يقطن نحو نصف سكان مخيم جرش، البالغ عددهم 30 ألفا، داخل منازل بنيت من الطوب مسقوفة بألواح "زينكو"، حيث لا يتجاوز مساحة السكن فيها 100 متر مربع، بحسب رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عبدالكريم العابد.

وقال العابد لـ "المملكة"، إن "منازل المخيم متقاربة إلى درجة كبيرة من بعضها، وبعضها متلاصق"، موضحا أن "النصف الآخر من منازل المخيم، البالغ مساحته 750 ألف متر مربع، جرى سقفها بالإسمنت بجهد ذاتي من أبناء المخيم".

تأسس مخيم جرش للاجئين، الذي يقع على بعد 5 كيلومترات من الآثار الرومانية الشهيرة في مدينة جرش، في عام 1968 كمخيم طوارئ بهدف إيواء لاجئين فلسطينيين ونازحين غادروا قطاع غزة نتيجة الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، حيث يعرف المخيم محليا باسم "مخيم غزة".

أحمد طعيمة، متزوج وحاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال، قال إنه "يقطن في منزل مبني من الطوب ومسقوف بالزينكو، ما يجعل حرارة البيت مرتفعة في الصيف وباردة في الشتاء"، موضحا أن "سقف المنزل لا يحميهم من مياه الأمطار".

وطالب طعيمة بتوفير مساحة متنفس للعب داخل المخيم ليستطيع  أبنائه اللعب ومساحات للمسير داخل المخيم".

وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإن "أكثر من 24,000 لاجئ مسجل فيها من مخيم جرش، حيث يضم المخيم 4 مدارس في مبنيين يعملان بنظام الفترتين، مركز توزيع أغذية واحد، مركز صحي واحد، مركز تأهيل مجتمعي واحد، مركز واحد للبرامج النسائية، ومكتب تطوير للمخيم.

وقالت أونروا، إن "العديد من سكان المخيم استبدلوا المساكن الجاهزة بمساكن اسمنتية أكثر متانة. ولا تزال العديد من الأسقف مبنية من ألواح الزنك والإسبست والتي يمكن أن تسبب بعض الأمراض".

وأشار العابد إلى عدم وجود "حدائق عامة أو مساحات داخل المخيم يستطيع الأطفال من خلالها اللعب فيه، حيث يلجأ الأهالي لاصطحاب أطفالهم إلى مسافات بعيدة أو اللعب في شوارع عامة، ما يعرض حياتهم للخطر".

وأضاف أنه "جرى استملاك أرض مساحتها 5 دونمات خارج حدود المخيم، لإقامة حديقة عامة وسيتم تزويدها بالألعاب للأطفال، حيث سيتم مباشرة العمل فيها قريبا"، موضحا أن "الأراضي المقام عليها المخيم مملوكة لمواطنين أردنيين جرى استئجارها بأسعار رمزية".

ولفت العابد النظر إلى أن "معظم سكان المخيم عمال مياومة في مزارع أو أعمال أخرى كالإنشاءات"، موضحا أن "جائحة كورونا تركت آثارا اقتصادية كبيرة داخل المخيم بسبب العمل بالمياومة، ولأن الاكتظاظ فيه يشكل تحديا كبيرا"، معتقدا أن "أغلب سكان مخيم جرش ربما قد أصيبوا وتعافوا من الفيروس من دون علمهم".

وتابع أن "أبرز التحديات التي تواجه سكان مخيم جرش حاليا هي الاكتظاظ وعدم توفر شروط السلامة العامة والأوضاع الاقتصادية الصعبة رغم تقديم مساعدات عينية لسكان المخيم من الهيئة الخيرية الهاشمية والجمعيات الخيرية ومنظمات دولية، بسبب وجود مهن مغلقة لا يستطيع أبناء المخيم العمل بها".

وقال نضال جربوع، عامل مياومة متزوج ولديه 3 أطفال، إن "تجمع النفايات وغياب السلامة العامه والاكتظاظ جعل الحياه داخل المخيم صعبه"، مطالبا بتوفير حياة كريمة له ولأسرته في ظل أوضاع اقتصادية صعبة فرضتها جائحة كورونا".

وطالب العابد بفتح مركز لإعطاء اللقاح الواقي من فيروس كورونا داخل المخيم، لتشجيع أبناء المخيم للتسجيل وتلقي اللقاح.

المملكة