أجرى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الثلاثاء، مباحثات رسمية مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، والوفد المرافق له، تناولت سبل تعزيز العلاقات الأردنية العراقية والبناء عليها بمختلف المجالات، إضافة إلى مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة وتعزيز العمل البرلماني المشترك.

وقال الفايز، "إننا في الأردن نفخر بالمستوى الرفيع، الذي وصلت إليه العلاقات بين بلدينا بمختلف المجالات، فعلاقاتنا تاريخية متينة وراسخة، وتقوم على الاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالح شعبينا، ويعزز العمل العربي المشترك، وإننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، نحرص دومًا على تطوير علاقتنا الثنائية والبناء عليها لتكون إنموذجًا في العمل العربي المشترك".

وأشار، إلى "أهمية زيادة التعاون، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية"، مؤكدًا "ضرورة إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين، خاصة في الحرب على قوى الارهاب والتطرف".

وأكد أن "الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يؤمن بأن أمن العراق واستقراره مصلحة أردنية، ونرفض التدخل في شؤونه، ونقف على مسافة واحدة من مختلف مكونات الشعب العراقي، ونحرص على وحدة أراضيه، والأردن وبتوجيهات من جلالة الملك يضع إمكانياته وقدراته، في خدمة العراق من أجل عودة الأمن والاستقرار له".

"الظروف الدقيقة، التي تمر بها أمتنا العربية والمنطقة، تحتم علينا تعزيز وحدتنا، لمواجهة التحديات والأخطار، التي تحيط بنا، فالوحدة والتلاحم العربي هو السبيل الوحيد لحل مختلف الصعاب التي تواجهنا"، وفقا للفايز.

واعتبر الفايز، أن "القمة الثلاثية الأردنية العراقية المصرية الرابعة، التي استضافتها بغداد مؤخرًا، وشارك بها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خطوة متقدمة في إطار تعزيز العمل العربي المشترك".

وأضاف، أن "تلك القمة وما سبقها تشكل عنوانًا للتقارب، وخطوة إيجابية على طريق التعاون العربي، وتعزيز علاقات الشراكة بمختلف المجالات، بما يمكننا التغلب على مختلف تحدياتنا، وهي تؤكد على الرغبة الأكيدة لدى الدول الشقيقة الثلاث، في العمل على زيادة آليات التنسيق والارتقاء بالجهود المشتركة، سعيا لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم".

ودعا، إلى زيادة التعاون الاقتصادي، وتوسيع وتعزيز الاستثمارات المشتركة،  والإسراع في مد أنبوب النفط  لما فيه مصلحة الطرفين، والعمل على إعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية البينية إلى سابق عهدها، وبمستوى العلاقات الأخوية بين البلدين.

ومضى الفايز قائلًا: "حتى تكون أمتنا العربية، ذات قوة اقتصادية وسياسية، علينا التوجه إلى بناء اتحاد اقتصادي عربي، وسبق أن دعوت بضرورة عقد مؤتمر اقتصادي عرب، يكون موازيا  لمؤتمر القمه العربية السياسية، يشارك فيه رجال الأعمال، وممثلين عن غرف الصناعة والتجارة، بهدف العمل على تشكيل نواة للاتحاد الاقتصادي العربي، وطالبت بان يتبنى الاتحاد البرلماني العربي المقترح، فلا يمكن لأمتنا أن تكون قوة سياسية على الساحة الدولية إلا بالتكامل الاقتصادي".

وبخصوص ما يجري في المنطقة، جدد الفايز دعوات الأردن للمجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته الاخلاقية والإنسانية، بالعمل على إنهاء الأزمة السورية، وحل القضية الفلسطينية، من أجل تمكين شعوب المنطقة، من العيش بأمن واستقرار.

كما جدد تأكيد الأردن على أن حل الصراعات كافة في المنطقة، أساسه حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا، ووفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وبما يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال الفايز "إننا في مجلس الأعيان نؤكد أيضًا على ضرورة إدامة التنسيق والتشاور بين بلدينا ومجلسينا، وتعزيز علاقاتنا البرلمانية بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويوحد مواقفنا حول مختلف القضايا  ذات الاهتمام المشترك، في مختلف المحافل البرلمانية الدولية".

رئيس مجلس النواب العراقي الحلبوسي، قال إنّ العراق يثمن ويقدر مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم ومساندة العراق ومواقفه ولا سيما في محاربته ضد قوى الإرهاب واستعادة أمنة على الأراضي العراقية كافة.

وأكد أن أهمية المضي قدمًا في تنفيذ مخرجات القمة الثلاثية، التي عقدت على مستوى قادة الدول، وتهيئة بالبيئة التشريعية عبر البرلمانات والأدوات اللازمة من خلال السلطات التنفيذية لترجمة الاتفاقيات الموقعة على أرض الواقع.

وأشار الحلبوسي إلى أهمية تعزيز العلاقات القائمة والبناء عليها في اتجاهين متوازيين، هما الاقتصاد والأمن، وذلك عبر استثمار ما يوفره كلا البدين من إمكانيات وموارد طبيعية وبشرية في النهوض بالواقع الاقتصادي من خلال تذليل العقبات وتخطي جميع التحديات الراهنة. 

وذكرت أن بلاده كانت ومازالت تشكل البوابة الشرقية للأمة العربية، وأن بلاده حريصة على فتح آفاق التعاون مع الأردن عبر سلسلة من الإجراءات التنفيذية، التي من شأنها أن تعود بالنفع على شعبي البدين.

ولفت الحلبوسي إلى أن هناك إجماعًا من مختلف مكونات الشعب العراقي وقواه السياسية والحزبية بأهمية العلاقة مع الأردن والحفاظ عليها ولا سيما أن الأردن، الذي كان دائمًا الجهة المساندة للعراق بمختلف المراحل، يمثل بعدًا استراتيجيًا للعراق وأمنه واستقراره.

وأضاف أن هناك أهمية كبرى لاسيما في الوقت الراهن على استمرار التواصل والتنسيق المشترك على المستويات كافة، وذلك عبر تكثيف اللقاءات والزيارات الثنائية المتبادلة، من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة حيال أبرز القضايا، وعلى رأسها التشريعية والاستثمارية والاقتصادية.

وحضر اللقاء، النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان العين رجائي المعشر، ومساعدا الرئيس كل من العين علياء بوران والعين مفلح الرحيمي، إلى جانب رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين العين ناصر اللوزي، ورئيس لجنة فلسطين العين نايف القاضي.

وتحدث الحضور من الجانب الأردني حوّل أهمية ترجمة الانسجام السياسي والرؤية المشتركة بين البدين في السير قدمًا نحو تعاون اقتصادي أكبر يمنح فرصة الاستفادة من إمكانيات وقدرات كلا البلدين الشقيقين.

وحضر من الجانب العراقي كل من النواب: ريبوار هادي عبد الرحمن، محمد علي حسين، لطيف مصطفى أحمد، بيداء خضر بهنام، رزاق محيبس عجمي، يوسف محمد صادق، ليلى مهدي عبد الحسين، زيتون حسن مراد، إضافة إلى السفير العراقي في عمّان حيدر العذاري.

وأجمع الوفد البرلماني العراقي على البعد المهم والاستراتيجي لعلاقة بلادهم مع الأردن، التي تجمعها مع العراق علاقات متجذرة أصيلة، على مختلف المستويات القيادية والحكومية والشعبية، مشيرين أيضًا إلى الترابط القوي بين شعبي البلدين.