنّ "الأجهزة المعنية تسيطر بكفاءة عالية على المرحلة الأخيرة من حريق اندلع في حاوية على متن سفينة تستعدّ للرسو على أحد أرصفة ميناء جبل علي، بعيداً عن الخط الملاحي الرئيسي للميناء".

وأظهرت لقطات مصوّرة نشرها المكتب الإعلامي لحكومة الإمارة رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق خلف مجموعة من الحاويات.

وشوهدت عند بوابة الميناء سحبا من الدخان تتصاعد من الداخل وطائرة مروحية تحلّق فوق الموقع.

ولم تُعرف أسباب الحادث بعد، لكنّ شرطة دبي أبلغت قنوات تلفزيونية محلية بأنّ ثلاثاً من الحاويات الـ130 على متن السفينة كانت "تحتوي على مواد قابلة للاشتعال".

وأشار جهاز الشرطة إلى أنّ عدد أفراد طاقم السفينة هو 14.

الزجاج يهتز

وميناء جبل علي محطة نقل وتجارة رئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو قادر على التعامل مع حاملات طائرات.

ومثل هذه الأحداث نادرة في الإمارة الخليجية الثرية التي تعتمد على التجارة والسياحة وتعتبر من أكثر المدن أماناً على مستوى المنطقة.

وقالت كليمانس أوفيه التي تقطن في شقة في موقع قريب من منطقة الحادث "كنت على الشرفة، شاهد صديقي كرة صفراء كالشمس، التقطت صورة وعندها وقع الانفجار".

وفي منطقة المارينا التي تبعد كيلومترات قليلة عن الميناء، قالت إحدى السكّان "رأيت الزجاج يهتزّ. لقد عشت هنا 15 عاماً وهذه المرة الأولى التي أرى فيها وأسمع مثل هذا الشيء".

وتعامل ميناء جبل علي مع 14.1 مليون حاوية في عام 2019، بانخفاض بنسبة 5.6% عن العام الذي سبق.

ويُعتبر الميناء من بين العشرة الأوائل من حيث التعامل مع الحاويات والأعمال على مستوى العالم.

وتتّخذ ثمانية آلاف شركة من المنطقة الحرة بجبل علي مقرّاً، وقد ساهمت هذه المنطقة بنحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي العام الماضي وهي أكبر منطقة تجارية في الشرق الأوسط.

وتحوّلت إمارة دبي على مدار 50 عاماً من مدينة ساحلية هادئة إلى مركز إقليمي للسفر والتجارة والخدمات المالية.

ودبي موطن لأكثر من 3 ملايين شخص، معظمهم من الأجانب، مقارنة بـ15000 نسمة فقط في خمسينيات القرن الماضي.

وبعيداً عن العاصمة أبوظبي التي تتربّع على ثروة نفطية كبرى، فإنّ دبي تعتمد على تطوير الصناعات غير النفطية وتنويع الخدمات، وبينها خدمات الموانئ التي تقودها مجموعة "موانئ دبي العالمية" العملاقة والتي تدير موانئ في أنحاء مختلفة من العالم انطلاقاً من جبل علي.

أ ف ب