قال الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، الأحد، إن "مستقبل أفغانستان ما زال غير واضح بعد عودة حركة طالبان وفرض سيطرتها على الدولة"، مشيرا إلى أن طالبان هي القوة المسلحة في أفغانستان.

وأضاف، الإبراهيمي، وهو وزير خارجية سابق ومبعوث خاص سابق لدى الأمم المتحدة، خلال لقاء حواري عن بُعد أقامه معهد الإعلام الأردني، أن "الأوضاع الحالية صعبة جدا على الشعب الأفغاني، وهو بأشد الحاجة إلى مساعدات غذائية بشكل رئيسي كون البلاد عانت من الجفاف".

وأكّد الإبراهيمي أن "أفغانستان الآن باتت مختلفة كليا عن السابق من جميع النواحي، وأصبح بها خدمات أساسية من تعليم وكهرباء في بعض المدن".

"المرأة الأفغانية أصبحت إلى حد ما كما في بلادنا تتعلم وتعمل، وهي في قلب الحياة الاجتماعية هناك، وطالبان قالت إنها غيرت مواقفها في العديد من النواحي، ومنها في التعامل مع المرأة"، بحسب الإبراهيمي.

وبشأن الولايات المتحدة، أوضح أنها "ذهبت إلى أفغانستان بعد تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر 2001، إلى أن هجوم القاعدة عليها جاء من أجل الانتقام والبحث عمن هاجموها داخليا وأشعلوا فيما بينها حربا أهلية".

وتابع: "كان تسليم أسامة بن لادن مطلبا أساسيا للولايات المتحدة وهو ما رفضته القاعدة كليا، وبعد 10 سنوات تمكنت الولايات المتحدة من قتل ابن لادن واعتبرت أنها حققت جزءاً كبيراً من هدفها في أفغانستان".

ولفت الإبراهيمي النظر إلى أن سيطرة طالبان خلال أيام على كابل وبقية مدن أفغانستان أحرج الولايات المتحدة التي كانت تتوقع صمود الحكومة لأكثر من 6 أشهر، مضيفا أن "طالبان حركة مهمة لكنها لم تهزم الولايات المتحدة عسكرياً كما هو متداول".

وأعلن الإبراهيمي أنه سيتكلم بموضوع أفغانستان في مجلس الأمن في 7 أيلول/ سبتمبر المقبل، كونه عضوا في مجلس الحكماء في المجلس، كما سيتحدث عن القضية الفلسطينية.

"باكستان، الصين، إيران هذه الدول المجاورة لأفغانستان، إضافة للهند رغم عدم وجود حدود معها، هذه الـ 4 دول تؤثر تأثيرا كبيرا وأساسيا بوجود حرب أو سلام في أفغانستان"، بحسب الدبلوماسي الجزائري، مؤكدا أن على المجتمع الدولي تركيز العمل بأن "ينصب بالحديث مع هذه الـ 4 دول حتى تختار السلام وليس الحرب داخل أفغانستان".

"الولايات المتحدة خلقت جيشا أفغانيا مرتبطا بالكامل بجيشها، لذلك عندما انسحبت قوات واشنطن انسحب معهم هؤلاء، حتى أن بعض رواتب الجيش الأفغاني كانت من الجانب الأميركي"، بحسب الإبراهيمي.

وأشار إلى أن الانسحاب الأميركي "بدأ منذ تولي أوباما الحكم واستمر حتى يومنا هذا، والجيش الأميركي لم يترك أسلحته خلفه بعد الانسحاب، وهذا بالأصل سلاح للجيش الأفغاني.

وذكر أن "موقف الصين حذر ومسؤول لأبعد الحدود بشأن أفغانستان وهناك مصالح اقتصادية مشتركة معها"، متوقعاً أن تلعب الصين دوراً إيجابياً في المرحلة المقبلة.

المملكة