أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر، التي يتجاوز تعدادها أكثر من 100 مليون نسمة، تواجه تهديدا وجوديا ببناء كيان هائل على الشريان الذي يهب الحياة لمصر، في إشارة إقامة إثيوبيا سد النهضة على النيل الأزرق.

وأضاف شكري، في كلمة أمام جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس، لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبية، أن "هذا البناء ارتفع بجدار ضخم من الحديد والفولاذ بين ضفتي نهر عظيم وعريق، ملقيا بظلاله على مستقبل ومصير الشعب المصري ومع كل حجر في البناء يعلو سد النهضة الاثيوبي ليتسع خزانه ليضيق على شريان الحياة لملايين الأبرياء الذين يعيشون من بعد هذا السد على مجرى نهر النيل".

وعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، جلسة حول سد النهضة المثير للجدل الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل والذي يثير مشروع بنائه نزاعا مع القاهرة والخرطوم اللتين تخشيان تأثيره على مواردهما المائية.

وتعقد الجلسة بناء على طلب تقدّمت به تونس، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، باسم مصر والسودان وبحضور ممثلين لهما على المستوى الوزاري، وفق المصدر الدبلوماسي.

وقدّمت تونس لشركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو أديس أبابا إلى التوقّف عن ملء خزانّ سدّ النهضة، المشروع الكهرومائي الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل الأزرق ويثير نزاعاً بينها وبين دولتي المصبّ مصر والسودان.

وتشارك إثيوبيا في الجلسة على الرغم من معارضتها انعقادها.

وأكد الأردن، الأربعاء، أن الأمن المائي لمصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وأن الأردن يقف بالمطلق مع مصر والسودان في حماية حقوقهما، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.

وفي نهاية الأسبوع الماضي اعتبرت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس طوال تموز/يوليو، أن قدرات هذه الهيئة على إيجاد حل لهذا النزاع محدودة بما أن القضية في عهدة الاتحاد الإفريقي.

وصرّح السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيار للصحافيين "لا أعتقد أن مجلس الأمن قادر بنفسه على إيجاد حل لقضية السد"، وتابع "يمكننا أن نفتح الباب، وأن ندعو البلدان الثلاثة إلى الطاولة للتعبير عن مخاوفهم وتشجيعهم على العودة إلى المفاوضات من أجل إيجاد حل".

وفي الأسابيع الأخيرة طالبت مصر والسودان بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث قضية السد.

وجاء في رسالة وجّهها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى المجلس أن المفاوضات متعثّرة منذ نيسان/أبريل، متّهما إثيوبيا بنسف الجهد الجماعي المبذول من أجل التوصل لاتفاق.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاوات.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

وتؤكد إثيوبيا باستمرار عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد.

وتعتبر مصر التي يمثل نهر النيل 97% من مصادرها في المياه، السد تهديدا وجوديا لها، فيما تخشى الخرطوم أن يؤثر السد الإثيوبي على عمل سدودها.

أ ف ب + المملكة