أطلقت، هيئة الاستثمار، الاثنين، أول مؤتمر ومعرض استثماري افتراضي في الأردن تحت عنوان " تحفيز الاستثمار بالمئوية الثانية"، ضمن خطواتها في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المستهدفة من خلال استهداف مستثمرين محتملين.

واستعرض في جلسته الأولى بعنوان: "مستقبل الاستثمار وتطلعات ما بعد جائحة كورونا"، ميزات البيئة الاستثمارية في المملكة والتطورات التي شهدتها الجائحة بالإضافة إلى خطط الاستثمار في المئوية الثانية التي تهدف من خلالها لزيادة حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وجرى تسليط الضوء في هذه الجلسة من خلال المنظمات الدولية الشريكة على مساهمتهم بدعم الاقتصاد الوطني وخططه المستقبلية.

تحدث في هذه الجلسة كل من: رئيس هيئة الاستثمار بالوكالة فريدون حرتوقه، وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة بالوكالة حسن العمري، والمدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في البنك الأوروبي لإعمادة الإعمار والتنمية فيليب تير وورت، ومديرة وحدة الاستثمار في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية آنا نوفيك، ومدير الاستثمار والمشاريع في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أونكتاد جيمس زان.

وفي الجلسة الثانية، بعنوان "ترويج الفرص الاستثمارية والشراكة بين القطاع العام و الخاص"، أكدت العمل على أن تكون المملكة وجهة استثمارية رئيسية في المنطقة من خلال توفير مرافق لوجستية وبنية تحتية حديثة ومناسبة، بالإضافة إلى اهتمامها بتوفير كفاءات بشرية متعلمة ومدربة ، وحزمة من الفرص الاستثمارية ذات القيمة المضافة والمردود الاستثماري المجزي.

وتم خلال الجلسة إطلاق عدد من الفرص الاستثمارية المتنوعة من حيث المساحة،والموقع، وحجم الاستثمار خلال هذه الجلسة في مختلف القطاعات تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وجرى أيضا مناقشة المشاريع الاستثمارية المقترحة من وحدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مناقشة التزام الحكومة ببذل مزيد من الجهود في سبيل تشجيع القطاع الخاص على لعب دور أكبر في النشاط الاقتصادي العام.

الجلسة الثالثة من المؤتمر الافتراضي الأول بعنوان: "الشباب والابتكار وريادة الأعمال"، أبرزت الدعم الحكومي الكبير عبر السنوات الأخيرة في الأردن للمبادرات الخاصة بتمكين الشباب، وريادة الأعمال، والتحول الرقمي عبر تبني العديد من مبادرات التكنولوجيا المبتكرة. حيث تبرز بعض التساؤلات حول كيفية تأثير التوجهات الجديدة في مختلف القطاعات على مستقبل التكنولوجيا.

وسلطت الجلسة الضوء على المبادرات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز التحول الرقمي للاقتصاد ، ونشر ثقافة الريادة والابتكار بين الشباب ودعم مشاريعهم الإبداعية والمشاريع الناشئة.

أموال الضمان الاجتماعي

كما أكدت رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي خلود السقاف، أهمية دور القطاع الخاص في الاقتصاد المحلي في تحفيز النشاط الاقتصادي وخلق فرص العمل، مبينة أن صندوق الاستثمار يعمل كشريك مالي استراتيجي طويل الأجل للقطاع الخاص دون أية منافسة أو تقويض لدوره.

جاء ذلك خلال مشاركة السقاف، الاثنين، في أعمال مؤتمر الأردن الافتراضي للاستثمار بعنوان " تحفيز الاستثمار في المئوية الثانية" وقالت السقاف، في جلسة بعنوان "رأس المال من أجل النمو والوصول إلى التمويل"، إن دور صندوق الاستثمار يتمثل في توفير السيولة النقدية اللازمة لتغطية الالتزامات المستقبلية المترتبة على المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي. وأكدت أن الصندوق يعمل على تحقيق ذلك من خلال استثمارات مجدية مقبولة المخاطر في قطاعات اقتصادية متعددة وضمن أفضل الممارسات العالمية لصناديق التقاعد.

وعرضت السقاف عددا من قصص النجاح لاستثمارات مشتركة بين الصندوق والقطاع الخاص في العديد من القطاعات الحيوية ذات القيمة المضافة للاقتصاد الأردني مثل القطاع المصرفي، والتعدين، والاتصالات، والمناطق التنموية، والسياحة، والطاقة، والزراعة والسياحة.

وقالت إنه من خلال الاطلاع على تجارب العديد من صناديق التقاعد العالمية، يعمل الصندوق بشكل مستمر على تطوير أعماله وتوسيع استثماراته في العديد من المجالات وعلى أسس ربحية وضمن الفرص الاستثمارية المتاحة في الاقتصاد الأردني.

