شهدت حركة التجارة الثنائية بين الأردن والصين انتعاشا ملحوظا في هذا العام عكسته الزيادة السنوية بنسبة 21.4% لتصل إلى 2.004 مليار دولار في النصف الأول من العام، وبلغت الصادرات الأردنية إلى الصين 235 مليون دولار بزيادة سنوية تقدر نسبتها بــ 14.1%.

وقال السفير الصيني في عمّان تشن تشوانغ دونغ، إن "التجارة الثنائية بين الصين والأردن انتعشت خلال العام الحالي بالرغم من تفشي وباء كورونا، وعدم انتعاش الطلب، وارتفاع تكاليف الشحن على نطاق عالمي".

وأضاف، أن "حجم التجارة الثنائية بين البلدين سجل رقمًا قياسيا في عام 2019 بلغ 4.11 مليار دولار، ونتيجة لتأثره بوباء كورونا انخفض في عام 2020 إلى 3.61 مليار دولار بنسبة 12.08%، وعانت صادرات الأردن إلى الصين من خسارة طفيفة في أعقاب كورونا بلغت 426 مليون دولار بانخفاض سنوي قدره 1.92%".

وأشار إلى أن الصين البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة تعد من أكثر الأسواق الكبيرة الواعدة في العالم، مقدرا حجم الواردات التراكمية للسلع في السنوات العشر المقبلة بأكثر من 22 تريليون دولار.

وأكّد أن التعاون الاقتصادي والتجاري جزء لا يتجزأ من العلاقات الصينية الأردنية، وقوة دافعة مهمة في ظل امتلاك الأردن موقعا استراتيجيا وبوابة حيوية للتجارة في الشرق الأوسط منذ العصور القديمة، وواحة استقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن اقتصادات الصين والأردن تكاملية إلى حد كبير مع إمكانات هائلة للتعاون، وشهدت تطورات سريعة في السنوات الأخيرة حتى أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن، وثاني أكبر مصدر للواردات، فيما تستثمر الشركات الصينية في الأردن، وتنفذ مشاريع هندسية واسعة النطاق.

وأوضح أن التجارة الثنائية بين البلدين تأثرت بشكل كبير في المرحلة المبكرة من تفشي الوباء في عام 2020، وواجهت التبادلات الاقتصادية والتجارية الثنائية صعوبات كبيرة؛ مما أدى إلى انكماش اقتصادي عالمي وتقلص الاستهلاك، إلى جانب انخفاض التنقل البشري؛ بسبب قيود السفر الدولية، مما أدى إلى تفاقم التحديات.

وبين أنه وفقًا للنشرة الإحصائية لعام 2019 بشأن الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني الصادر عن الحكومة الصينية، زاد تدفق ومخزون الاستثمار الصيني المباشر في الأردن بشكل كبير مقارنة مع المستوى الذي كان عليه قبل 10 سنوات في عام 2018، وصل تدفق الاستثمار الصيني المباشر إلى الأردن لمستوى قياسي بلغ نحو 85.62 مليون دولار.

وقال، إن الحكومة الصينية ترحب بمزيد من الشركات الأردنية للاستثمار، والقيام بأعمال تجارية في الصين، وفي الوقت نفسه تشجيع الشركات الصينية المختصة على الاستثمار في الأردن، وزيادة الاستثمار ثنائي الاتجاه، مؤملا أن يواصل الجانب الأردني توفير بيئة أعمال ناجحة وشفافة.

وحول أهمية مبادرة "الحزام والطريق"، قال، إن الرئيس شي جين بينغ اقترح مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 بفضل المشاركة الواسعة والجهود المشتركة لجميع الأطراف، وتحولت هذه المبادرة المهمة إلى التطبيق؛ فحققت نتائج إيجابية وتقدمًا، وجلبت فرصًا ضخمة ومكاسب لدول حول العالم. وأشار إلى تجاوز حجم التجارة التراكمي بين الصين وشركاء مبادرة الحزام والطريق 9.2 تريليون دولار، وكذلك تجاوز الاستثمار التراكمي المباشر للشركات الصينية في الدول الشريكة 130 مليار دولار.

وأشار تقرير للبنك الدولي حول التنفيذ الكامل لمبادرة الحزام والطريق بأنه سيزيد من حجم التجارة العالمية والدخل العالمي بنسبة 6.2%، و2.9% على التوالي بحلول عام 2030، متوقعا التقرير انتشال 7.6 مليون شخص حول العالم من الفقر المدقع، و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.

ووفقًا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية في النصف الأول من العام الحالي، بلغت تجارة السلع بين الصين وشركاء الحزام والطريق 5.35 تريليون يوان، بزيادة سنوية مقدرها 27.5%، وبلغ الاستثمار المباشر غير المالي 62 مليار يوان بزيادة 8.6%، مما رفع إجمالي الاستثمار الأجنبي الوطني إلى 17.8%.

وبين أن الصين تقدر المشاركة النشطة للأردن في مبادرة "الحزام والطريق"وهي مستعدة للعمل مع الأردن من أجل التطوير المستمر عالي الجودة للمبادرة، وتحسين مواءمة استراتيجيات التنمية في البلدين، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري الاقتصادي، وزيادة مستوى الاتصال وإطلاق المزيد من مشاريع التعاون لمساعدة الأردن في التغلب على الوباء، وإنعاش الاقتصاد وتحسين معيشة الناس ورفاههم.

وقال، إن الأردن بلد ذو مكانة فريدة ونفوذ مهم في الشرق الأوسط، وتعتبره الصين شريكًا رئيسا في المنطقة ومستعدة للعمل معه ومع الدول الشقيقة العربية الأخرى، مستفيدة من القمة الصينية العربية الأولى المقرر عقدها في عام 2022 لتعزيز التعاون في مبادرة الحزام والطريق والعمل معًا للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ودعم العدالة وتعزيز التنمية المشتركة.

بترا