انطلقت عبر منصة زووم، فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول "منارات" الذي تنظمه "بيالارا" بالشراكة مع أكاديمية دويتشه فيله ووزارة التربية والتعليم، ومجموعة من الدول العربية، مُسلّطًا الضوء على تجارب عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، واستعراض قصص النجاح والبصمات التي تركها المشروع وما زال في بعض الدول.

وعُقِد المؤتمر بمشاركة سمو الأميرة ريم علي؛ مؤسس معهد الإعلام الأردني، ومجموعة من المختصين والمتحدثين ومسؤولي قطاعات التعليم في الوطن العربي، تحت شعار "المنارة: تجارب التربية الإعلامية والمعلوماتية الرائدة في العالم العربي".

ويهدف المؤتمر إلى زيادة الوعي بأهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية وإلهام المسؤولين الحكوميين في الوزارات وصناع القرار بأفضل الممارسات لدمج التربية الإعلامية والمعلوماتية في المناهج المدرسية.

وتحدّثت الأميرة ريم علي عن تجربة معهد الإعلام الأردني والتربية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرةً إلى أنَّ المعهد أخذ على عاتقه مهمّة تطوير الكفاءات الأردنيّة "بهدف تكوين مجتمع رقميّ أكثر تميزًا يتمتع بمهارات التفكير النقديّ من أجل الإبحار في سيل متواصل من المحتوى الإخباريّ والمعلوماتيّ".

وأشارت سموّها إلى أن فريق المعهد أعدَّ أوّل منهج دراسيّ في التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة باللغة العربيّة للمعلمين، إضافة إلى الكتب الجامعيّة، ومواد التدريب، ووثيقة السياسة العامة لإرشاد صانعي القرار ودعوتهم إلى دمج التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة في مناهج المدارس والجامعات.

وأكدت سموّها حِرصَ المعهد على تطوير منصّة التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة من خلال شراكته الاستراتيجية مع أكاديمية DW للدراسات الدوليّة في الإعلام لتعزيز كفاءة المؤسّسات التعليميّة ومُعلّمي المدارس الحكوميّة وطلبتها في مجال التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة وفقًا للمبادرة الوطنيّة وخطّتها التنفيذيّة للأعوام (2020-2023).

وعزَت سموّها الاهتمام بمفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية إلى الأزمة التي يشهدها العالم اليوم والمتمثّلة بانعدام الثقة في الكم الهائل من المعلومات الرقميّة التي وفّرتها التكنولوجيا الحديثة، وغياب القيود التي تحُوْل دون الوصول إلى هذه المعلومات، أو التحقق منها، إذ "أصبح المشهد الرقميّ مصدرًا للمعلومات غير الموثوقة، والتي ربما تكون جزءًا من عمليّات التضليل الدعائيّ التي تخدم أجندات بعينها، ممّا يؤدي إلى ظهور ما يُعرَف ب "نظريّات المؤامرة"، والأخبار المكذوبة، والزيف العميق".

واختتمت سموّها الحديث بأهميّة الاستثمار في التربية الإعلامية والمعلوماتية وصياغة إطار رقميّ أكثر مصداقيّة، يكون قادرًا على القضاء على الجهات الخبيثة وتعزيز دور الصحافة الدقيقة القائمة على الحلول، والعمل بشكل أكثر كفاءة لمعالجة هذا التأثير الضارّ للتكنولوجيا الرقميّة على المجتمعات، من خلال تعزيز التعاون وعقد الشراكات في مواجهة هذا السيل من المعلومات المُضلِّلة، مع الحفاظ على مزاياها في نشر الأخبار الدقيقة وتعزيز حريّة التعبير عن الرأي.

يُذكر أن معهد الإعلام الأردني بدأ رحلة التربية الإعلامية والمعلوماتية منذ العام 2013، تخللها صياغة إطار استراتيجيّ لإدراج التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة على نطاق وطنيّ، مستهدفًا أربعة قطاعات، وهي: المدارس، والجامعات والكليّات، ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى الشباب ومراكز الشباب.

وقد اعتمدت الحكومة الأردنيّة الإطار الاستراتيجي للتربية الإعلامية والمعلوماتية وخطّته التنفيذيّة (من 2019 إلى 2022)، وشكّلت بدورها فريقًا وطنيًا من أصحاب المصلحة للإشراف على تنفيذ هذا المشروع الطموح الذي يمتد لثلاث سنوات، ويشارك معهد الإعلام الأردنيّ الحكومة في تنفيذه.

المملكة