رأى وزير الثقافة والشباب الأسبق محمد أبو رمان أنه لن يكون لعودة طالبان أي تأثير مباشر ورئيسي على المنطقة، خاصة في ظل اتفاقية وقعتها مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود جيل جديد في الحركة تعلّم من التجربة السابقة، ويسعى إلى تغير صورة الحركة، ولديه تحفظات على علاقتها مع تنظيم القاعدة.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان: "أفغانستان وطالبان: السياقات والنتاجات" نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، الأربعاء، حيث استعرضت النتاجات الإقليمية والدولية لعودة حركة طالبان للحكم ودورها في الحالة الجهادية.

وأشار وزير الثقافة والشباب الأسبق محمد أبو رمان في حديثه عن عودة طالبان وتاثيرها على الحالة الجهادية والراديكالية في أفغانستان والمنطقة، إلى تزامن عودة الحركة مع تراجع الإسلام السياسي في المنطقة العربية متمثلاً بخروج حزب النهضة في تونس، وهزيمة حزب العدالة والتنمية في المغرب.

وقال عضو مجلس الأعيان الأردني محمد المومني، إن ما يحدث في أفغانستان له تأثيره على منطقة الشرق الأوسط، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة والصين وروسيا.

وتوقع المومني أن تستمر الولايات المتحدة في دورها المؤثر في المنطقة وبالحدود الدنيا مستخدمةً للأدوات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، كما ستشهد المزيد من التدخل الروسي والصيني. 

وقال نائب رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الدولية وشؤون الجودة والاعتماد ومدير المركز زيد عيادات، إن الولايات المتحدة أدركت في النهاية أن البقاء في أفغانستان لم يعد خيارا استراتيجيا، بل يصب في مصلحة وخدمة منافسيها، مضيفا أن 47% من الشعب الأميركي يعتقدون أن الذهاب إلى الحرب في أفغانستان كان قرارا خاطئا، ويعتقد 75% منهم بوجوب الانسحاب.  

وأضاف عيادات أن روسيا والصين معنيتان بإعادة الاستقرار في أفغانستان؛ حفاظاً على مصالحهما في المنطقة. 

يشار إلى أنه سيصار إلى تشكيل "ورقة موقف" مستندة على المشاركات والمقاربات، تهدف إلى بلورة توصيات عملية في السياسة الخارجية الأردنية، فضلاً عن تصورات عن تأثيرات وتداعيات عودة طالبان على الشأن الأردني والإقليمي. 

ودار في ختام الندوة التي حضرها نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي والأكاديميين والكتاب الصحفيين وأعضاء من مجلس إدارة المركز، نقاش موسع حول تفاصيل تلك العودة.

المملكة