وأضافت السقاف أن هذه التجارب العالمية قد أثبتت حصافة إدارة الصندوق لاستثماراته المختلفة، وهو الأمر الذي يعكسه استمرار تحقيق الصندوق لنتائج مالية جيدة على الرغم من الظروف الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا.

وأشارت إلى أن استثمارات الصندوق كغيره من الصناديق التقاعدية تؤثر وتتأثر بالتطورات الاقتصادية والمالية في الاقتصاد الوطني، مؤكدة أن أي تحسن في أداء الاقتصاد الوطني وقيام مشاريع كبرى جديدة، سينعكس بالضرورة على أداء المحافظ الاستثمارية للصندوق، وربما يوفر أيضا فرصا مجدية للصندوق كمستثمر مالي للاستثمار فيها وبالشراكة مع مستثمرين من القطاع الخاص.

الاقتصاد الرقمي

وشارك وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة الاثنين في جلسة حول "الشباب والابتكار وريادة الاعمال"، ضمن فعاليات المؤتمر الاستثماري الافتراضي الأول وقال الهناندة خلال الجلسة، إن الحكومة ومن خلال وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة تقوم بالتركيز على دعم وتنمية المهارات الرقمية لدى الشباب الأردني، لافتا الى أن تزويدهم بالخبرات العملية والاستفادة من التقنيات الناشئة لتطوير حلول تقنية مبتكرة تعتبر من أهم الركائز التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها من خلال عدة برامج تشرف عليها الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص الذي يعتبر شريكًا رئيسيًا في عملية التحول الرقمي.

وأكد الاهتمام الحكومي بريادة الأعمال في الأردن ودعم بيئة الريادة والرياديين وأصحاب الشركات الناشئة من خلال العمل على العديد من المحاور، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل حالياً وبالتعاون مع الشركاء في قطاع ريادة الاعمال على تطوير "السياسة الوطنية لريادة الأعمال" لإعداد إطار واضح ومتكامل لدعم وتعزيز الريادة في الأردن بكافة جوانبها أو الوصول إلى الأسواق والتمويل وغيرها من مقومات بيئة الريادة الممكّنة.

وأضاف، مع استمرار الأردن في تعزيز النظام البيئي الداعم للابتكار، فقد نجح في جذب انتباه العديد من عمالقة شركات التكنولوجيا العالمية بتأسيس أعمالها في الأردن، حيث استفادت من موقع الأردن الاستراتيجي واتفاقيات التجارة الحرة.

وأشار الهناندة إلى أن الأردن استطاع أن يبني نظام بيئي يوفر عرضًا قوياً لكل من المستثمر والموظف والمستهلك، ويعزز بشكل كبير العناصر الأساسية لسهولة ممارسة الأعمال التجارية فيه، كما نسعى لتحسين كفاءة كل من البنية التحتية، والبيئة التشريعية والمهارات الرقمية للشباب في القطاع لتحقيق الهدف في بناء بيئة استثمارية قوية في الأردن، حيث يتم العمل على العديد من المشاريع بهذا الصدد.

وأطلع الهناندة المشاركين خلال الجلسة على ابرز البرامج والمشاريع التي تحرص الوزارة من خلالها على توفير فرص تدريب للشباب الأردني، لتطوير المهارات الرقمية المتوافقة مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، مثل البرنامج الوطني لتطوير مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي يهدف إلى تدريب الخريجين على أحدث المهارات المطلوبة في سوق العمل، و "مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف"، الذي أطلقته الحكومة بالتعاون مع البنك الدولي والذي يلتزم بتنمية مهارات 15 ألف شاب في جميع أنحاء الأردن في السنوات الخمس المقبلة ودمج تلك المهارات في مراحل تعليمية مختلفة لإعداد الشباب لوظائف المستقبل بالاعتماد على أحدث التقنيات.

ويوفر المؤتمر غرفا إلكترونية متعددة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة ضمن الفعالية وللحديث عن التفاصيل فيما يخص أي اهتمام بفرصة استثمارية (B2B).

ويركز على آلية استهداف المغترب الأردني في الخارج والتعاون معه خاصةً في ظل الدور الذي يلعبه المغترب الأردني الذي يمثل حلقة وصل بين المملكة ومختلف الدول الموجود فيها؛ مما يساهم في الترويج للمملكة والفرص الاستثمارية وزيادة التبادل التجاري واستقطاب استثمارات جديدة من خلال إقامة شراكات مع المستثمرين العرب والأجانب.

المملكة +بترا