أوقدت لاعبة كرة المضرب اليابانية نعومي أوساكا المرجل الأولمبي لتعطي إشارة بدء أولمبياد طوكيو 2020 رسميا خلال حفل افتتاح بسيط طغى عليه وباء كورونا لكن تم الاحتفاء به كلحظة أمل للعالم الجمعة.

وشكر منظمو الأولمبياد العاملين بالقطاع الصحي بينما أخفى الرياضيون من جميع أنحاء العالم ابتساماتهم خلف الكمامات لأول مرة في استاد فارغ تقريبا.

وحضر أقل من ألف شخص حفل الافتتاح الذي عادة ما يكون عرضا مليئا بنجوم الرياضة ويعجّ بالمشاهير وفرضت إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي ورفعت لافتات تطالب الجماهير "بالتحلي بالهدوء حول الاستاد".

وبعد نقل الشعلة من أساطير البيسبول إلى أطفال تسلمتها أوساكا وصعدت سلما وأوقدت المرجل ثم أضاءت الألعاب النارية السماء.

وشارك رياضي ورياضية في حمل الأعلام لكل دولة لأول مرة في الأولمبياد بينما ظهر وفدا قرغيزستان وطاجيكستان وحاملا علم باكستان بدون كمامات في تناقض غريب مع غالبية الدول التي التزمت بالبروتوكولات الصحية في مسيرة الفرق.

لكن الحفل شهد تجمعا عالميا لأول مرة منذ بداية الجائحة لينطلق أكبر حدث رياضي عالمي مع توقع جمهور يصل إلى مئات الملايين عبر شاشات التلفزيون.

وصفقت سيدة الولايات المتحدة الأولى جيل بايدن للفريق الأميركي وكذلك شجع رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون فريقه في أثناء العرض.

حلقات أولمبية

وحُملت حلقات خشبية عملاقة على منصة على ضوء مصابيح ورقية وهي مصنوعة من أخشاب أشجار نمت من البذور التي حملها الرياضيون من الدول المشاركة في أولمبياد 1964.

وكانت اليابان تأمل أن تسير الألعاب الحالية على نهج أولمبياد طوكيو 1964، والتي كانت بمثابة عودة للبلاد إلى المسرح العالمي بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، لكنها كانت تحاول هذه المرة إظهار تعافيها من زلزال وموجات مد عاتية (تسونامي) وأزمة نووية تعرضت لها في 2011.

وسارت أعداد صغيرة، تقريبا 20 من كل دولة، في مسيرة الفرق وغادرت سريعا لتجنب العدوى.

وحاولت الوفود بذل أقصى جهد للاستمتاع بالأجواء مثل فريق أوغندا بأزيائه التقليدية البراقة مع أداء بعض الرقصات بينما قفز الوفد الأرجنتيني بحماس عند دخوله.

أولمبياد بلا جماهير

وبعد تأجيلها لمدة عام اضطر المنظمون إلى اتخاذ خطوة لا سابق لها بإقامة الألعاب بدون جماهير حيث يستمر الوباء بحصد الأرواح في جميع أنحاء العالم.

وأقيم الحفل بدون تصميم للرقصات الجماعية المعتادة والمنصات الضخمة ووفرة الراقصين والممثلين والأضواء المرتبطة بالاحتفالات الماضية.

ولخص الفيديو الافتتاحي في الحفل مسار طوكيو إلى الألعاب والتحديات التي واجهها العالم منذ اختيار العاصمة اليابانية لاستضافة الحدث في 2013.

وأظهر الفيديو في 2020 كيف ضربت جائحة فيروس كورونا العالم وتسببت إجراءات العزل العام بقرار لا سابق له بتأجيل الأولمبياد قبل أربعة أشهر فقط من حفل الافتتاح والتقلبات والغموض في استعدادات الرياضيين في العزل.

تأثير الوباء

ودخل إمبراطور اليابان ناروهيتو وتوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الاستاد وانحنى كل منهما للآخر مع ارتداء قناع الوجه قبل الجلوس مع الحفاظ على مسافة التباعد.

وقال باخ في خطابه "هذه لحظة أمل. نعم كل شيء مختلف جدا كما تخيلناه جميعا لكن في النهاية نحن معا".

وأضاف "تتعثر وتثابر ولا تستسلم أبدا واليوم تحول الحلم الأولمبي إلى حقيقة".

وعلى عكس جده الذي افتتح أولمبياد 1964 بكلمة يابانية تعني "تهانينا" اختار ناروهيتو كلمة أكثر حيادا باليابانية وهي أقرب إلى "إحياء ذكرى".

وحضر 15 من قادة العالم فقط فيما شهد الحفل غياب شخصيات رفيعة المستوى مثل شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق، الذي لعب دورا أساسيا في الفوز بتنظيم الألعاب.

وغاب عدد من كبار الرعاة والقادة الاقتصاديين مما يسلط الضوء على المعارضة القوية للحدث في اليابان المنهكة من فيروس كورونا.

ورفع مئات المحتجين لافتات تحمل شعار "الأرواح فوق الأولمبياد" حول الاستاد وهتف البعض "أوقفوا الأولمبياد".

وحصل ثلث اليابانيين فقط على جرعة واحدة من لقاح فيروس كورونا، مما أثار مخاوف من أن تسهم الألعاب في تفشي الفيروس. وأُعلن عن إصابة أكثر من 100 شخص بالفعل من المشاركين في الأولمبياد بفيروس كورونا.

وتعرضت الألعاب الأولمبية لسلسلة من الفضائح في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك استقالة الرئيس السابق للجنة المنظمة وكذلك رئيسها الإبداعي، بسبب تعليقات مهينة بشأن السيدات.

الخميس أقيل مخرج حفل الافتتاح بسبب النكات التي أطلقها سابقا عن المحارق النازية (الهولوكوست)، بينما أُجبر مؤلف موسيقا حفل الافتتاح على الاستقالة بعد ظهور تقارير إعلامية قديمة عن تنمره على زملائه المعاقين.

وتستمر الألعاب حتى الثامن من أغسطس/آب المقبل.

ومن المتوقع أن يتنافس نحو 11 ألف رياضي من 204 لجان أولمبية وطنية، إلى جانب فريق اللاجئين الذي يشارك تحت العلم الأولمبي.

صور من إيقاد الشعلة الأولمبية في حفل افتتاح أولمبياد طوكيو. (رويترز)


رويترز