اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة، أن إدخال حزب الله نفطاً إيرانيا إلى لبنان الخميس انتهاك لسيادة البلاد.

وقال ميقاتي خلال لقاء مع قناة (CNN)، بشأن الخوف من عقوبات على لبنان بعد إدخال "حزب الله" النفط الإيراني، "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".

ودخلت عشرات الصهاريج المحملة بالوقود الإيراني الذي استقدمه حزب الله من داعمته الرئيسية طهران صباح الخميس إلى لبنان، آتية من سوريا المجاورة، على وقع استقبالات شعبية.

وفي إطار مساعيه للتخفيف من أزمة محروقات حادة يشهدها لبنان مع تراجع قدرته على الاستيراد على وقع انهيار اقتصادي متسارع، أعلن حزب الله الشهر الماضي، أن باخرة أولى محملة بالوقود ستبحر من إيران. وقال الأمين العام للحزب حسن نصر الله الاثنين، إنها أفرغت حمولتها في مرفأ بانياس في غرب سوريا.

وبشأن مشاركة حزب الله في الحكومة، أشار ميقاتي إلى أن "الحكومة جامعة لمعظم الأطياف اللبنانية"، مضيفاً "لا يمكننا أن نقوم بأي إصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع ... حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب".

وأكد رئيس الوزراء أن "المهمة الأساسية للحكومة هي وقف الانهيار ووضع البلد على طريق التعافي تمهيدا للانتقال إلى معالجة الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية".

وعبر ميقاتي عن شعوره بـ "ارتياح نسبي" لأن الحكومة "تواصلت خلال سبعة أيام مع صندوق النقد الدولي الذي أبدى استعداده لدعم لبنان، وعرضت مشكلة الكهرباء واقتراحات الحلول المناسبة".

وتحدث ميقاتي عن اجتماعه الخميس مع رئيس منظمة الصحة العالمية الذي أبدى استعداد المنظمة لدعم القطاع الصحي في لبنان، واستعداده لحض الدول المانحة على تقديم المساعدات.

ويواجه لبنان تحديات طارئة كثيرة منها الأزمة المالية والاقتصادية وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، وفق ميقاتي الذي رأى أن "وضع لبنان الحالي يشبه مريضا في حالة سيئة جدا وينتظر الدخول إلى طوارئ المستشفى، وبعدها ينقل إلى غرفة العمليات لإجراء الجراحة إذا لزم الأمر، ثم إلى العناية الفائقة وبعدها يخضع لفترة من النقاهة قبل التعافي النهائي ... يؤسفني القول إن بلدنا لا يزال في مرحلة الانتظار أمام طوارئ المستشفى".

ولا يمكن للحكومة "تحقيق مرحلة الشفاء والتعافي في ثمانية أشهر، وهو عمر الحكومة دستوريا باعتبار أن الحكومة تقدم استقالتها بعد الانتخابات البرلمانية التي تصر الحكومة على إجرائها في موعدها"، وفق رئيس الوزراء.

وتواجه الحكومة اللبنانية ملفات هي تحسين وضع الطاقة والكهرباء ومعالجة أزمة المحروقات وتأمين الدواء ومعالجة وضع القطاعين الاستشفائي والتربوي".

وتعهدت الحكومة اللبنانية الجديدة بأن تعالج أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد.

وجاءت الحكومة الجديدة بعد 13 شهراً من استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 آب/أغسطس 2020 الذي أدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، ودمّر أحياء من العاصمة، مفاقماً معاناة اللبنانيين الذين بات 78% منهم يعيشون تحت خط الفقر.

وشكر نجيب ميقاتي الحكومة العراقية على دعم لبنان بالمشتقات النفطية، وطالب جميع الأطياف اللبنانية باعتماد سياسة النأي بالنفس، وقال إن "لبنان لم يتخل عن أشقائه العرب وهو يدعوهم إلى عدم التخلي عنه".

وأكد وجود دور فرنسي في المساعدة في تشكيل الحكومة "من دون تدخل في التفاصيل"، مضيفاً أن فرنسا تحترم سيادة لبنان.

وبشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قال "لن نسمح لأي عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، مع الاخذ بالاعتبار الأصول الدستورية والقانونية".

المملكة