تشهد أحراج منطقة القبيات شمال لبنان حريقاً ضخما، الأربعاء، ولم تنجح المحاولات بإخماد الحريق الذي يهدد المنازل المحيطة بالمنطقة، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وحصد الحريق عشرات آلاف الأشجار الصنوبرية الدهرية المعمرة والغطاء النباتي وصفته الوكالة الرسمية بأنها "أكبر كارثة بيئية" لهذا العام، وأتت على موائل الطيور والحيوانات وخربت ممتلكات وعزلت منازل وتسببت بمقتل فتى بعمر 15 سنة ابن بلدة كفرتون، وهو يحاول إخماد النيران. 

وأصيب كذلك، أكثر من 23 شخصا "تمت معالجتهم وأُسعفوا ونقلوا إلى المستشفيات للمعالجة من قبل غرفة عمليات الصليب الأحمر اللبناني". والحريق الذي أتى على غابة الصنوبر التاريخية بين عدة حرائق نشبت في مناطق عدة بشمال البلاد. 

وقال رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو إن "أحراج منطقة القبيات تشهد أضخم حريق، ولم تتمكن كل المحاولات من إخماده، على الرغم من تدخل الجيش اللبناني ومؤازرة الدفاع المدني وظهور طيران إطفاء في سماء المنطقة واستنفار الأهالي ووضع كافة إمكاناتهم".

وأشار عبدو إلى إنقاذ 17 شخصا، لكنه قال الآلات المستخدمة في الإطفاء "لا تلبي الواقع". وطالب بالاستعانة بطائرات إطفاء إضافية.

وتمكن الجيش اللبناني من إجلاء وإخلاء أشخاص احتجزوا بسياراتهم بفعل الحريق على طريق عام القبيات – الرويمة.

وامتدت النيران الى بلدة البستان في جرود الهرمل وإلى الجبل المقابل في الأراضي السورية، بعدما أتت النيران على معظم غابات الصنوبر واللزاب في بلدة الرويمة، فيما تعيق سرعة الرياح أعمال الإطفاء التي تقوم بها فرق الدفاع المدني والهيئة الصحية، وتقترب النيران من المناطق السكنية.

وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اتصالا بنائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، لطلب مساعدة عاجلة من قبرص لإرسال طائرات متخصصة بإخماد الحرائق.

وتمكنت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني من إجلاء وإسعاف 17 شخصا أصيبوا بحالات اختناق في منازلهم، في محيط الحريق في أحراج بلدة القبيات.

وتشارك طوافات الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني ومتطوعين من القبيات ومختلف المناطق العكارية، في عملية إخماد النار التي توسعت باتجاه مساحات جديدة من منطقة جبل أكروم، لكن سرعة الرياح كانت تحول دون التمكن من إخماد الحريق.

وقال هادي حبيش نائب المنطقة في اتصال مع قناة الجديد التلفزيونية المحلية "الحريق حصل في أكثر المناطق الحرجية ووصل إلى مكان قريب من البيوت وأكمل على منطقة حرجية كبيرة أيضا في المقلب الثاني من الجبل. للأسف الهواء القوي ساعد على انتقال الحريق بشكل كبير جدا".

وقال رئيس مجلس البيئة وحماية التراث في القبيات انطوان ضاهر لوسائل إعلام محلية "تم إخلاء البيوت المجاورة ... في غضون ساعتين كان الحريق قد امتد إلى مساحات شاسعة. هذه أول مرة نشهد حريقا يبدأ كبيرا، وهذا ما يجعلنا نظن أنه مفتعل".

المملكة + رويترز