اعتبر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الجمعة، أن أعمال العنف الدموية التي تهز البلاد "مدبرة وقام أشخاص بالتخطيط لها"، في وقت ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 212 قتيلا خلال أسبوع.

وقالت وزيرة شؤون الرئاسة خومبودزو نتشافيني في المؤتمر الصحفي اليومي للحكومة، إن الوضع "يعود بشكل تدريجي إلى طبيعته"، مشيرة إلى عدم الإبلاغ عن حوادث في منطقة جوهانسبرغ، مقابل ما يقرب من 1500 حادثة من مختلف الأنواع في منطقة الزولو (شرق) في آخر 24 ساعة.

وأجرى الرئيس رامافوزا زيارة ميدانية لأول مرة منذ بداية الاضطرابات، وقال من مدينة ديربان الساحلية في كوازولو ناتال إنه ستتم ملاحقة المسؤولين عن إثارة العنف.

وأضاف الرئيس "توصّلنا إلى تحديد عددهم، لن نسمح بالفوضى" في البلاد، في وقت تجري الشرطة تحقيقات تطال 12 شخصا بشبهة تدبير أعمال العنف الأخيرة.

وجاءت تصريحات الرئيس غداة إعلان الحكومة على لسان خومبودزو نتشافيني "توقيف أحد هؤلاء الأشخاص، وتشديد المراقبة على الـ11 الآخرين"، منددة بـ"تخريب اقتصادي".

وكانت أولى الحوادث سجّلت الأسبوع الماضي إثر حبس الرئيس السابق جاكوب زوما الذي حكم عليه بالسجن 15 شهرا لإدانته بتحقير القضاء.

وتخّوف مسؤولون صحيون في جنوب إفريقيا من أن تؤدي التجمّعات الحاشدة التي تشهدها البلاد لنهب محال تجارية إلى طفرة في الإصابات بكورونا، وذلك غداة تحذير مماثل أصدره مسؤولون في منظمة الصحة العالمية.

وتشهد البلاد موجة تفش ثالثة لفيروس كورونا، ومعدّل وفيات مرتفعا، بسبب انتشار المتحورة "دلتا" الأسرع تفشيا.

قال رامافوزا إن التدمير "يعيدنا إلى الوراء على صعيد التعافي الاقتصادي"، معتبرا أن هذه الأزمة هي الأسوأ في البلاد منذ انتقالها إلى الديمقراطية بعد إنهاء نظام الفصل العنصري.

هدوء هش

وأضاف الرئيس "كان يجب أن نتصرف بشكل أفضل، لكن الأوضاع داهمتنا"، بعد انتقادات طاولت إدارة الحكومة لهذه الأزمة.

وتابع "لكن الأوضاع كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير" لو لم تكن قوات الأمن جاهزة للتحرك.

وتعهّد نشر ما يصل إلى 25 ألف جندي قريبا لتدعيم الهدوء الهشّ، أي أكثر بعشرة أضعاف مقارنة بمطلع الأسبوع.

ووفق أحدث حصيلة، تم توقيف أكثر من 2500 شخص إلى الآن.

وطلبت وزيرة الزراعة ثوكو ديديزا من مواطنيها ألا يشعروا بالذعر من خلال الاندفاع إلى المتاجر خوفا من نقص السلع، وقالت "لدينا احتياطيات غذائية كافية في البلاد".

لكن سكان ديربان الذين ينتظرون في طوابير طويلة أمام المتاجر، تحدثوا عن نقص في الخبز على وجه الخصوص.

في خضم الشتاء القارس في جوهانسبرغ، واصل كثيرون أعمال التنظيف والإصلاح للإسراع بالعودة إلى الحياة الطبيعية. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الأضرار كبيرة ولم يتم تأمين سوى عدد قليل من التجار الذين تعرضت محالهم للتخريب.

ولا تزال الأعصاب مشدودة في منطقة كوازولو ناتال، لا سيما بمدينة فينيكس قرب ديربان، في سياق توتر عرقي.

واتهم مواطنون من أصل هندي بقتل عشرين لصا مزعوما جميعهم من السود.

أ ف ب