أفاد ماهر أبو حطب، والد الطفلة المتوفاة في مستشفى البشير، الثلاثاء، بأن المستشفى رفض عدة مرات استقبال ابنته التي كانت تشكو من ألم حاد في أسفل معدتها، مشيرا إلى ارتكاب العاملين في المستشفى خطأ في تشخيص الحالة في البداية.

وقال أبو حطب لبرنامج "صوت المملكة" على قناة "المملكة"، إنه راجع رفقة ابنته المستشفى في 2 أيلول/سبتمبر الحالي لأنها "كانت تعاني من آلام في أسفل بطنها وراجع طوارئ مستشفى البشير وأبلغوا أن الطفلة تعاني من التهاب بالمسالك البولية" وأبلغوها بالعودة إلى المنزل.

وفي 3/أيلول/سبتمبر، راجعت عائلة الطفلة (5 سنوات) مرة أخرى مستشفى البشير وأبلغوها هذه المرة أن "لديها التهابات بالأمعاء مع الطلب منها بالذهاب إلى البيت".

لكن بعد ذلك بيوم، ذهبت العائلة إلى طبيب خاص الذي شخص الحالة بأنها "زائدة دودية وقام بإعطائها كتابا وأبلغها بمراجعة أقرب مستشفى"، وفق ما شرح أبو حطب.

وعادت العائلة إلى مستشفى البشير و"أعطتهم والدة الطفلة الكتاب (المرسل من الطبيب) لم يهتموا للكتاب، وقالوا نحن من نشخص الحالة وليس على أثر الكتاب الذي أعطيتينا إياه، رأوا الطفلة مرة أخرى وقالوا لنا اذهبوا لمنزلكم".

وبعد أن زاد التعب على الطفلة، عرضتها عائلتها على طبيب خاص آخر أكد أن "لديها التهاب حاد بالزائدة الدودية كتب لها ورقة وقال لها اذهبي إلى أقرب مستشفى"، بحسب أبو حطب.

وقال إن الكتاب الصادر عن الطبيب الثاني "أعطيناه إلى قسم الطوارئ في مستشفى البشير الذين رفضوا رؤية الكتاب وأوقفوا الطفلة المريضة ما يقارب الـ 4 ساعات في ممر المستشفى".

وأوضح أن طفلته "كانت تصرخ في ممر المستشفى من شدة الألم" وهذا الأمر استغرق من 4-5 ساعات.

واستثنى طبيب في مستشفى البشير التهاب الزائدة الدودية كحالة مرضية للطفلة، لكن بعد إجراء صورة أشعة أبلغت ممرضة الطبيب أن الطفلة لديها انفجار بالزائدة الدودية، وأمر بإدخال الطفلة، وفق أبو حطب.

وأشار إلى أن إجراءات دخول ابنته إلى غرفة العمليات في المستشفى استغرقت حوالي 3 ساعات، بينما بقيت الطفلة طوال ذلك الوقت تصرخ. 

وتمكن الطبيب في مستشفى البشير من استئصال الزائدة الدودية لدى الطفلة، على ما أكد أبو حطب، الذي قال إن والدة الطفلة لاحظت بعد العملية انتفاخا في بطن الطفلة. ووفق أبو حطب فإن الطبيب أبلغ والدة الطفلة أن الانتفاخ ناجم عن العملية، ولن يذهب إلا عندما تمشي الطفلة. 

طبيب مقيم في مستشفى البشير "تفاجأ"، وفق أبو حطب، بحالة الطفلة بعد العملية "وطلب إجراء صورة ملونة ... ووجد داخل بطن الطفلة قيح وغازات والتهابات لا تزال موجودة"، وأشار إلى "إجراء عملية تنظيفات لإخراج القيح والغازات"، وأبلغ الطبيب والد الطفلة بأن "الأمور جيدة" بعد إجراء العملية الأخرى.

لكن ممرضة في قسم العناية الحثيثة أبلغت والد الطفلة بأنها وصلتها متوفية وأن لا علاقة لها بالأمر، بحسب أبو حطب.

رئيس اختصاص الطب الشرعي في وزارة الصحة، محمود زريقات، قال إن "آخر ما ورد لمشرحة الطب الشرعي في (مستشفى) البشير بعد الكشف عليها تبين أن هناك تدخلا جراحيا إثر انفجار الزائدة الدودية أدى إلى التهاب الغشاء البريتوني ومن ثم إغلاق هذا الجرح بالوضع الذي كان فيه".

"لا نشخص الإهمال من أول نظرة هذا يتطلب خبراء من مختصين وهناك لجنة يتم تشكيلها من قبل الجهة القضائية"، وفق زريقات الذي قال: "نحن نشخص الحالة نعلل سبب الوفاة ونحددها، وسبب الوفاة هو تجرثم الدم الناجم عن التهاب الغشاء البروتوني المحيط بالأحشاء البطنية نتيجة انفجار الزائدة الدودية".

زريقات الذي كان يعمل مديرا لمستشفى البشير، اعتبر حالة الطفلة المتوفاة "إهمال أكثر مما هو خطأ. بالنتيجة الإهمال يعادل الخطأ".

عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، فريد حداد، قال إن "مراجعة مريض من 3-4 مرات خلال 3 أيام إلى قسم الطوارئ في مستشفى كبير ومعروف في مستشفياتنا الحكومية في القطاع العام سواء أسميناه إهمال أو قصور أو خطأ كله يؤدي إلى أن هناك خللا كبيرا في منظومة الصحة المقدمة".

واعتبر أن ما حصل للطفلة المتوفاة، "إهمال وقصور".

وتحدث زريقات عن "نقص حاد" في الكوادر التمريضية، مستذكرا فترة إدارة مستشفى البشير وخلالها قدم استقالته بسبب نقص الكوادر.

المملكة