أُوقدت شعلة مهرجان جرش نارا، الأربعاء، بعد أن أخمدتها الجائحة منذ عامين، لتدب في الحضور حماسا لعودة المشهد الثقافي والفني في الأردن بعد تدابير استثنائية عاشتها البلاد منذ العام الماضي.

حضرت مئوية الدولة الأردنية والقدس في حفل الافتتاح بالمدرج الشمالي في المدينة الأثرية بجرش والذي حضره رئيس الوزراء بشر الخصاونة ووزير الثقافة علي العايد والمدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون أيمن سماوي.

جمعٌ من الفنانين الأردنيين صدحت حناجرهم بمغناة لتراب الأردن والتي تغنوا خلالها بأن "الأردن خفقة في القلب لا تخفق إلا بالحب"، ثم أبرقوا للقدس سلاما بمغناة "سلام الله على القدس" أكدوا خلالها أن "حب القدس تسبيح نردده".

وغنى الفنانون لجلالة الملك عبدالله الثاني أغنية "مع عبدالله".

وعُرضت فعالية شعرية بعنوان موطن الأمجاد استذكرت شعراء أردنيين، ثم رقص فلكلوري على أنغام أغان لمطربين أردنيين شملت فهد النجار وميسون الصناع وتوفيق النمري وسلوى العاص وعمر العبداللات ومتعب الصقار وسهام الصفدي وإسماعيل خضر وفارس عوض ومحمد وهيب والمطربة العربية سميرة توفيق وأغنيتها “صبوا القهوة”.

وتفاعل الجمهور مع أغنية الفنان الأردني عبده موسى "نزلن على البستان".

وأضاء عرض مرئي على برامج تلفزيونية وإعلاميين أردنيين منهم عروب صبح ورافع شاهين وعمر الخطيب، وكذلك أعمال درامية وسينمائية ومسرحية أردنية.

وصاحب إيقاد رئيس الوزراء للشعلة استعراض فني بالنيران على أنغام موسيقية.

كما برز عرض فني راقص يحاكي السوسنة السوداء زهرة الأردن الوطنية.

وانطلق المهرجان للمرة الأولى عام 1980 بمبادرة من جامعة اليرموك، لكنه تحول إلى مهرجان رسمي، وافتُتحت دورته الأولى عام 1981 ليقام صيف كل عام ويشمل فعاليات فنية وأدبية وثقافية من أنحاء العالم.

لكن وتيرة إقامة المهرجان سنويا تعرضت إلى توقف وتأجيل عامي 1982 و2006 بسبب الاجتياح الإسرائيلي وعدوانه على لبنان.

وتعرض المهرجان لتوقف عام 2008، بعد الاستعاضة عنه بمهرجان الأردن الذي شمل مدنا عدة منها جرش ليعود من جديد في العام 2011 بعد غياب ثلاث سنوات.

لكن جائحة كورونا قالت كلمتها وفرضت تداعياتها على المشهد الثقافي والفني، فتقرر تجميد إقامة المهرجان في 2020.

وعاد المهرجان في 2021 تحت شعار "جرش ... مزينة بالفرح"، بمشاركة 5 نجوم عرب وأكثر من 70 فنانا أردنيا وما يفوق 38 فرقة فلكلورية محلية وعربية وعالمية في البرنامج الفني، أما البرنامج الثقافي فيشهد تواجد 270 مشاركا.

وفرضت شروط الصحة والسلامة نفسها على المهرجان، عبر اشتراط التباعد الجسدي بين الحضور والسماح باستيعاب نصف طاقة المسارح والحفلات الرئيسية، مع السماح لمن يحمل الإشارة الخضراء في تطبيق "سند".

وسيكون حضور جميع فعاليات المهرجان الذي تقدر كلفته بأكثر من 1.2 مليون دينار، بشكل مجاني عدا خمس فعاليات رئيسية للنجوم العرب في المسرح الجنوبي بجرش.

وبعد افتتاح المهرجان تقص الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي شريط الفعاليات الفنية الذي تعاقب على المشاركة في الدورات الماضية منه عشرات الوجوه الفنية والأدبية العربية مثل فيروز وصباح فخري ومحمد عبده ونجاة الصغيرة وسعدون جابر ووردة ومارسيل خليفة وملحم بركات، وكاظم الساهر، عدا عن الشعراء العرب محمود درويش وسميح القاسم وأدونيس وعبدالله البردوني وبول شاؤول وغالبية الشعراء الأردنيين.

وتعد المدينة الأثرية في جرش الموقع الرئيسي لفعاليات المهرجان الفنية والثقافية، و تبعد عن عمان نحو 48 كم.

وتضم المدينة الأثرية معالم عدة تحتضن الفعاليات منها المسرح الجنوبي الذي بُني أواخر القرن الأول الميلادي، والمسرح الشمالي، وشارع الأعمدة وهو الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطوله 800 متر، ويضم نحو ألف عمود، ومسرح أرتميس، ومسرح الصوت والضوء، والساحة الرئيسية.

ويُنظر لمهرجان جرش للثقافة والفنون على أنه قدم ويُقدم الهوية الثقافية الفنية الأردنية للعالم، وعاملاً مؤثِّراً ومتأثراً بالثقافة العربية والعالمية، وأصبحت المشاركة فيه مكسباً مهما للفنانين

المملكة