اتهمت المعارضة الروسية شركتي غوغل وأبل، الجمعة، بممارسة "رقابة" بعد حذف تطبيق انتخابي مناهض للكرملين من "متجريهما" في اليوم الأول من الانتخابات التشريعية التي "شابتها أيضا عمليات تزوير"، وفقا لمعارضي السلطة.

وأدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصوته في الانتخابات التشريعية الجمعة، إلكترونيا بعدما عزل نفسه عقب اكتشاف إصابات بكورونا بين أوساطه.

ويأتي حذف تطبيق حركة المعارض المسجون أليكسي نافالني بعد أشهر من القمع الذي أدى عمليا إلى استبعاد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين من هذه الانتخابات التي تمتد من الجمعة حتى الأحد.

وقالت قناة فريق نافالني على تلغرام "الدولة الروسية بكاملها وحتى شركات التكنولوجيا الكبرى ضدنا، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم".

واتهم ليونيد فولكوف، وهو مسؤول معارض منفي، غوغل وأبل بأنهما تمارسان "رقابة" وأنهما "استسلمتا لابتزاز الكرملين" من خلال حذف التطبيق.

وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "هذا التطبيق غير قانوني في بلادنا".

ونظرا إلى عدم السماح لأي شخص مناهض للكرملين تقريبا بالترشح للانتخابات التشريعية المقررة في الفترة الممتدة من 17 أيلول/سبتمبر إلى 19 منه، أنشأ أنصار نافالني استراتيجية أطلقوا عليها "التصويت الذكي" بهدف دعم المرشح الذي غالبا ما يكون شيوعيا، الأوفر حظا لمقارعة مرشح الحزب الحاكم "روسيا الموحدة".

وهذا التطبيق يتيح للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الانتخابية. في الماضي، لاقى هذا النهج بعض النجاح خصوصا في موسكو العام 2019.

ومنذ أسابيع، تزيد موسكو تحذيراتها لشركات الإنترنت العملاقة التي ترفض إزالة محتوى تعتبره غير قانوني، خصوصا منشورات حركة نافالني المحظورة بسبب "التطرف" منذ حزيران/يونيو.

كذلك، استدعي ممثلين لشركتي غوغل وأبل الخميس أمام لجنة في مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي.

وقدّر عضو مجلس الاتحاد الروسي السناتور أندريه كليموف رئيس هذه اللجنة الجمعة، أن "غوغل وأبل توصلتا إلى النتيجة السليمة الوحيدة" من "محادثتهما".

ودعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم لانتخاب 450 نائبا في مجلس الدوما.

ومن المقرر إعلان النتائج بعد الساعة 18:00 الأحد بتوقيت غرينتش.

وقال رئيس البلاد بحسب الصور التي بثها التلفزيون الروسي "في ظل هذه الظروف من القيود الصحية والحجر الصحي، أديت واجبي المدني إلكترونيا"، داعيا الروس للذهاب إلى صناديق الاقتراع أو استخدام التطبيق الإلكتروني في الأقاليم السبعة حيث يتوافر.

وندد منتقدوه بحصول تزوير ونشروا، كما هي الحال في كل انتخابات، العديد من مقاطع الفيديو والصور عبر منصات التواصل الاجتماعي.

بطاقات مشبوهة

وقالوا إن الطوابير الطويلة التي شوهدت أمام بعض المراكز الانتخابية تعود إلى الضغوط التي يمارسها المسؤولون على موظفيهم الحكوميين للذهاب والتصويت خلال ساعات عملهم.

وكان حساب تويتر الخاص بالمرشح المسجون أليكسي بيفوفاروف، يبث صورا لما يبدو أنه حشو لصناديق اقتراع.

كذلك، نشرت المنظمة غير الحكومية "غولوس" المتخصصة في مراقبة الانتخابات تفاصيل حول هذا النوع من الغش على موقعها، على سبيل المثال من خلال نشر صور أكوام من الأوراق الانتخابية مطوية ومكدسة داخل صناديق الاقتراع.

وهذه المنظمة مصنفة على أنها "عميل أجنبي" من الحكومة الروسية، وهو تصنيف مشين يعقد نشاطها.

ومن بين الناخبين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس، لم يخف البعض خيبة أملهم. واعتبر يفغيني كوفتونوف المتخصص في علوم الكمبيوتر أن هذه الانتخابات لن تؤدي إلى "تغيير كبير".

لكن ميخائيل ستريلتسوف وهو متقاعد يبلغ 91 عاما أبدى رضاه وقال "الأهم هو أن يكون البلد مستقرا ويتطور".

وأقصي القسم الأكبر من المعارضة المناهضة لبوتين عن الاقتراع، في ذروة أشهر من القمع بدأ مع اعتقال أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني أثناء عودته إلى روسيا في كانون الثاني/يناير بعد تعرضه لتسميم يتهم به الكرملين.

وحزب روسيا الموحدة الحاكم الذي تتراجع شعبيته على خلفية فضائح الفساد وتراجع المستوى المعيشي في البلاد، يحظى بنسبة تأييد لا تتجاوز 30% في البلاد بحسب استطلاعات الرأي.

لكن الحزب سيفرض نفسه في الانتخابات بسبب عدم وجود منافسة فعلية، إذ إن الأحزاب الأخرى الممثلة في الدوما، من شيوعيين وقوميين ووسطيين، تعتمد نهجا قريبا من الكرملين حول القضايا الأساسية.

أ ف ب