تُختتم عروض الأفلام المنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان الفرنسي الجمعة، مع فيلم يدعو إلى ضبط الأسلحة غير المنضبطة وآخر يتمحور على الاضطراب ثنائي القطب، قبل أن تختلي لجنة التحكيم لاختيار الفائزين في الدورة الرابعة والسبعين من هذا الحدث السينمائي العريق.

لكن لا بدّ من أخذ مفاجآت اللحظة الأخيرة في كان في الحسبان. ففي العام 2019، خُلطت أوراق المسابقة في الأيام الأخيرة عندما فرض "باراسايت" للكوري الجنوبي بونغ جون-هو نفسه على حلبة المنافسة وحصد السعفة الذهبية في نهاية المطاف.

ومن المرتقب عرض فيلمين أخيرين الجمعة خلال المهرجان الذي شكل بعودته بارقة أمل لأوساط السينما العالمية وجرى من دون مشاكل تذكر بالرغم من الوضع الصحي. من شارون ستون إلى تيلدا سوينتون مرورا بمات دايمون، حضرت كوكبة من النجوم هذه الدورة التي عرضت فيها أفلام من أصقاع العالم كافة، من المغرب العربي إلى الصين.

والفيلم الأول المزمع عرضه الجمعة في إطار المنافسة هو "نترام" حول مسألة ضبط الأسلحة النارية. وهو يستعيد حادثة إطلاق نار في أستراليا أودت بحياة 35 شخصا سنة 1996 من خلال التركيز على شخصية القاتل.

وأثار هذا العمل، وهو من إخراج جاستن كورزيل وبطولة مايكل فاسبندر وماريون كوتيار، جدلا في أوساط عائلات الضحايا.

أما الفيلم الثاني والأخير، فهو مشروع خاص جدا للسينمائي البلجيكي جواكيم لافوس بعنوان "ليزانتراكيل" مستوحى من تجربة شخصية حول عائلة ينهكها مرض الأب (داميان بونار) المصاب بالاضطراب ثنائي القطب وتجدّ الأم (ليلى بختي) لتبقي ابنهما بعيدا من هذه المعاناة.

مجرّد تكهنات

في نظر النقاد، يتمايز فيلم واحد عن بقية منافسيه هو "درايف ماي كار" للياباني ريوسوكي هاماغوشي. ويروي هذا الفيلم الطويل ذو الجمالية المبهرة والمقتبس من رواية لهاروكي موراكامي قصّة شخصين يواجهان ماضيهما.

غير أن أفلاماً أخرى برزت أيضا في المسابقة مثل الفيلم الافتتاحي "أنيت" لليوس كاراكس و"ريد روكيت" لشون بايكر.

وقد تكون السعفة الذهبية من نصيب امرأة هذه السنة، وذلك للمرة الثانية فقط في تاريخ المهرجان. فجوليا دوكورنو، المخرجة الأصغر سنا في هذه الدورة، لم تلق استحسان النقاد مع عملها "تيتان" لكنها أثارت إعجاب الجمهور. ولا بدّ أيضا من حسب حساب للمخرجة المجرية إلديكو إنييدي مع فيلمها "ذي ستوري أوف ماي وايف" حول قصة حبّ من بطولة ليا سيدو.

غير أن هذه التحليلات تبقى مجرّد تكهنات ومن غير المعلوم ما ستؤول إليه مداولات لجنة التحكيم التي يرأسها هذه السنة المخرج الأميركي سبايك لي، وهو أول سينمائي أسود يتولى هذه المهام في كان. وتضمّ اللجنة مروحة واسعة من الفنانين، مثل المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا والمغنية الفرنسية ميلان فارمر.

وكان سبايك لي صرّح في أول أيام المهرجان "لن أكون ديكتاتورا وسأتحلى بحس ديموقراطي ... لكن إلى حدّ ما، فإذا ما تعيّن عليّ البتّ في نتيجة متساوية، سأقوم بذلك. وسوف نمضي أوقاتاً طيّبة".

أ ف ب